يا أهلَ البيتِ المُكرَّم ، ويا عِترةَ طه – صلى الله تعالى عليه وسلم – أنتمُ السّادةُ الكُبَراءُ المِقدار ، أنتمُ القادةُ الشّامخةُ المَنار ، أنتم حبلُ الاعتِصام ، أنتمُ السّببُ المَوصولُ بدارِ السّلام ، أنتم خَزائنُ الأسرار ، أنتم مَطالعُ الأنوار ، أنتم طَوالعُ اليُمْنِ والأمان ، أنتم طلائعُ الفَوز والرِّضوان ، أنتم ثَواني الثّقلَين ، أنتم ثَوالثُ النيِّرَين ، أنتم مَعادنُ جواهرِ المَعارفِ والعُلوم ، أنتم مَنابعُ عُيونِ المَنْطوقِ والمَفهوم ، أنتم تَوأمُ الكتابِ في التَّمسُّك ، أنتم أئمَّةُ التَطهُّرِ والتَّنسُّك ، أنتم أهلُ الخَفاءِ والظُّهورِ والسرِّ والجَّهْر ، أنتم أهلُ الحدِّ والمَطْلعِ والبَطْنِ والظَّهْر ، أنتم أسِرَّةُ الابتِهال ، أنتم وَرثَةُ الكَمال ، أنتم سُفُنُ النَّجاةِ والسَّلامة ، أنتمُ السُّقيا لكلِّ غَمامة ، أنتمُ المُجلَّلون بكِساءِ الرَّسول ، أنتمُ النّاشئونَ في حِجْر البَتول ، أنتمُ المُحابونَ برَقائقِ التَّنْزيل ، أنتمُ المُصافُونَ بدَقائقِ التّأويل ، أنتمُ المُحتَّمُ وُدِّكُمْ في مُحْكَمِ الذِّكرِ الحَكيم ، أنتمُ المَقْرونُ ذِكرُكمْ بذكرِ جَدِّكمُ الكَريم ، أنتم مُصاصةُ الزَّهراءِ وحَيدر ، أنتم خُلاصةُ المَبعوثِ إلى الأسودِ والأحمَر ، أنتم أهلُ الأخلاقِ والأعْراق ، أنتم أهلُ الدَّعوةِ الخارقةِ للسَّبْعِ الطِّباق ، أنتمُ الوسائلُ إلى الحبيبِ الأعْظم ، أنتمُ الوسائطُ للسَّبيلِ الأقْوَم ، أنتمُ الشُمُّ العَرانينُ الغُر ، أنتمُ الزُّهْرُ المَيامينُ الطُّهْر ، أنتمُ الرُّقى والتَّمائِم ، أنتمُ الكنوزُ والطَّلاسِم ، أنتمُ السُّراةُ الهُداة ، أنتمُ الوُلاةُ الدُّعاة ، أنتمُ النُّجومُ في الإهتدا ، أنتمُ الرُّجومُ على العِدى ، أنتمُ الدِّرْياقُ لكلِّ وليٍّ مُوالي ، أنتمُ السُمُّ على كُلِّ عَدوٍّ قالي ، أنتم شُموس الأكوان ، أنتم شَرفُ الزَّمان والمَكان ، أنتم مَصابيحُ الدَّياجي الحَوالك ، أنتمُ النّاشِلونَ لكل غَريقٍ وهالِك ، أنتمُ الأقطابُ المُتصرِّفون ، أنتمُ الأئمَّة المُجْتَهدون ، أنتمُ الخُلفاءُ الرّاشدون ، أنتمُ الأُمَراءُ العادِلون ، أنتمُ الشُّفَعاءُ في المَحْشر ، أنتمُ السُّقاةُ على حِياضِ الكَوثر ، أنتم أمانةُ الله لَدى كلِّ مُؤمنةٍ ومؤمن ، أنتم وصيَّةُ النبيِّ إلى كلِّ مُسيءٍ ومُحسن ، قد أنزلَكمُ الحبيبُ من نفسه منزلة السُّوَيْداء والسَّواد ، وأحَلَّكُم من صَميم قلبهِ بينَ الشِّغاف والفُؤاد ، وحَباكُم بالمَدد والإمداد ، وهيّأَ لكُمْ دَواعي الاستعداد ، وبذَلَ لكم خالصَ الدَّعواتِ المُجابة ، وسألَ اللهَ فيكُم أن يُحرِّمكم على النار فأجابَه ، وإنّي عَبدُكمُ الذَّليل ، وطَريحكُمُ العَليل ، قد ضاقتْ بيَ المَسالك ، وادْلَهمَّت عليَّ الحَوالِك ، فأسألكم كشْفَ غُمَّتي ، وإنارةَ دُجْنَتي ، وكما وصلَ اللهُ بكم نسَبي ، أنْ يُوصِلَ بحَبْلِكُم سبَبي .
المصدر :- نفثة مصدور بين يدي صدر الصدور – للشيخ حسـن البرزنجي .