البركة ومعناها
البركة : هي النماء والخير ، وقيل : الكثرة في كل خير .
وبارك الله في الشيء : وضع فيه البَرَكَة ، أي جعل فيه خاصية تنميه وتضاعف خيراته .
ومن هذا المعنى جاء ذكر البركة في سلام المسلمين ( ورحمة الله وبركاته ) وفي تشهد الصلاة : ( السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ) ، وفي حديث الصلاة على النبي صلى الله تعالى عليه وسلم : ( وبارِكْ على محمد وعلى آل محمد ) أي أَثْبِتْ له وأدم عليه ما أعطيته من التشريف والكرامة ، إلى غير ذلك من المواطن الكثيرة التي تذكر فيها البركة وتسأل من الله تعالى للنفس أو للغير ، والمبارك : ما يأتي من قِبَله الخير الكثير ، وقد ذكر صاحب ( مفردات ألفاظ القرآن ) معنى جامعاً مانعاً للبركة فقال : « البركة ثبوت الخير الإلهي في الشيء » والمراد بهذا الخير هو ألوان الرحمة الإلهية والفضل الرباني والفائدة واللطف الخفي التي يحبو بها الله تعالى الشيء المبارك ، فيثبت فيه وينتفع به المتبرِّكين من أهل الاعتقاد .
البركة في القرآن الكريم :
موارد ذكر البركة في القرآن الكريم عديدة يطول بتفصيلها المقام ، نذكر شيئاً منها على سبيل المثال : في قوله تعالى : {إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} .
إن منبع البركة هو ذاته سبحانه ، وإن الموارد التي ذكرها في الآية الكريمة من السماوات والأرض وما فيهما من جانبي الخلق الأمر ، جميع ذلك هو من بركة الله تعالى رب العالمين التي شملت بفضلها كل شيء .
وفي آية أخرى قرن الحق تعالى البركة باسمه الكريم فيقول سبحانه : { تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} وجاء في تفسيرها عند الفخر الرازي : « أصل التبارك من البركة وهي الدوام والثبات ، ومنها .. بركة الماء ، فإن الماء يكون فيها دائماً وفيه وجوه :
أحدها : دام اسمه وثبت .
وثانيها : دام الخير عنده لأن البركة وإن كانت من الثبات لكنها تستعمل في الخير .
وثالثها : تبارك بمعنى علا وارتفع شأناً لا مكاناً » .
وأخبر سبحانه وتعالى أن القرآن الكريم كتاب مبارك بكل ما فيه ، كما في قوله جل جلاله :
{ وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} وتبين من الآية الكريمة أن سر الأمر بالإتباع مرتبط ببركته الإلهية كونه كلام الله تعالى .
وفي قوله تعالى على لسان عيسى (عليه السلام ) : { وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً } يخبرنا أنه سبحانه جعل البركة في أنبيائه ( عليهم السلام ) .
ثم إنه تعالى أنزل بركته على أهل بيت النبوة ، قال تعالى على لسان ملائكته مخاطباً زوج إبراهيم ( عليه السلام ) :{ قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ } وفي هذه الآية يتبين أن البركة هي الأمر الخارق للعادة ، وقد تمثل هنا بأنها سترزق بمولود وهي عجوز عقيم .
ودل قوله تعالى : { إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدىً لِّلْعَالَمِينَ} على أن البركة أنزلت في عدد من الأماكن ومنها بيت الله الحرام ، وأشار القرآن الكريم إلى أن هناك منازل مباركة على المؤمن أن يتحرى الوصول لها والنزول فيها كما هو واضح في قوله سبحانه : { وَقُل رَّبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلًا مُّبَارَكًا وَأَنتَ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ} .
إن البركة يمكن أن تكون في أي شيء مهما كان بسيطاً ، كما نص على ذلك قوله تعالى : { وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء مُّبَارَكاً فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ } فجعل البركة في ماء المطر ، وعمم إمكانية شمول البركة لكل شيء في قوله سبحانه : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} وما يفهم من هذه الآية الكريمة أن البركة بيد الله تعالى ، وأنه يمكن أن يفتحها على من يشاء من عباده في أي شيء لا على التعيين ، وإن الطريق لفتح البركة في الأشياء كلها هو الإيمان والتقوى .
ومما تقدم يتبين أن البركة يمكن أن تشمل كل شيء ، وهي قد تكون نعمة حسية أو قوة روحية في شيء حسي كما هو الحال في القرآن الكريم والبيت الحرام .
أما التبرك في القرآن الكريم ففي قوله تعالى : { اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ } .
ذكر أن يوسف ( عليه السلام ) لما عرّف نفسه إخوته ، سألهم عن أبيهم ، فقالوا : ذهب بصره من الحزن ! فعند ذلك أعطاهم قميصَه وقال لهم : اذهبوا بقميصي هذا .
وفي قوله تعالى : { كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ، هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ ، فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنبيّاً مِنَ الصَّالِحِينَ} ، يقول الطبري : عند رؤية نبي الله زكريا ( عليه السلام ) ما رأى عند مريم من رزق الله الذي رَزَقها ، وفضله الذي آتاها من غير تسبُّب أحد من الآدميين في ذلك لها ومعاينته عندَها الثمرة الرّطبة التي لا تكون في حين رؤيته إياها عندَها في الأرض طمع بالولد ، مع كبر سنه ، من المرأة العاقر . فرجا أن يرزقه الله منها الولد ، مع الحال التي هما بها ، كما رزق مريم على تخلِّيها من الناس ما رَزَقها من ثمرة الصيف في الشتاء وثمرة الشتاء في الصيف ، وإن لم يكن مثله مما جرت بوجوده في مثل ذلك الحين العاداتُ في الأرض ، بل المعروف في الناس غير ذلك ، كما أن ولادة العاقر غيرُ الأمر الجاريةُ به العادات في الناس . فرغب إلى الله جل ثناؤه في الولد ، وسأله ذرّيةً طيبة .
التبرك كما ورد في السنة المطهرة :
التبرك هو طلب البركة ، وهو في الحقيقة ليس إلا توسلاً إلى الله سبحانه وتعالى بذلك المتبرك به سواء أكان أثراً أو مكاناً أو شخصاً ، أما الأعيان فلاعتقاد فضلها وقربها من الله سبحانه وتعالى مع اعتقاد عجزها عن جلب خير أو دفع شر إلا بإذنه تعالى . وأما الآثار والأماكن فلأنها منسوبة إلى تلك الأعيان فهي مشرفة بشرفها ومكرمة ومعظمة ومحبوبة لأجلها . وقد سن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم كل هذه الأنواع من التبرك كما تدل على ذلك الأحاديث النبوية الشريفة كالحديث المروي عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت : « كان رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم إذا مرض أحد من أهله نفث عليه بالمعوّذات » وحضرته صلى الله تعالى عليه وسلم إنما كان يفعل ذلك لما كان يعرفه من أن في هذه الآيات الكريمة قوة نورانية شفائية يمكن أن تنفع المريض إذا طلب بركتها .
ولقد كان الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم يتبركون بآثاره صلى الله تعالى عليه وسلم ويتزاحمون للحصول على ريقه وعرقه وفضل شرابه ووضوئه ، وكانوا يتحرّون مواضع نزوله وجلوسه وصلاته ويتبعون مواضع يده من الطعام ويحتفظون بآثاره التي هي عندهم أغلى وأفضل من كل شيء وبهذا وصفهم عدوهم بعد رجوعه من مفاوضة صلح الحديبية إذ قال لقومه : « والله لقد وفدت على كسرى وقيصر والنجاشي فما رأيت ملكاً قط يعظمه أصحابه كما يعظمون أصحاب محمد محمداً ، إذا أمرهم ابتدروا أمره ، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على فضلة وضوئه ، وإذا تكلموا خفضوا أصواتهم عنده وما يحدون النظر إليه تعظيماً له ولم تقع نخامة له إلا في يد رجل يدلك بها » ولقد كان حضرة الرسول الأعظم صلى الله تعالى عليه وسلم يرى ذلك ولا ينكره ، وكيف ينكر ما من شأنه أن يقوي نور الإيمان في قلوب أصحابه ؟
الأحاديث الصحيحة الواردة في التماس البركة ومشروعية التبرك بآثار الرسول الأعظم صلى الله تعالى عليه وسلم ومحاسنه :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَسْمَعُ مِنْكَ حَدِيثاً كَثِيراً أَنْسَاهُ ، قَالَ : ابْسُطْ رِدَاءَكَ ، فَبَسَطْتُهُ ، قَالَ : فَغَرَفَ بِيَدَيْهِ ثُمَّ قَالَ : ضُمَّهُ ، فَضَمَمْتُهُ ، فَمَا نَسِيتُ شَيْئاً بَعْدَهُ .
