حلّ الوليدُ فأشرقتْ كَيلانُ
وهوى الظلامُ وهللتْ بُغدانُ
وتنزلتْ هممُ السماءِ رعايةً
قدرٌ جرى أنْ تزدهي الأكوانُ
قدرٌ جرى أنّ الهدايةَ مهْدُها
في حجرِ فاطمةٍ لها عنوانُ
شمسُ المعارف لايحدُ ضياؤها
أبدَ الزمان وأشرقَ العرفانُ
ركنُ الشريعةِ سرّ كلَّ طريقةٍ
ومقامكمْ فوقَ الذرى تيجانُ
نفحاتُ فضلكَ سرَّ كلَّ فضيلةٍ
ونوالكمْ فاضتْ بهِ الازمانُ
كلَّ البلادِ كما تقول تواضعاً
في حكمكم الارض والثقلانٌ
*** ***
يا موضعَ الأسرارِ قدسَّ سِركمْ
سِرُ الحقيقةِ عينُها الأحسانُ
يا منْ بلاد الله أنتَ مَليكُها
يامن بهِ قدْ دانت الاوطانُ
هذي بلادي قدْ غدتْ في محنةٍ
شابت بها الفتيانُ والولدانُ
نفدتْ سهام الصبر من أقواسِها
وتناوشتها الذئبُ والعقبانُ
هذي كلاب الروم عمَّ نباحُها
حاطتْ بنا الخنزيرُ والثعبانٌ
هذي ثمانُ قد شربنا كأسَها
ودعاؤنا لا طالتِ الأحزانُ
يا غوثُ غِثنا فالبلاد نداؤها
وشفيعها ياسينُ والقرأنٌ
هذي ثمانُ قد سئمنا صبرنا
فالطفْ بنا وليأتنا الايذانُ
يا غوثُ من ندعوا وأنتَ سميعُنا؟
في هاهنا التصريفُ والبرهانُ
*** ***
يا سيدي أرضُ العراقِ كريمةُ
ما بعد طيبةَ غيُرها عنوانُ
يا سيدي هذي البلادُ خزائنُ
فيها علومٌ أودعَ الرحمانُ
فيها الرسالةُ والنبوةُ والهدى
فيها كرامَ الألِ والايمانُ
روحي فداكم فاسمعوا صرخاتنا
فمتى يكونُ لوعدِكمْ إعلانُ؟
—————————————
الدكتور عبد السلام الحديثي