دَعْ عنكَ قولي وقم للهِ محتسِبا
وهبْ لهُ القلبَ نالَ القُربَ من وَهَبا
دعْ ما يُريبُ إلى ما لا يُريبُ وكُنْ
في كلِّ أمرٍ إلى الرحمنِ مُنقَلِبا
وكُنْ غريباً عن الدنيا وفتنتِها
إنَّ المُحِبَّ غريبٌ أينما ذهبا
وكن محبّاً للقيا اللهِ قاصِدَهُ
واهجُرْ لبغيتهِ الأحقادَ والريَبا
كم غَرَّبَ الحِقدُ من أبناءِ جِلدَتنا
وقَرَّبَ الحُبُّ في الأوطانِ مُغتَرِبا
وكسَّرَ الحبُّ من قَيدٍ لآسِرِهِ
وأوقَعَ الحقدُ في الأشراكِ مَنْ نَصَبا
إنْ حَبَّ ربك عَبداً كانَ ساعِدَهُ
هو المُسَبِّبُ يُعطي عبدَهُ السَّببا
إ ذ يرفعِ المرءَ في الميزانِ ما كسَبَا
بالحَقِّ تُبلِغُ منْ والاكمُ الرُّتبا
أنتَ العظيمُ الذي في حَولهِ دخلتْ
كل الخلائقِ من ينأى ومن قَرُبا
يا مالكَ النفسِ والأنفاسِ قاطِبةً
يا من يرى عَبدهُ المظلومَ قد تَعِبا
يا مالكَ المُلك قد ضاقَ الفضاءُ بنا
فافتحْ علينا من الآفاقِ ما رَحُبا