عَنْ جَرِيرٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله تعالى عليه وسلم أَلَا تُرِيحُنِي مِنْ ذِي الْخَلَصَةِ فَقُلْتُ بَلَى فَانْطَلَقْتُ فِي خَمْسِينَ وَمِائَةِ فَارِسٍ مِنْ أَحْمَسَ وَكَانُوا أَصْحَابَ خَيْلٍ وَكُنْتُ لَا أَثْبُتُ عَلَى الْخَيْلِ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله تعالى عليه وسلم فَضَرَبَ يَدَهُ عَلَى صَدْرِي حَتَّى رَأَيْتُ أَثَرَ يَدِهِ فِي صَدْرِي وَقَالَ اللَّهُمَّ ثَبِّتْهُ وَاجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا قَالَ فَمَا وَقَعْتُ عَنْ فَرَسٍ بَعْدُ قَالَ وَكَانَ ذُو الْخَلَصَةِ بَيْتًا بِالْيَمَنِ لِخَثْعَمَ وَبَجِيلَةَ فِيهِ نُصُبٌ تُعْبَدُ يُقَالُ لَهُ الْكَعْبَةُ قَالَ فَأَتَاهَا فَحَرَّقَهَا بِالنَّارِ وَكَسَرَهَا قَالَ وَلَمَّا قَدِمَ جَرِيرٌ الْيَمَنَ كَانَ بِهَا رَجُلٌ يَسْتَقْسِمُ بِالْأَزْلَامِ فَقِيلَ لَهُ إِنَّ رَسُولَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله تعالى عليه وسلم هَا هُنَا فَإِنْ قَدَرَ عَلَيْكَ ضَرَبَ عُنُقَكَ قَالَ فَبَيْنَمَا هُوَ يَضْرِبُ بِهَا إِذْ وَقَفَ عَلَيْهِ جَرِيرٌ فَقَالَ لَتَكْسِرَنَّهَا وَلَتَشْهَدَنَّ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَوْ لَأَضْرِبَنَّ عُنُقَكَ قَالَ فَكَسَرَهَا وَشَهِدَ ثُمَّ بَعَثَ جَرِيرٌ رَجُلًا مِنْ أَحْمَسَ يُكْنَى أَبَا أَرْطَاةَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله تعالى عليه وسلم يُبَشِّرُهُ بِذَلِكَ فَلَمَّا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله تعالى عليه وسلم قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا جِئْتُ حَتَّى تَرَكْتُهَا كَأَنَّهَا جَمَلٌ أَجْرَبُ قَالَ فَبَرَّكَ النَّبِيُّ صلى الله تعالى عليه وسلم عَلَى خَيْلِ أَحْمَسَ وَرِجَالِهَا خَمْسَ مَرَّاتٍ .
عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنه قَالَ : بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله تعالى عليه وسلم إِلَى أَبِي رَافِعٍ الْيَهُودِيِّ رِجَالًا مِنْ الْأَنْصَارِ فَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَتِيكٍ وَكَانَ أَبُو رَافِعٍ يُؤْذِي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله تعالى عليه وسلم وَيُعِينُ عَلَيْهِ ( في حديث طويل ) قال عبد الله بن عتيك : ثُمَّ وَضَعْتُ ظِبَةَ السَّيْفِ فِي بَطْنِهِ حَتَّى أَخَذَ فِي ظَهْرِهِ فَعَرَفْتُ أَنِّي قَتَلْتُهُ فَجَعَلْتُ أَفْتَحُ الْأَبْوَابَ بَاباً بَاباً حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى دَرَجَةٍ لَهُ فَوَضَعْتُ رِجْلِي وَأَنَا أُرَى أَنِّي قَدْ انْتَهَيْتُ إِلَى الْأَرْضِ فَوَقَعْتُ فِي لَيْلَةٍ مُقْمِرَةٍ فَانْكَسَرَتْ سَاقِي فَعَصَبْتُهَا بِعِمَامَةٍ ثُمَّ انْطَلَقْتُ حَتَّى جَلَسْتُ عَلَى الْبَابِ فَقُلْتُ لَا أَخْرُجُ اللَّيْلَةَ حَتَّى أَعْلَمَ أَقَتَلْتُهُ فَلَمَّا صَاحَ الدِّيكُ قَامَ النَّاعِي عَلَى السُّورِ فَقَالَ أَنْعَى أَبَا رَافِعٍ تَاجِرَ أَهْلِ الْحِجَازِ فَانْطَلَقْتُ إِلَى أَصْحَابِي فَقُلْتُ النَّجَاءَ فَقَدْ قَتَلَ اللَّهُ أَبَا رَافِعٍ فَانْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَدَّثْتُهُ فَقَالَ ابْسُطْ رِجْلَكَ فَبَسَطْتُ رِجْلِي فَمَسَحَهَا فَكَأَنَّهَا لَمْ أَشْتَكِهَا قَطُّ .
عَنْ الْجَعْدِ قَالَ سَمِعْتُ السَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ يَقُولُ : ذَهَبَتْ بِي خَالَتِي إِلَى النَّبِيِّ صلى الله تعالى عليه وسلم فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ ابْنَ أُخْتِي وَجِعٌ ، فَمَسَحَ رَأْسِي وَدَعَا لِي بِالْبَرَكَةِ ثُمَّ تَوَضَّأَ فَشَرِبْتُ مِنْ وَضُوئِهِ ثُمَّ قُمْتُ خَلْفَ ظَهْرِهِ فَنَظَرْتُ إِلَى خَاتَمِ النُّبُوَّةِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ مِثْلَ زِرِّ الْحَجَلَةِ . وعن الجَعْد قال : رأيتُ السّائبَ بنَ يَزيد ابنَ أربَعٍ وتِسعينَ جَلِداً مُعْتَدِلا فقال : قدْ عَلِمتُ ما مُتِّعْتُ بهِ سَمعي وبَصَري إلا بِدُعاءِ رَسولِ الله .
عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ أَنَّ أَبَاهَا قَالَ : تَشَكَّيْتُ بِمَكَّةَ شَكْواً شَدِيداً فَجَاءَنِي النَّبِيُّ صلى الله تعالى عليه وسلم يَعُودُنِي فَقُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنِّي أَتْرُكُ مَالًا وَإِنِّي لَمْ أَتْرُكْ إِلَّا ابْنَةً وَاحِدَةً فَأُوصِي بِثُلُثَيْ مَالِي وَأَتْرُكُ الثُّلُثَ فَقَالَ لَا قُلْتُ فَأُوصِي بِالنِّصْفِ وَأَتْرُكُ النِّصْفَ قَالَ لَا قُلْتُ فَأُوصِي بِالثُّلُثِ وَأَتْرُكُ لَهَا الثُّلُثَيْنِ قَالَ الثُّلُثُ وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ ثُمَّ مَسَحَ يَدَهُ عَلَى وَجْهِي وَبَطْنِي ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ اشْفِ سَعْداً وَأَتْمِمْ لَهُ هِجْرَتَهُ فَمَا زِلْتُ أَجِدُ بَرْدَهُ عَلَى كَبِدِي فِيمَا يُخَالُ إِلَيَّ حَتَّى السَّاعَةِ .
