السؤال : بالنسبة للكرامات وضرب السكاكين وغيرها والتي لم نسمع حدوثها في عهد الرسول محمد ﷺ اننا نعتقد حدوثها عن طريق استدعاء الجن؟ .
الجواب :
تذكر مصادر التاريخ الإنساني ان الإنسان القديم حين كان يرى ظواهر الطبيعة من برق ورعد وزلازل وبراكين وفيضانات وغيرها يعزوها إلى آلهة مجهولة وعبد تلك الآلهة من خلال الرموز التي افترضها له كالشمس والقمر والنجوم الطواطم والأوثان والأصنام ، وما تصور الإنسان ذلك واعتقد به الا لجهله بمصدر الظاهرة التي يراها ، ومع مرور الوقت تبين ان هذه الظواهر لا تعدوا كونها ظواهر طبيعية ليس لها علاقة بتلك الآلهة التي افترضها .
وخلال فترة الرسالات السماوية وتوالي أنبياء الله تعالى لم يخلُ نبيٌ من الاتهام بالسحر أو التنجيم او الكهانة وذلك لأن هذه العلوم لها صلة بعوالم غيبية يخفى على العقل الإنساني إدراكها بالحواس ، وبالتالي ينسب ما يدركه إلى ما لا يعرف .
ولقد كان لعالم الجن حضور في الأدبيات الإنسانية قديما وحديثا ، حيث تنسب الكثير من الظواهر التي لم يتوصل العلم إلى اكتشاف حقائقها إلى ذلك العالم ، حتى لقد وصل الأمر ان ينسب بعض علماء الآثار بناء الاهرامات إلى تدخل لعالم الجن في بناءها .. والسجالات التاريخية بين الأنبياء وأقوامهم فيما يتعلق بنسب معجزاتهم إلى السحر او إلى الاستعانة بالجن ذكرها القرآن الكريم في عدة شواهد اشهرها في قصة نبي الله موسى والسحرة بل ان رسولنا الأعظم ﷺ نفسه اتهم بالسحر والكهانة والشعر ..
لهذا لا نستغرب ان يذهب ذهن أي إنسان إلى تصور ان لخوارق الضرب في الطريقة الكسنـزانية علاقة ( بالجن وتحضيرهم ) لأننا مدركون لأثر الموروث الاجتماعي في إعطاء التفسيرات المبدئية للظواهر الخارقة ، ولكن ومع البحث والاختبار تتضح الصورة وينجلي الغموض الذي يحيط بها ، ووقتها يمكن للإنسان تجاوز عقبة الرجم بالغيب .
إن مسألة ضرب الدرباشة بأشكالها المتعددة ما هي الا كرامات لمشايخ للطريقة ، منشأها وغايتها الله تعالى .