يقول الحافظ رجب البرسي :
« 1. اعلم أن الإسم إما مشتق ، أو علم ، أو إشارة ، والإسم المشتق كلي لا يمنع من وقوع الشركة فيه ، والاسم العلم قائم مقام الإشارة ، فهو فرع عليها والإشارة أصل ، والأصلي أعظم من الفرع ، فقولك : ( هو ) أشرف الأسماء كلها …
- إن الحق فرد مجرد ، لا يمكن نعته بصفة زائدة والا انتفت الفردانية والإخبار عنه بعين ذاته محال فجميع الأسماء المشتقة قاصرة عن الإنباء عن ذاته المقدسة ، وأما لفظ ( هو ) فإنه ينبئ عن كنه حقيقته المخصوصة المبرأ عن جميع جهات الكثرة . فإسم ( هو ) لوصوله إلى كنه الصمدية أشرف الأسماء .
- إن الصفات المشتقة لا تعرف إلا دالة على الصفات ، والصفات لا تعرف إلا بالإضافة إلى المخلوقات ، وأما لفظ ( هو ) فإنه يدل عليه من حيث هو هو ، وهذا الاسم يوصل إلى الحق ويقطع عن الخلق .
- إن الأسماء المشتقة دالة على الصفات ، ولفظ ( هو ) دال على الموصوف ، والموصوف أشرف من الصفة ، وذلك لأن ذات الباري ما كملت بالصفات ، بل هي لغاية الكمال استلزمت صفات الكمال ، فلفظ ( هو ) يوصل إلى ينبوع العزة .
- إن لفظ ( هو ) مركب من حرفين ( هـ ، و ) والهاء أصل الواو ، فهو حرف يدل على الواحد الحق سبحانه .
- إن ( الهاء ) : أول المخارج ، و ( الواو ) آخرها ، فهو الأول والآخر والباطن والظاهر . و ( الهاء ) باطن المخارج وباطن الأشياء ، و ( الواو ) ظاهر سائر المخارج ، فهو الأول والآخر والباطن والظاهر .
- إن هذا الحرف الذي وضع لتعريف ذات الحق غير معلوم بالحقيقة ، وذات الحق أولى بالتنـزيه عن الكيفية ، فمنه إليك قوله : هو ، ومنك إليه قولك : هو »(1) .
________
الهوامش :ـ
(1) – الحافظ رجب البرسي – مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين – ص 36 – 37 .