عن شَبِيبُ بْنُ غَرْقَدَةَ قَالَ سَمِعْتُ الْحَيَّ يُحَدِّثُونَ عَنْ عُرْوَةَ : أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله تعالى عليه وسلم أَعْطَاهُ دِينَاراً يَشْتَرِي لَهُ بِهِ شَاةً فَاشْتَرَى لَهُ بِهِ شَاتَيْنِ فَبَاعَ إِحْدَاهُمَا بِدِينَارٍ وَجَاءَهُ بِدِينَارٍ وَشَاةٍ فَدَعَا لَهُ بِالْبَرَكَةِ فِي بَيْعِهِ وَكَانَ لَوْ اشْتَرَى التُّرَابَ لَرَبِحَ فِيهِ .
يقولُ الراوي : فلقدْ رأيتُني أقِفُ بكناسةِ الكُوفةِ فَأربَحُ أربعينَ ألفاً قبلَ أنْ أصِلْ إلى أهْلِي .
قال جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه : مَرِضْتُ مَرَضاً فَأَتَانِي النَّبِيُّ صلى الله تعالى عليه وسلم يَعُودُنِي وَأَبُو بَكْرٍ وَهُمَا مَاشِيَانِ فَوَجَدَانِي أُغْمِيَ عَلَيَّ فَتَوَضَّأَ النَّبِيُّ صلى الله تعالى عليه وسلم ثُمَّ صَبَّ وَضُوءَهُ عَلَيَّ فَأَفَقْتُ فَإِذَا النَّبِيُّ صلى الله تعالى عليه وسلم فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ أَصْنَعُ فِي مَالِي كَيْفَ أَقْضِي فِي مَالِي فَلَمْ يُجِبْنِي بِشَيْءٍ حَتَّى نَزَلَتْ آيَةُ الْمِيرَاثِ .
حدث جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه : أَنَّ أَبَاهُ اسْتُشْهِدَ يَوْمَ أُحُدٍ وَتَرَكَ عَلَيْهِ دَيْناً وَتَرَكَ سِتَّ بَنَاتٍ فَلَمَّا حَضَرَ جِزَازُ النَّخْلِ قَالَ أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله تعالى عليه وسلم فَقُلْتُ قَدْ عَلِمْتَ أَنَّ وَالِدِي قَدْ اسْتُشْهِدَ يَوْمَ أُحُدٍ وَتَرَكَ دَيْنًا كَثِيرًا وَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ يَرَاكَ الْغُرَمَاءُ فَقَالَ اذْهَبْ فَبَيْدِرْ كُلَّ تَمْرٍ عَلَى نَاحِيَةٍ فَفَعَلْتُ ثُمَّ دَعَوْتُهُ فَلَمَّا نَظَرُوا إِلَيْهِ كَأَنَّهُمْ أُغْرُوا بِي تِلْكَ السَّاعَةَ فَلَمَّا رَأَى مَا يَصْنَعُونَ أَطَافَ حَوْلَ أَعْظَمِهَا بَيْدَراً ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ جَلَسَ عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ ادْعُ لِي أَصْحَابَكَ فَمَا زَالَ يَكِيلُ لَهُمْ حَتَّى أَدَّى اللَّهُ عَنْ وَالِدِي أَمَانَتَهُ وَأَنَا أَرْضَى أَنْ يُؤَدِّيَ اللَّهُ أَمَانَةَ وَالِدِي وَلَا أَرْجِعَ إِلَى أَخَوَاتِي بِتَمْرَةٍ فَسَلَّمَ اللَّهُ الْبَيَادِرَ كُلَّهَا وَحَتَّى إِنِّي أَنْظُرُ إِلَى الْبَيْدَرِ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله تعالى عليه وسلم كَأَنَّهَا لَمْ تَنْقُصْ تَمْرَةً وَاحِدَةً .
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ : كَانَ بِالْمَدِينَةِ يَهُودِيٌّ وَكَانَ يُسْلِفُنِي فِي تَمْرِي إِلَى الْجِدَادِ وَكَانَتْ لِجَابِرٍ الْأَرْضُ الَّتِي بِطَرِيقِ رُومَةَ فَجَلَسَتْ فَخَلَا عَامًا فَجَاءَنِي الْيَهُودِيُّ عِنْدَ الْجَدَادِ وَلَمْ أَجُدَّ مِنْهَا شَيْئاً فَجَعَلْتُ أَسْتَنْظِرُهُ إِلَى قَابِلٍ فَيَأْبَى فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ النَّبِيُّ صلى الله تعالى عليه وسلم فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ امْشُوا نَسْتَنْظِرْ لِجَابِرٍ مِنْ الْيَهُودِيِّ فَجَاءُونِي فِي نَخْلِي فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله تعالى عليه وسلم يُكَلِّمُ الْيَهُودِيَّ فَيَقُولُ أَبَا الْقَاسِمِ لَا أُنْظِرُهُ فَلَمَّا رَأَى النَّبِيُّ صلى الله تعالى عليه وسلم قَامَ فَطَافَ فِي النَّخْلِ ثُمَّ جَاءَهُ فَكَلَّمَهُ فَأَبَى فَقُمْتُ فَجِئْتُ بِقَلِيلِ رُطَبٍ فَوَضَعْتُهُ بَيْنَ يَدَيْ النَّبِيِّ صلى الله تعالى عليه وسلم َ فَأَكَلَ ثُمَّ قَالَ أَيْنَ عَرِيشُكَ يَا جَابِرُ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ افْرُشْ لِي فِيهِ فَفَرَشْتُهُ فَدَخَلَ فَرَقَدَ ثُمَّ اسْتَيْقَظَ فَجِئْتُهُ بِقَبْضَةٍ أُخْرَى فَأَكَلَ مِنْهَا ثُمَّ قَامَ فَكَلَّمَ الْيَهُودِيَّ فَأَبَى عَلَيْهِ فَقَامَ فِي الرِّطَابِ فِي النَّخْلِ الثَّانِيَةَ ثُمَّ قَالَ يَا جَابِرُ جُدَّ وَاقْضِ فَوَقَفَ فِي الْجَدَادِ فَجَدَدْتُ مِنْهَا مَا قَضَيْتُهُ وَفَضَلَ مِنْهُ فَخَرَجْتُ حَتَّى جِئْتُ النَّبِيَّ صلى الله تعالى عليه وسلم فَبَشَّرْتُهُ فَقَالَ أَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ عُرُوشٌ وَعَرِيشٌ بِنَاءٌ وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : مَعْرُوشَاتٍ مَا يُعَرَّشُ مِنْ الْكُرُومِ وَغَيْرِ ذَلِكَ يُقَالُ عُرُوشُهَا أَبْنِيَتُهَا .
عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ الْأَنْصَارِيَّةِ قَالَتْ : دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله تعالى عليه وسلم حِينَ تُوُفِّيَتْ ابْنَتُهُ فَقَالَ اغْسِلْنَهَا ثَلَاثاً أَوْ خَمْساً أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ إِنْ رَأَيْتُنَّ ذَلِكَ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ وَاجْعَلْنَ فِي الْآخِرَةِ كَافُوراً أَوْ شَيْئاً مِنْ كَافُورٍ فَإِذَا فَرَغْتُنَّ فَآذِنَّنِي قَالَتْ فَلَمَّا فَرَغْنَا آذَنَّاهُ فَأَعْطَانَا حِقْوَهُ فَقَالَ أَشْعِرْنَهَا إِيَّاهُ تَعْنِي بِحِقْوِهِ إِزَارَهُ .
