جالس مجالس الوحدة ، انيس المراقبة والخلوة ، مرشد الطريق ، الشارب من رحيق التحقيق ، المفتقر إلى الله بالفقر العدمي .
اسمـه
حبيب بن عيسى بن محمد .
لقبـه
العجمي .
كنيتـه
أبو محمد .
أصلـه
من فارس .
مسكنه
البصرة .
أخبـاره وكراماتـه
كان زاهداً مجاب الدعوة . كان اولاً تاجراً ، فمر بصبيان فقالوا: قد جاء آكل الربا !
فنكس رأسه وقال : يارب أفشيت سري للصبيان !
فجاء إلى العارف الكامل الشيخ الحسن البصري قدس الله سره وسأله ان يرشده إلى طريق التوبة والانابة فرغبه لذلك ودله على مناهج التوبة والرجوع . فعقد عقد التوبة على يد الشيخ الحسن البصري قدس الله سره ، وقام وجاء إلى منـزله ورآه أحد المديونين فهرب من مد بصره فناداه يا أخي لا تهرب . أنا أحق بالهرب منك . فمر على الصبيان .
فقالوا : اهربوا أن لا يصل منا غبار ، ونصير ممن أساء الأدب معه . فلما رأى حبيب هذا الحال والانقلاب تضرع إلى قابل التوبة شديد العقاب وقال : مولاي لما وفقتني لهدايتك بفضل عنايتك فاجعلني مذكوراً على السنة خلقك بالخير والرشاد .
ثم نادى : من كان له على حبيب درهم فليأت ويأخذه ، فاجتمعوا فأنفق ماله وأعطى الزوجة متاعها وإزارها واتخذ له صومعة على شاطئ الماء وبقي يتردد إلى الشيخ الحسن البصري قدس الله سره وتعلم منه العلوم والفقه ..
ومن كراماته
انه أصاب الناس مجاعة بالبصرة فأشترى حبيب العجمي طعاما وفرقه على المساكين ثم خاط اكيسته فجعلها تحت رأسه ثم دعا الله تبارك وتعالى فجاءه أصحاب الطعام يتقاضونه فأخرج تلك الاكيسة فأذا هي مملوءة دراهم فوزنها فأذا هي على قدر حقوقهم فدفعها إليهم .
ويروى أتت امرأته تسأله النفقة والمعاش فقال لها : انا اخدم الان في باب كريم وأستحي أن اطلبه الأجرة ووعدني الأجر بعد عشرة ايام فسألها بهذا واشتغل بالعبادة فبقدرة الله عز وجل بعد تمام عشرة أيام أتى إلى بيت حبيب شاب منور الوجه ودخل الدار ومعه ثلاثمائة درهم في صرة وحملٌ مملوء دقيقاً وحمال آخر يحمل سمناً وعسلاً وسلمه بيد امرأة حبيب.
وقال : أرسل هذا مستعمل حبيب بعمله .
يقول : فليزد حبيب بعمله نزيده في اجره .
وقال : سلمي على حبيب وقولي له هكذا وذهب ، فلما اتى حبيب وقت المساء وقد تم عنده وقت الوعد وهو متفكر خجل من المرأة فشم رائحة طعام فتعجب ودخل الدار فقصت المرأة عليه قصة الشاب والدرهم والمأكول الذي جاء به فبكى .
وقال : العمل عشرة ايام هذا الاجر يعطيه هذا الكريم فكيف لعمل عمرالعبد عطاؤه . فصار مستجاب الدعوة .
ومن كراماته
اتته امرأة عجوز منكسرة تبكي وقالت : كان لي ثمرة كبدي ولد من حاصل الدنيا وله مدة في السفر ولم ادر حياته ومماته وانا في حزن واحتراق وكآبة واشواق فأسألك ان تدعوا الله تعالى .
فقال الشيخ قدس الله سره : ياملهوفة أي شيء عندك من الدراهم والمتاع فأنفقيه فحضر عندها درهمين .
فقال الشيخ انفقيه على الدراويش .
فأنقته فقال : ارجعي إلى بيتك ان شاء الله تنالين المراد ، فرجعت فرأت ابنها في البيت فسألته عن كيفية مجيئه وحاله .
قال : هذه الساعة كنت في كرمان اشتري لحماً لاستاذي إذ هبت ريح قوية الهبوب فسمعت صوتاً ايتها الريح اوصلي هذا إلى بلده ووالدته فرأيت نفسي هاهنا ولم أدر غير هذا .
طريقتـه
الطريقة العلية، أخذها من الشيخ الحسن البصري .
وفاتـه
توفي في سنة 119 هجرية .
المصادر :
– يوسف النبهان – جامع كرامات الأولياء – ص387 .
– ابن الملقن – طبقات الأولياء – ص182 .
– تذكرة الأولياء – مرتضى بن محمد آل نظمي البغدادي – ص 156 – 158 .