سألوا الشيخ [ أبو سعيد ] : من الشيخ الصادق ؟ ومن المريد الصادق ؟ .
فقال ، علامة الشيخ الصادق أن تكون فيه هذه الخصال العشر حتى يكون صادقاً في المشيخة :
الأولى : أن يكون مثلاً حتى يستطيع المريد أن يحتذيه
الثانية : أن يكون قد سلك الطريق حتى يستطيع أن يرشد إلى الطريق .
الثالثة : أن يكون مهذباً مؤدباً حتى يستطيع أن يكون مؤدباً .
الرابعة : أن يكون سخياً في غير إسراف حتى يستطيع أن يجعل المال فداء للمريد .
الخامسة : أن يتنزه عن الطمع في مال المريد حتى لا يتقيد بأمر في طريقه .
السادسة : إذا كان قادراً على إسداء النصح بالإشارة فلا يسديه بالعبارة .
السابعة : إذا كان قادراً على التأديب بالرفق لا يفعله بالعنف والغضب .
الثامنة : أن ينفذ هو أولا كل ما يؤمر به .
التاسعة : أن يمتنع عن أي شيء ينهي عنه .
العاشرة : إذا قبل مريد لله فلا يرده للخلق .
وإذا كان الأمر كذلك ، وكان الشيخ يتحلى بهذه الأخلاق ، فإن المريد لن يكون إلا مصدقاً وسالكاً . وكل صفة تظهر على المريد ، تكون صفة للشيخ ، ظهرت على المريد منه .
أما المريد الصادق فإن أقل الأشياء التي يجب أن تتوفر فيه حتى يكون لائقاً لأن يكون مريداً ، عشرة أشياء هي :
أولاً : أن يكون ذكياً حتى يستطيع أن يفهم إشارة الشيخ .
ثانياً : أن يكون مطيعاً حتى ينفذ أمر الشيخ .
ثالثاً : أن يكون حاد السمع حتى يفهم كلام الشيخ .
رابعاً : أن يكون نير القلب حتى يدرك عظمة الشيخ .
خامساً : أن يكون صادق القول حتى يكون كل خبر ينقله صحيحاً .
سادساً : أن يكون صادق الوعد حتى يفي بكل ما يريد .
سابعاً : أن يكن حراً حتى يستطيع أن يتخلص من كل ما يملك .
ثامناً : أن يكون كتوماً للسر حتى يستطيع أن يحفظ سر الشيخ .
تاسعاً : أن يكون متقبلاً للنصيحة حتى يتقبل نصيحة الشيخ .
عاشراً : أن يكون فدائياً حتى يستطيع أن يضحي بروحه العزيزة في هذا الطريق .
وينبغي على المريد أن يتحلى بهذه الأخلاق حتى يسهل عليه سلوك الطريق ، ويتحقق هدف الشيخ في الطريقة منه سريعاً إن شاء الله تعالى .
_____
المصدر : – من كتاب أسرار التوحيد في مقامات الشيخ أبو سعيد للشيخ محمد بن المنور – ص 360 – 361 .