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله تعالى عليه وسلم يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ فَيَغْزُو فِئَامٌ مِنْ النَّاسِ فَيَقُولُونَ فِيكُمْ مَنْ صَاحَبَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله تعالى عليه وسلم فَيَقُولُونَ نَعَمْ فَيُفْتَحُ لَهُمْ ثُمَّ يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ فَيَغْزُو فِئَامٌ مِنْ النَّاسِ فَيُقَالُ هَلْ فِيكُمْ مَنْ صَاحَبَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله تعالى عليه وسلم فَيَقُولُونَ نَعَمْ فَيُفْتَحُ لَهُمْ ثُمَّ يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ فَيَغْزُو فِئَامٌ مِنْ النَّاسِ فَيُقَالُ هَلْ فِيكُمْ مَنْ صَاحَبَ مَنْ صَاحَبَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله تعالى عليه وسلم فَيَقُولُونَ نَعَمْ فَيُفْتَحُ لَهُمْ .
عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ : وُلِدَ لِي غُلَامٌ فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله تعالى عليه وسلم فَسَمَّاهُ إِبْرَاهِيمَ فَحَنَّكَهُ بِتَمْرَةٍ وَدَعَا لَهُ بِالْبَرَكَةِ وَدَفَعَهُ إِلَيَّ وَكَانَ أَكْبَرَ وَلَدِ أَبِي مُوسَى .
قالَ سَهلُ بنُ سَعد : إنَّ رَسولَ الله صلى الله تعالى عليه وسلم قالَ يومَ خَيبر : لأُعْطِيَنَّ هذهِ الرَّايةَ غَداً رَجُلاً يَفتَحِ اللهُ على يَديهِ يُحبُّ اللهَ ورَسولَهُ ويُحبُّهُ اللهُ ورَسولُهُ ، قالَ : فَباتَ النّاسُ يُدْرِكونَ ليلتَهُمْ أيُّهُمْ يُعْطاها فَلمّا أصبحَ الناسُ غَدَوا على رَسولِ الله صلى الله تعالى عليه وسلم كلُّهُمْ يَرْجو أنْ يُعْطاها ، فقالَ : أينَ عليُّ بنُ أبي طالب ؟ فقيلَ : هو يا رسولَ الله يَشْتَكي عَيْنَهُ ، فأرْسلوا إليه ، فأتي به ، فَبصقَ رَسولُ الله صلى الله تعالى عليه وسلم في عَينيه ، ودَعا لهُ فَبرأ حتى كأنْ لم يَكُنْ بهِ وَجعٌ ، فأعْطاهُ الرَّايةَ ، فقالَ عليٌّ : يا رسولَ الله أقاتِلُهُمْ حتّى يَكونوا مِثلنا ، قال : أنْفِذْ على رِسْلِكَ حتى تَنزلَ بساحَتِهم ثم ادْعُهُمْ إلى الإسلامِ وأخْبِرْهُمْ بِما يَجب عليهم منْ حَقِّ اللهِ فيهِ ، فَو اللهِ لأنْ يَهدي اللهُ بكَ رَجُلاً خَيرٌ لكَ منْ أنْ يَكونَ لكَ حُمرُ النَّعَم .
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صلى الله تعالى عليه وسلم يُعَوِّذُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ وَيَقُولُ : إِنَّ أَبَاكُمَا كَانَ يُعَوِّذُ بِهَا إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ .
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما قَالَ : كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله تعالى عليه وسلم ثَلَاثِينَ وَمِائَةً فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله تعالى عليه وسلم هَلْ مَعَ أَحَدٍ مِنْكُمْ طَعَامٌ فَإِذَا مَعَ رَجُلٍ صَاعٌ مِنْ طَعَامٍ أَوْ نَحْوُهُ فَعُجِنَ ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ مُشْرِكٌ مُشْعَانٌّ طَوِيلٌ بِغَنَمٍ يَسُوقُهَا فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله تعالى عليه وسلم أَبَيْعٌ أَمْ عَطِيَّةٌ أَوْ قَالَ هِبَةٌ قَالَ لَا بَلْ بَيْعٌ قَالَ فَاشْتَرَى مِنْهُ شَاةً فَصُنِعَتْ فَأَمَرَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله تعالى عليه وسلم بِسَوَادِ الْبَطْنِ يُشْوَى وَايْمُ اللَّهِ مَا مِنْ الثَّلَاثِينَ وَمِائَةٍ إِلَّا قَدْ حَزَّ لَهُ حُزَّةً مِنْ سَوَادِ بَطْنِهَا إِنْ كَانَ شَاهِدًا أَعْطَاهَا إِيَّاهُ وَإِنْ كَانَ غَائِباً خَبَأَهَا لَهُ ثُمَّ جَعَلَ فِيهَا قَصْعَتَيْنِ فَأَكَلْنَا أَجْمَعُونَ وَشَبِعْنَا وَفَضَلَ فِي الْقَصْعَتَيْنِ فَحَمَلْتُهُ عَلَى الْبَعِيرِ ، أَوْ كَمَا قَالَ .
قَالَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه : لَمَّا حُفِرَ الْخَنْدَقُ رَأَيْتُ بِالنَّبِيِّ صلى الله تعالى عليه وسلم خَمَصاً شَدِيداً فَانْكَفَأْتُ إِلَى امْرَأَتِي فَقُلْتُ هَلْ عِنْدَكِ شَيْءٌ فَإِنِّي رَأَيْتُ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله تعالى عليه وسلم خَمَصاً شَدِيداً فَأَخْرَجَتْ إِلَيَّ جِرَابًا فِيهِ صَاعٌ مِنْ شَعِيرٍ وَلَنَا بُهَيْمَةٌ دَاجِنٌ فَذَبَحْتُهَا وَطَحَنَتْ الشَّعِيرَ فَفَرَغَتْ إِلَى فَرَاغِي وَقَطَّعْتُهَا فِي بُرْمَتِهَا ثُمَّ وَلَّيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله تعالى عليه وسلم فَقَالَتْ لَا تَفْضَحْنِي بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله تعالى عليه وسلم وَبِمَنْ مَعَهُ فَجِئْتُهُ فَسَارَرْتُهُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَبَحْنَا بُهَيْمَةً لَنَا وَطَحَنَّا صَاعاً مِنْ شَعِيرٍ كَانَ عِنْدَنَا فَتَعَالَ أَنْتَ وَنَفَرٌ مَعَكَ فَصَاحَ النَّبِيُّ صلى الله تعالى عليه وسلم فَقَالَ يَا أَهْلَ الْخَنْدَقِ إِنَّ جَابِراً قَدْ صَنَعَ سُوراً فَحَيَّ هَلًا بِهَلّكُمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ َ صلى الله تعالى عليه وسلم لَا تُنْزِلُنَّ بُرْمَتَكُمْ وَلَا تَخْبِزُنَّ عَجِينَكُمْ حَتَّى أَجِيءَ فَجِئْتُ وَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله تعالى عليه وسلم يَقْدُمُ النَّاسَ حَتَّى جِئْتُ امْرَأَتِي فَقَالَتْ بِكَ وَبِكَ فَقُلْتُ قَدْ فَعَلْتُ الَّذِي قُلْتِ فَأَخْرَجَتْ لَهُ عَجِينًا فَبَصَقَ فِيهِ وَبَارَكَ ثُمَّ عَمَدَ إِلَى بُرْمَتِنَا فَبَصَقَ وَبَارَكَ ثُمَّ قَالَ ادْعُ خَابِزَةً فَلْتَخْبِزْ مَعِي وَاقْدَحِي مِنْ بُرْمَتِكُمْ وَلَا تُنْزِلُوهَا وَهُمْ أَلْفٌ فَأُقْسِمُ بِاللَّهِ لَقَدْ أَكَلُوا حَتَّى تَرَكُوهُ وَانْحَرَفُوا وَإِنَّ بُرْمَتَنَا لَتَغِطُّ كَمَا هِيَ وَإِنَّ عَجِينَنَا لَيُخْبَزُ كَمَا هُوَ .
عن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه يَقُولُ : قَالَ أَبُو طَلْحَةَ لِأُمِّ سُلَيْمٍ : لَقَدْ سَمِعْتُ صَوْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله تعالى عليه وسلم ضَعِيفاً أَعْرِفُ فِيهِ الْجُوعَ فَهَلْ عِنْدَكِ مِنْ شَيْءٍ فَقَالَتْ نَعَمْ فَأَخْرَجَتْ أَقْرَاصاً مِنْ شَعِيرٍ ثُمَّ أَخَذَتْ خِمَاراً لَهَا فَلَفَّتْ الْخُبْزَ بِبَعْضِهِ ثُمَّ دَسَّتْهُ تَحْتَ يَدِي وَرَدَّتْنِي بِبَعْضِهِ ثُمَّ أَرْسَلَتْنِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله تعالى عليه وسلم قَالَ فَذَهَبْتُ بِهِ فَوَجَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله تعالى عليه وسلم جَالِساً فِي الْمَسْجِدِ وَمَعَهُ النَّاسُ فَقُمْتُ عَلَيْهِمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله تعالى عليه وسلم آرْسَلَكَ أَبُو طَلْحَةَ قَالَ فَقُلْتُ نَعَمْ قَالَ لِلطَّعَامِ فَقُلْتُ نَعَمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله تعالى عليه وسلم لِمَنْ مَعَهُ قُومُوا قَالَ فَانْطَلَقَ وَانْطَلَقْتُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ حَتَّى جِئْتُ أَبَا طَلْحَةَ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ قَدْ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله تعالى عليه وسلم بِالنَّاسِ وَلَيْسَ عِنْدَنَا مِنْ الطَّعَامِ مَا نُطْعِمُهُمْ فَقَالَتْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ فَانْطَلَقَ أَبُو طَلْحَةَ حَتَّى لَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله تعالى عليه وسلم فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله تعالى عليه وسلم وَأَبُو طَلْحَةَ مَعَهُ حَتَّى دَخَلَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله تعالى عليه وسلم هَلُمِّي يَا أُمَّ سُلَيْمٍ مَا عِنْدَكِ فَأَتَتْ بِذَلِكَ الْخُبْزِ فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله تعالى عليه وسلم فَفُتَّ وَعَصَرَتْ عَلَيْهِ أُمُّ سُلَيْمٍ عُكَّةً لَهَا فَآدَمَتْهُ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله تعالى عليه وسلم مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ ثُمَّ قَالَ ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ بِالدُّخُولِ فَأَذِنَ لَهُمْ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ثُمَّ خَرَجُوا ثُمَّ قَالَ ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ فَأَذِنَ لَهُمْ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ثُمَّ خَرَجُوا ثُمَّ قَالَ ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ فَأَذِنَ لَهُمْ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ثُمَّ خَرَجُوا ثُمَّ قَالَ ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ فَأَذِنَ لَهُمْ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ثُمَّ خَرَجُوا ثُمَّ قَالَ ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ حَتَّى أَكَلَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ وَشَبِعُوا وَالْقَوْمُ سَبْعُونَ رَجُلًا أَوْ ثَمَانُونَ رَجُلًا .
حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ قَالَ أَنْبَأَنَا الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ رضي الله عنه : أَنَّهُمْ كَانُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله تعالى عليه وسلم يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ أَلْفاً وَأَرْبَعَ مِائَةٍ أَوْ أَكْثَرَ فَنَزَلُوا عَلَى بِئْرٍ فَنَزَحُوهَا فَأَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله تعالى عليه وسلم فَأَتَى الْبِئْرَ وَقَعَدَ عَلَى شَفِيرِهَا ثُمَّ قَالَ ائْتُونِي بِدَلْوٍ مِنْ مَائِهَا فَأُتِيَ بِهِ فَبَصَقَ فَدَعَا ثُمَّ قَالَ دَعُوهَا سَاعَةً فَأَرْوَوْا أَنْفُسَهُمْ وَرِكَابَهُمْ حَتَّى ارْتَحَلُوا .
عَنْ أَنَسٍ قَالَ : حَضَرَتْ الصَّلَاةُ فَقَامَ مَنْ كَانَ قَرِيبَ الدَّارِ إِلَى أَهْلِهِ وَبَقِيَ قَوْمٌ فَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله تعالى عليه وسلم بِمِخْضَبٍ مِنْ حِجَارَةٍ فِيهِ مَاءٌ فَصَغُرَ الْمِخْضَبُ أَنْ يَبْسُطَ فِيهِ كَفَّهُ فَتَوَضَّأَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ قُلْنَا كَمْ كُنْتُمْ قَالَ ثَمَانِينَ وَزِيَادَةً .
عَنْ أَنَسٍ : أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله تعالى عليه وسلم دَعَا بِإِنَاءٍ مِنْ مَاءٍ فَأُتِيَ بِقَدَحٍ رَحْرَاحٍ فِيهِ شَيْءٌ مِنْ مَاءٍ فَوَضَعَ أَصَابِعَهُ فِيهِ ، قَالَ أَنَسٌ : فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَى الْمَاءِ يَنْبُعُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ ، قَالَ أَنَسٌ : فَحَزَرْتُ مَنْ تَوَضَّأَ مَا بَيْنَ السَّبْعِينَ إِلَى الثَّمَانِينَ .
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ : عَطِشَ النَّاسُ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ وَالنَّبِيُّ صلى الله تعالى عليه وسلم بَيْنَ يَدَيْهِ رِكْوَةٌ فَتَوَضَّأَ فَجَهِشَ النَّاسُ نَحْوَهُ ، فَقَالَ : مَا لَكُمْ ؟ قَالُوا : لَيْسَ عِنْدَنَا مَاءٌ نَتَوَضَّأُ وَلَا نَشْرَبُ إِلَّا مَا بَيْنَ يَدَيْكَ فَوَضَعَ يَدَهُ فِي الرِّكْوَةِ ، فَجَعَلَ الْمَاءُ يَثُورُ بَيْنَ أَصَابِعِهِ كَأَمْثَالِ الْعُيُونِ فَشَرِبْنَا وَتَوَضَّأْنَا ، قُلْتُ : كَمْ كُنْتُمْ ؟ قَالَ : لَوْ كُنَّا مِائَةَ أَلْفٍ لَكَفَانَا كُنَّا خَمْسَ عَشْرَةَ مِائَةً .
عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ قَالَ : رَأَيْتُ قَدَحَ النَّبِيِّ صلى الله تعالى عليه وسلم عِنْدَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَكَانَ قَدْ انْصَدَعَ فَسَلْسَلَهُ بِفِضَّةٍ قَالَ وَهُوَ قَدَحٌ جَيِّدٌ عَرِيضٌ مِنْ نُضَارٍ قَالَ قَالَ أَنَسٌ لَقَدْ سَقَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله تعالى عليه وسلم فِي هَذَا الْقَدَحِ أَكْثَرَ مِنْ كَذَا وَكَذَا قَالَ وَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ إِنَّهُ كَانَ فِيهِ حَلْقَةٌ مِنْ حَدِيدٍ فَأَرَادَ أَنَسٌ أَنْ يَجْعَلَ مَكَانَهَا حَلْقَةً مِنْ ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ فَقَالَ لَهُ أَبُو طَلْحَةَ لَا تُغَيِّرَنَّ شَيْئاً صَنَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله تعالى عليه وسلم فَتَرَكَهُ .
عَنْ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَلَقِيَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ فَقَالَ لِي : انْطَلِقْ إِلَى الْمَنْزِلِ فَأَسْقِيَكَ فِي قَدَحٍ شَرِبَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله تعالى عليه وسلم وَتُصَلِّي فِي مَسْجِدٍ صَلَّى فِيهِ النَّبِيُّ صلى الله تعالى عليه وسلم فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ فَسَقَانِي سَوِيقاً وَأَطْعَمَنِي تَمْراً وَصَلَّيْتُ فِي مَسْجِدِهِ .
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ : أَصَابَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ قَحْطٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله تعالى عليه وسلم فَبَيْنَا هُوَ يَخْطُبُ يَوْمَ جُمُعَةٍ إِذْ قَامَ رَجُلٌ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكَتْ الْكُرَاعُ هَلَكَتْ الشَّاءُ فَادْعُ اللَّهَ يَسْقِينَا ، فَمَدَّ يَدَيْهِ وَدَعَا ، قَالَ أَنَسٌ : وَإِنَّ السَّمَاءَ لَمِثْلُ الزُّجَاجَةِ فَهَاجَتْ رِيحٌ أَنْشَأَتْ سَحَاباً ثُمَّ اجْتَمَعَ ثُمَّ أَرْسَلَتْ السَّمَاءُ عَزَالِيَهَا فَخَرَجْنَا نَخُوضُ الْمَاءَ حَتَّى أَتَيْنَا مَنَازِلَنَا فَلَمْ نَزَلْ نُمْطَرُ إِلَى الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى ، فَقَامَ إِلَيْهِ ذَلِكَ الرَّجُلُ أَوْ غَيْرُهُ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ تَهَدَّمَتْ الْبُيُوتُ فَادْعُ اللَّهَ يَحْبِسْهُ ، فَتَبَسَّمَ ثُمَّ قَالَ : حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا ، فَنَظَرْتُ إِلَى السَّحَابِ تَصَدَّعَ حَوْلَ الْمَدِينَةِ كَأَنَّهُ إِكْلِيلٌ .
عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما : أَنَّهَا حَمَلَتْ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بِمَكَّةَ ، قَالَتْ : فَخَرَجْتُ وَأَنَا مُتِمٌّ فَأَتَيْتُ الْمَدِينَةَ ، فَنَزَلْتُ قُبَاءً ، فَوَلَدْتُ بِقُبَاءٍ ، ثُمَّ أَتَيْتُ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله تعالى عليه وسلم ، فَوَضَعْتُهُ فِي حَجْرِهِ ثُمَّ دَعَا بِتَمْرَةٍ فَمَضَغَهَا ثُمَّ تَفَلَ فِي فِيهِ ، فَكَانَ أَوَّلَ شَيْءٍ دَخَلَ جَوْفَهُ رِيقُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله تعالى عليه وسلم ثُمَّ حَنَّكَهُ بِالتَّمْرَةِ ثُمَّ دَعَا لَهُ فَبَرَّكَ عَلَيْهِ ، وَكَانَ أَوَّلَ مَوْلُودٍ وُلِدَ فِي الْإِسْلَامِ ، فَفَرِحُوا بِهِ فَرَحاً شَدِيداً لِأَنَّهُمْ قِيلَ لَهُمْ : إِنَّ الْيَهُودَ قَدْ سَحَرَتْكُمْ ، فَلَا يُولَدُ لَكُمْ .
التبرك بشَعْرهِ صلى الله تعالى عليه وسلم :
- عنْ أنَس رضي الله عنه قال : رَأيتُ رَسولَ الله صلى الله تعالى عليه وسلم والحَلاّقُ يَحلِقهُ وأطافَ بهِ أصحابهُ فَما يُريدونَ أنْ تَقعَ شَعرةٌ إلا وفي يَدِ رَجُل .
- وكانَ خالدُ بن الوليد رضي الله عنه قَدْ فَقدَ قُلنْسوتَهُ في أحَدِ المَعارك فَقاتلَ أشدَّ القِتالِ حتى اسْتَعادَها ثُم سُئِلَ ، فقال : إنّها تَحْوي شَعْرَتينِ منْ شَعر رَسولِ الله صلى الله تعالى عليه وسلم وَبِهما كُنْتُ أتَبرَّكُ وانْتَصِر .
- وعنْ أمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها زَوجُ النَّبي صلى الله تعالى عليه وسلم أنَّها تَحتَفِظ منْ شَعر النَّبي صلى الله تعالى عليه وسلم في جُلجُلٍ لَها ( يشبه القارورة يحفظ به ما يراد صيانته ) فكانَ إذا أصابَ أحداً منَ الصَّحابةِ عَيْنٌ أو أذى أرْسلَ إليها إناءً فيهِ ماءٌ فَجعلَتِ الشَّعرات في الماءِ ثمّ أخَذوا الماءَ يَشْربونَهُ تَوسُّلاً للاسْتِشْفاءِ والتَبرُّكِ به .
- عنْ أنَس بنِ مالك رضي الله عنه أنَّ النَّبي صلى الله تعالى عليه وسلم … أتى الجَمْرةَ فَرَماها ثُمَّ أتى مَنـزلَهُ بمِنى ونَحَرَ وقالَ للحَلاّق : خُذْ . وأشارَ إلى جانبهِ الأيمَنِ ، ثُم الأيسَرِ ، ثمَّ جعلَ يُعْطيهِ النّاسَ .
- يَروي عبدُ الله عنْ أبيه أحمد بن حنبل فَيقول : رأيتُ أبي يأخذُ شَعرةً منْ شَعر النَّبي صلى الله تعالى عليه وسلم فيَضعُها على فيهِ ويُقبِّلها وأحسبُ أنّي رأيتهُ يَضعُها على عَينيهِ ويَغْمِسها في الماءِ ويَشربَهُ يَسْتَشفي به ، ولمّا كانتْ مِحنتهُ العَصيبة ، كانتْ ثلاثُ شَعراتٍ منْ شَعر الرَّسول صلى الله تعالى عليه وسلم معهُ وكانتْ هي عَزاءهُ وسَلْواه ، وظنَّ أنهُ سَيلْقى اللهَ في ذلكَ الوقتِ فأرادَ أنْ يَكونَ هذا الأثرُ المُباركُ شاهِداً لهُ عندَ ربِّهِ على تَعلُّقهِ بِحُبِّ رَسولِ الله صلى الله تعالى عليه وسلم ، وبعدَ أنْ أنْجاهُ اللهُ تَعالى مِنْ مِحنَتهِ احتفَظَ بتِلكَ الشَّعرات المباركاتِ وأوصى أنْ تُوضعَ بعدَ مَوتهِ شعرةٌ في عينهِ اليُمنى وتُوضعُ الأخرى في الأخرى وأما الثالثة فَفي فَمهِ ثُمَّ يُدْفَن .
- عن ابنِ سيرينَ قال : قُلتُ لِعبيدةَ عِنْدَنا منْ شَعر النَّبي صلى الله تعالى عليه وسلم أصَبْناهُ منْ قِبَلِ أنَسٍ أو مِنْ قِبَلِ أهْلِ أنَس ، فقال : لأنْ تَكونَ عِنْدي شَعرةٌ مِنهُ أحَبَّ إليَّ منَ الدُّنيا وَما فيها .
التبرك بمَنْ لَمَسهُ صلى الله تعالى عليه وسلم :
- عن عَون عنْ أبيهِ أبي جُحَيفةَ قال في آخر حَديث طَويل : فَقامَ النّاسُ وجَعلوا يأخُذونَ يَديهِ فيَمْسَحونَ بها وُجوهَهُم – يعني الرَّسول صلى الله تعالى عليه وسلم – قال : فأخَذْتُ بِيَدهِ وَوضَعْتُها على وَجْهي فإذا هي أبرَدُ منَ الثلجِ وأطيَبُ رائحةً منَ المِسْكِ .
- وعن صفيَّة بنتِ مجزأة : أنَّ أبا مَحذور كانتْ لهُ قَصّة في مُقدَّم رأسهِ إذا قَعدَ أرْسلَها فَتبلُغُ الأرضَ ، فقالوا لهُ : ألا تَحْلِقْها ؟ فقال : إنَّ رسولَ الله صلى الله تعالى عليه وسلم مَسحَ عَليها بيدهِ ، فلَمْ أكُنْ لأحلِقَها حتى أموت .
- قال ثابتٌ لأنَس : أمَسسْتَ النبيَّ صلى الله تعالى عليه وسلم بيَدِكَ ؟ قالَ : نَعم ، فَقبَّلَها .
- عن عبد الرحمن بن رزين قال : مَررْنا بالرِّبذة فَقيل لَنا : ههنا سلَمةُ بنِ الأكْوَع ، وهو صحابيٌ جَليلٌ عاشَ معَ رسولِ الله صلى الله تعالى عليه وسلم ، فأتيْناهُ فَسلَّمنا عليهِ فأخْرجَ يدهُ فقالَ : بايَعْتُ بِهاتَينِ نَبيَّ الله صلى الله تعالى عليه وسلم ، فأخرَج لهُ كَفّاً كأنَّها كَفُّ بَعير ، فَقُمنا إليها فَقبَّلْناها .
التبرك بما لَمَسهُ صلى الله تعالى عليه وسلم من الأشياء :
- روى التِّرمذيُّ بسَندهِ عنْ كَبْشة ، قالتْ : دَخلَ عَليَّ رَسولُ اللهِ صلى الله تعالى عليه وسلم فَشرِبَ منْ قِرْبَةٍ مُعَلَّقَةٍ قائِمَةٍ فَقُمْتُ إلى فِيها فَقَطعْتُهُ .
- كانَ أبُو أيّوبٍ الأنْصاري رضي الله عنه يُحَدِّثُ عنْ أيّامِ رَسولِ الله صلى الله تعالى عليه وسلم لمّا نَزلَ في بَيتهِ فقالَ : كُنّا نَضعُ لهُ العَشاءَ ثُمَّ نَبعثُ بهِ إليهِ فإذا رَدَّ عَلينا فَضلَهُ تَيمَّمْتُ أنا وأمُّ أيُّوبٍ مَوضِعَ يَدهُ فَأكلْنا مِنهُ نَبْتَغي بِذلكَ البَرَكة .
- وعن أبي بُردةَ قال : قَدِمْتُ المَدينةَ فَلقيَني عَبدُ الله بنْ سَلام فَقالَ لي : انْطلِقْ إلى المَنـزلِ فأسْقيكَ منْ قَدَحٍ شَرِبَ فيهِ النَّبيُّ صلى الله تعالى عليه وسلم فانْطَلقْتُ مَعهُ فَسَقاني وأطْعَمَني تَمْراً وَصلَّيْتُ في مَسْجدهِ .
- قال القاضي عياض : رُؤيَ ابنُ عمر رضي الله عنه واضِعاً يَدهُ على مَقعدِ النَّبي صلى الله تعالى عليه وسلم منَ المِنْبَرِ ثُم وَضَعها على وَجْههِ .
- ورَوى القاضي عِياض عنْ أبي قسيط والعتبي : كانَ أصْحابُ النَّبي صلى الله تعالى عليه وسلم إذا خَلا المَسْجِدُ جَسّوا رُمّانةَ المِنْبَر التي تَلِي القَبْرَ بِمَيامينِهِمْ ثُمّ يَسْتَقبِلُونَ القِبْلَةَ يَدْعُون .
التبرك بجُبَّتهِ صلى الله تعالى عليه وسلم :
- عن أسماءَ بنْتِ أبي بكر أنَّها أخْرَجَتْ جُبَّةً وَقالَتْ : كانَ رَسولُ الله صلى الله تعالى عليه وسلم يَلْبسُها ، فَنَحْنُ نَغْسِلُها لِلمَرْضى ليَسْتَشْفوا بِها ، وَكانوا يَفْعلونَ ذلكَ فَيَشْفُون .
- عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ : جَاءَتْ امْرَأَةٌ بِبُرْدَةٍ ، قَالَ سَهْلٌ : هَلْ تَدْرِي مَا الْبُرْدَةُ ؟ قَالَ : نَعَمْ هِيَ الشَّمْلَةُ مَنْسُوجٌ فِي حَاشِيَتِهَا ، قَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي نَسَجْتُ هَذِهِ بِيَدِي أَكْسُوكَهَا ، فَأَخَذَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله تعالى عليه وسلم مُحْتَاجاً إِلَيْهَا ، فَخَرَجَ إِلَيْنَا وَإِنَّهَا لَإِزَارُهُ ، فَجَسَّهَا رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ اكْسُنِيهَا ، قَالَ : نَعَمْ ، فَجَلَسَ مَا شَاءَ اللَّهُ فِي الْمَجْلِسِ ثُمَّ رَجَعَ فَطَوَاهَا ثُمَّ أَرْسَلَ بِهَا إِلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ الْقَوْمُ : مَا أَحْسَنْتَ سَأَلْتَهَا إِيَّاهُ وَقَدْ عَرَفْتَ أَنَّهُ لَا يَرُدُّ سَائِلًا ، فَقَالَ الرَّجُلُ : وَاللَّهِ مَا سَأَلْتُهَا إِلَّا لِتَكُونَ كَفَني يَوْمَ أَمُوتُ ، قَالَ سَهْلٌ : فَكَانَتْ كَفَنَهُ .
التبرك بوَضُوئهِ صلى الله تعالى عليه وسلم :
- في صَحيحِ مُسلم أنّهُ صلى الله تعالى عليه وسلم كانَ إذا صَلّى الغَداةَ جاءَ خَدمُ المَدينةِ بآنيَتهِمْ فيها الماءُ فَما يأتونَهُ إلا غَمسَ يَدهُ الشَّريفةُ فيه ، وَرُبّما كانَ ذلكَ في الغَداةِ الباردَةِ فَيغْمِسُ يَدهُ في الماءِ وَلا يَرُدُّهُمْ خائِبين .
- عن أبي جُحَيفة قال : خَرجَ عَلينا رَسولُ الله صلى الله تعالى عليه وسلم بالهاجِرَةِ فَأتي بِوَضوءٍ فَتَوضّأ ، فَجعلَ الناسُ يأخُذونَ مِنْ فَضْلِ ماءِ وَضوئهِ فَيتمسَّحونَ بِها ، (والوَضوء) هو الماءُ المُتساقِطُ منْ عَمليّةِ الوُضوء .
- عن السّائبِ بنِ يَزيد قال : ذَهبَتْ بي خالتي إلى الرَّسول صلى الله تعالى عليه وسلم فَقالتْ : يا رَسولَ الله : إنَّ ابنَ أخْتي وَجِعٌ ، فَمسَحَ رأسي وَدَعا لي بالبَرَكةِ ، ثُمّ تَوضّأ فَشَربْتُ مِنْ وُضوئهِ .
- عَن عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله تعالى عليه وسلم فِي قُبَّةٍ حَمْرَاءَ مِنْ أَدَمٍ وَرَأَيْتُ بِلَالاً أَخَذَ وَضُوءَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله تعالى عليه وسلم وَرَأَيْتُ النَّاسَ يَبْتَدِرُونَ ذَاكَ الْوَضُوءَ فَمَنْ أَصَابَ مِنْهُ شَيْئاً تَمَسَّحَ بِهِ وَمَنْ لَمْ يُصِبْ مِنْهُ شَيْئاً أَخَذَ مِنْ بَلَلِ يَدِ صَاحِبِهِ .
- عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله تعالى عليه وسلم وَهُوَ نَازِلٌ بِالْجِعْرَانَةِ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ وَمَعَهُ بِلَالٌ فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله تعالى عليه وسلم أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ أَلَا تُنْجِزُ لِي مَا وَعَدْتَنِي ، فَقَالَ لَهُ : أَبْشِرْ ، فَقَالَ : قَدْ أَكْثَرْتَ عَلَيَّ مِنْ أَبْشِرْ ، فَأَقْبَلَ عَلَى أَبِي مُوسَى وَبِلَالٍ كَهَيْئَةِ الْغَضْبَانِ فَقَالَ : رَدَّ الْبُشْرَى فَاقْبَلَا أَنْتُمَا ، قَالَا : قَبِلْنَا ثُمَّ دَعَا بِقَدَحٍ فِيهِ مَاءٌ فَغَسَلَ يَدَيْهِ وَوَجْهَهُ فِيهِ وَمَجَّ فِيهِ ثُمَّ قَالَ : اشْرَبَا مِنْهُ وَأَفْرِغَا عَلَى وُجُوهِكُمَا وَنُحُورِكُمَا وَأَبْشِرَا ، فَأَخَذَا الْقَدَحَ فَفَعَلَا ، فَنَادَتْ أُمُّ سَلَمَةَ مِنْ وَرَاءِ السِّتْرِ : أَنْ أَفْضِلَا لِأُمِّكُمَا ، فَأَفْضَلَا لَهَا مِنْهُ طَائِفَةً .
التبرك بدَمِهِ صلى الله تعالى عليه وسلم :
إنَّ مالكاً بنْ سِنان رضي الله عنه مَصَّ دَمِ النَّبي صلى الله تعالى عليه وسلم يومَ أحُد ، فقالَ النبيُّ صلى الله تعالى عليه وسلم : لَنْ تُصيبَهُ النَّار .
التبرك بعَرَقهِ صلى الله تعالى عليه وسلم :
عنْ أنَس رضي الله عنه أنَّ رسولَ الله صلى الله تعالى عليه وسلم كانَ يَدخلُ على بَيتِ أمِّ سَليم فَينامُ على فِراشِها ولَيسَتْ فيه ، فجاءَ ذاتَ يومٍ ونامَ على فِراشِها فأتَتْ فَقيلَ لَها : هذا النبيُّ صلى الله تعالى عليه وسلم نائِمٌ في بَيتِكَ على فِراشِكَ فَجاءَتْ وقَدْ عَرقَ واستَنْقعَ عَرَقهُ على قِطعَةِ أديمٍ على الفِراشِ فَفتَحتْ عَتيدتَها فَجعلَتْ تُنشِّفُ ذلكَ العَرَقَ في قَواريرِها ، فَفزِعَ النَّبيُّ صلى الله تعالى عليه وسلم فقالَ : ما تَصنَعينَ يا أمَّ سَليم ؟ قالتْ : يا رسولَ اللهِ نَرْجو بَرَكتَهُ لِصبْيانِنا ، قالَ : أصَبْتِ .
التبرك بتُراب ِمَقامهِ صلى الله تعالى عليه وسلم :
- رُويَ أنَّ السيدةَ فاطمةُ بنْتِ رَسولِ الله صلى الله تعالى عليه وسلم قبّلَتْ تُرابَ مَقامِ الرَّسولِ صلى الله تعالى عليه وسلم عِنْدَ زِيارَتِها لَهُ .
- وعَنْ داود بنْ أبي صالح قال : أقبلَ مروانُ فَوجدَ رَجُلاً واضِعاً وَجهَهُ على القَبْرِ فأخَذَ بِرَقَبتهِ وقال : أتَدْري ما تَصنع ؟ قالَ : نَعم ، فأقبلَ عَليهِ ، فإذا هُو أبو أيّوب الأنْصاري رضي الله عنه ، فقالَ : نَعم جِئْتُ رَسولَ اللهِ صلى الله تعالى عليه وسلم ولَمْ آتِ الحَجَر .
- وقالَ السَّمْهودي في كتابهِ (وفاء الوفاء) ما نَصُّهُ : لمَّا قَدِمَ بلالٌ رضي الله عنه لِزيارَةِ النَّبي صلى الله تعالى عليه وسلم أتى القَبْرَ فَجَعلَ يَبْكي عِنْدَهُ ويُمَرِّغُ وَجْهَهُ عَلَيهِ .
التبرك بمَواضعِ صَلاتهِ صلى الله تعالى عليه وسلم :
- حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ قَالَ رَأَيْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَتَحَرَّى أَمَاكِنَ مِنْ الطَّرِيقِ فَيُصَلِّي فِيهَا وَيُحَدِّثُ أَنَّ أَبَاهُ كَانَ يُصَلِّي فِيهَا وَأَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صلى الله تعالى عليه وسلم يُصَلِّي فِي تِلْكَ الْأَمْكِنَةِ وَحَدَّثَنِي نَافِعٌ عَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي فِي تِلْكَ الْأَمْكِنَةِ وَسَأَلْتُ سَالِماً فَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا وَافَقَ نَافِعاً فِي الْأَمْكِنَةِ كُلِّهَا إِلَّا أَنَّهُمَا اخْتَلَفَا فِي مَسْجِدٍ بِشَرَفِ الرَّوْحَاءِ .
- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه : أَنَّ جَدَّتَهُ مُلَيْكَةَ دَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله تعالى عليه وسلم لِطَعَامٍ فَأَكَلَ مِنْهُ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله تعالى عليه وسلم : قُومُوا فَلِأُصَلِّيَ لَكُمْ ، قَالَ أَنَسٌ : فَقُمْتُ إِلَى حَصِيرٍ لَنَا قَدْ اسْوَدَّ مِنْ طُولِ مَا لُبِسَ فَنَضَحْتُهُ بِمَاءٍ ، فَقَامَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله تعالى عليه وسلم ، وَصَفَفْتُ أَنَا وَالْيَتِيمُ وَرَاءَهُ وَالْعَجُوزُ مِنْ وَرَائِنَا ، فَصَلَّى لَنَا رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ انْصَرَفَ .
- عَنْ نَافِعٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ : كَانَ إِذَا دَخَلَ الْكَعْبَةَ مَشَى قِبَلَ وَجْهِهِ حِينَ يَدْخُلُ وَجَعَلَ الْبَابَ قِبَلَ ظَهْرِهِ فَمَشَى حَتَّى يَكُونَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِدَارِ الَّذِي قِبَلَ وَجْهِهِ قَرِيباً مِنْ ثَلَاثَةِ أَذْرُعٍ صَلَّى يَتَوَخَّى الْمَكَانَ الَّذِي أَخْبَرَهُ بِهِ بِلَالٌ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله تعالى عليه وسلم صَلَّى فِيهِ .
- عن يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ رضي الله عنه قَالَ : كُنْتُ آتِي مَعَ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ فَيُصَلِّي عِنْدَ الْأُسْطُوَانَةِ الَّتِي عِنْدَ الْمُصْحَفِ فَقُلْتُ يَا أَبَا مُسْلِمٍ أَرَاكَ تَتَحَرَّى الصَّلَاةَ عِنْدَ هَذِهِ الْأُسْطُوَانَةِ قَالَ فَإِنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله تعالى عليه وسلم يَتَحَرَّى الصَّلَاةَ عِنْدَهَا .
التبرك بنَعْلهِ صلى الله تعالى عليه وسلم :
كانَ ابنُ مَسعود منْ أطيبِ النّاسِ ريحاً ، تَعظيماً لنَعْلِ الرَّسولِ صلى الله تعالى عليه وسلم إذا حَمَلهُ ، وكانَ هو الذي يُلبسُ رَسولَ الله صلى الله تعالى عليه وسلم نَعليهِ ويَمشي أمامَهُ بالعَصا حتى يَدْخُلَ أمامهُ الحُجْرَة ، فإذا أتى رَسولُ اللهِ صلى الله تعالى عليه وسلم مجلسَهُ نَزَعَ نَعْلَيهِ فأدْخلَهُما في ذِراعَيهِ وأعْطاهُ العَصا .
يتبين مما تقدم أن الصحابة رضي الله عنهم والتابعين كانوا سبّاقين بالتبرك بآثار الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم وأدواته ولم ينه حضرته عن ذلك ، بل على العكس وجدنا حضرته صلى الله تعالى عليه وسلم يحث عليها ويبارك فيها لتتنور بها قلوب المحبين له وتزداد تقىً ، فالتبرك بآثاره صلى الله تعالى عليه وسلم من شعائر الله التي تعظيمها من تقوى القلوب .