فى الملتقى الصوفى الثالث لعلماء و مشايخ التصوف
وتبدأ وقائع هذا الملتقى الكريم بقرائة الفاتحه إيذاناً بالإفتتاح وكلما ينتهى أحد الشيوخ من قرائة الفاتحه فإنه يمسح وجهه بكفيه ويقول نظرة ومدد , ولكن لا يستطيع أحد أن يتبين ما بعدها فقد يقول أحدهم نظرة ومدد يا أبى , ومنهم من يقول يا جدى ومنهم من يقول يا سيدى ومنهم من يقول يا رسول الله ومنهم من أضمرها بينه وبين الله , المهم أن الشيخ الشبراوى قال : أيها الساده الأفاضل إن أبناء الطرق يقلدون مشايخهم ولا يسألونهم عن أقوالهم وذلك لثقة المريد فى ان شيخه يعلم السند الشرعى لما يقول , غير أنهم يتعرضون للأسئلة والمضايقات فهم لا يعرفون السند , وهذا الأمر كلنا يعلمه وقد جلينا بعض الغموض عن موضوع التوسل فى اللقاء الأول وموضوع الموالد فى اللقاء الثانى , وكان طبيعياً ومنطقياً ان يكون هذا اللقاء عن النظرة والمدد لأنها كلمة تكثر من المحبين وتؤدى إلى كثرة التجاوز والتطاول عليهم وعلى اهل الله الصالحين ممن لا يفهمون , وهنا تدخل أحد المشايخ مندفعاً بقوله : أنت قلت انهم لا يفهمون , أى يجهلون ومنذ متى كان الجهل حجه ؟ ثم تدخل سماحة شيخ المشايخ , وقال : نحن لا يهمنا الجهل فالجهل ليس حجة بالنسبه للمحب فالعبادة عن علم خير من العبادة عن جهل , ثم قال السيد المقرر : يبدو أن السادة المشايخ مشحونون بروحانيات الصيام , وسوف يكون لهم اليوم احلى الكلام , وأخذ المشايخ يلقون بخيرات علمهم فى ساحة الملتقى مما فتح الله عليهم من الآيات والأحاديث , والجميل أن الشيوخ إتفقوا على تبسيط المعلومه على مريديهم دون إقحامهم فى التفاصيل والأسانيد والمتون والنقول قال قائلهم : يا مشايخ لا تنسوا أن تبسيط العلوم من أرقى العلوم ولسنا فى مجال مناظرة مع أبنائنا فجدنا رسول الله يقول:نحن معاشر الأنبياء أمرنا أن نخاطب الناس على قدر عقولهم , ولم يقل على قدر ما عندنا , ثم ساد المجلس لحظات من الصمت لا نعلم لها مناسبه وطالت فترة الصمت والسكينة حتى قال أحد الشيوخ : هذه علامة حدوث النظره حلاوه فى القلب وسكينه فى النفس وطمأنينه فى الجوارح وإستمتاع بالرضا والصمت لتلقى الحكمه ” إذا رأيتم الرجل صامتاً فإنه يلقن الحكمة ” ثم قال سماحة الشيخ حسن الشناوى لو نشرنا كل ما يقال فقد يتكرر النشر مرات عديده , وهذا وارد لأن الحقائق ثابته , ولذلك نعتبر القول والإقرار والسكوت قول .
قال أحد المشايخ ما قولكم فى الآية الكريمةواصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا, وقال آخر أو قوله تعالى:لا تقولوا راعنا وقولوا أنظرنا, ثم قال أحد الشيوخ : قال تعالى:ولو أن ما فى الأرض من شجرة أقلام والبحر من بعده سبعة أبحر ما نفذت كلمات الله وقال آخر قال تعالى :قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربى لنفذ البحر قبل أن تنفذ كلمات ربى ولو جئنا بمثله مددا ثم تدخل أحد المشايخ فقال : كل هذه الآيات عن النظرة والمدد معروفه , ولكن أختلف فى تفسيرها , قال أحد السادة : طالما أختلف فى تفسيرها فهذا يدل على تعدد معانيها ومعطياتها من العلوم , فما الذى يمنع أن تحمل الآيات ما نقصد , قال آخر : ليس المقصود هو المناظرة , ولكنها المسامرة ومما دار فى الملتقى يتبين لك أخى العزيز أن الأمور التى لا نلقى لها بالاً ونظنها نوعاً من العبث أوسبق اللسان أوعجز البيان ذات جذور وأصول , وقد صحت بها الأدلة والبراهين والنقول حتى ولو ضاقت بها العقول , وقد يكون زاد الأرواح غريباً على العقول , والمحرر مضطر إلى هذا القول , مما كان لافتاً للنظر أن أحد المشايخ طلب إستراحه قصيره ثم بدأ يحكي حكاية غريبة قال : لو أن رجلاً من حضراتكم طلب منه السفر إلى بلاد لم يزرها من قبل فماذا يفعل ؟ قالوا : يسأل من زارها فيعرف منه ما يوجد عندهم مما يلزمه وما ينقص عندهم وهل ممكن شراؤه أومستحيل , وهل ممكن أستعارته أم مستحيل فإذا عرف أن الأشياء الضروريه جداً , لا تباع فى تلك البلاد , وبالتالى فهى لا تشترى ولا تعار ولا يمكن الحصول عليها من أقرب الأقارب فلا شك أنه إما أن يجهزها وإما أن يرفض السفر . . وإذا كان من المستحيل رفض السفر عندئذ يصبح من الضرورى تجهيز اللازم . . ثم إستطرد الشيخ يقول : كل ما يلزمنا فى الآخرة لا يباع فى الآخره ولا يعار ولا يتنازل عنه أحد والسفر إلى الآخرة حتمى لا عذر فيه , ولذلك لابد أن يأخذ الإنسان ما يلزمه فى الآخرة , يأخذه من الدنيا . ولا تنس نصيبك من الدنيا وعلى قدر ثقتك فى صدق المبلغ يكون الإستعداد فما بالنا لو كان المبلغ هو الله ؟ قالوا جميعاً : سبحانه وتعالى . قال السيد : هناك ما أخبرنا به الله عما يدور يوم القيامة بين المنافقين والمنافقات من الذين آمنوا أن ينظروهم ويقولون لهم إذا نظرتمونا أي أعطيتمونا نظرة فإننا سوف نقتبس من نوركم أنتم , ثم يحدث الحوار العجيب , قال تعالى :يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا أنظرونا نقتبس من نوركم قيل أرجعوا ورائكم فالتمسوا نوراً فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب ينادونهم ألم نكن معكم قالوا بلى , ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وأرتبتم وغرتكم الأمانى حتى جاء أمر الله وغركم بالله الغرور وللآيات بقيه سنعود إليها . فلننظر كيف أن المنافقين والمنافقات يذهبون إلى الذين آمنوا فى الحشر ماذا يقولون لهم ” أنظرونا ” أي النظره ” نقتبس ” نحصل على قبس ” من نوركم ” أي النور الذى معكم المنسوب إليكم كما يقال لأحدنا يدك أوعينك أومالك أوغيره لأن للمؤمنين نوراً يسعى بين أيديهم وبإيمانهم . ثم يأتيهم القول وفى الآيه غير واضح من أين يأتيهم ” قيل إرجعوا ورائكم ” أي إبحثوا فى ماضيكم وهو الدنيا ” فالتمسوا نوراً ” أي فأتوا بمستند يعطيكم الأحقيه فى الحصول على نور يؤخذ بالنظره .
ثم حدث أمر عجيب ” فضرب بينهم ” أى بين المنافقين والذين آمنوا ” بسور له باب ” والغريب أن السور له باب , ولكن هذا الباب غير متاحة رؤيته إلا بنور الإيمان الأصلى فإنه قيل ظاهره و” ظاهره من قبله العذاب ” فلما حيل بينهم وبين ما يبتغون وأصبح المنافقون لا يرون الذين آمنوا تغير الحال , وأصبح القول نداء ” ينادونهم ” بأعلى أصواتهم إظهاراً لحاجتهم الماسه إلى ما عند الذين آمنوا من نظرة يخرجون بها من تحت طائلة النفاق المؤدى إلى الدرك الأسفل من النار إلى مظلة باطن السور ذى الباب الذى بداخله أولو الألباب . ونرجع إلى ندائهم , المنافقون يقولون للذين آمنوا ” ألم نكن معكم ” أى فى الدنيا كأقارب وجيران وزملاء ورفقاء وكنا أغنياء وأنتم فقراء وكنتم مرضى ونحن أصحاء , فيقول الذين آمنوا من داخل السور ” بلى ” أى نحن نعرف أنكم كنتم معنا ونحن اليوم فى حال وأنتم فى حال والأساب تأتى بعد قولهم ” ولكنكم ” :
أولها : ” فتنتم أنفسكم ” ولم يفتنكم أحد بأن كنتم تعظمون حسناتكم وتحقرون سيئاتكم وترون لأنفسكم الفضل فى كل ما تعلمون .
وثانيها : ” وتربصتم ” أى كنتم تتربصون وتتمنون الشر وتظنون أنه واقع بنا لا محالة وتنتظروه وكأنكم وما تتمنون على موعد .
وثالثها : ” وأرتبتم ” من الريبه فكنتم كلما أخبرناكم عن أمر هذا اليوم وما يحدث فيه وبالذات هذا الموقف الذى أنتم فيه كنتم تقابلون قولنا بالريبه والشك وعدم اليقين بل بالسخريه والتطاول .
ورابعها : ” وغرتكم الأمانى حتى جاء أمر الله ” أى فاقت أمنياتكم طاقة أعمالكم , أى تمنيتم أكثر مما تستحقون وقلتم نحن نحسن الظن بالله وكذبتم فلو أحسنتم الظن بالله لأحسنتم العمل وظللتم على هذا الحال حتى جاء أمر الله الذى هو لاشك آت.
وخامسها : ” وغركم بالله الغرور , وهذا معناه أن الشيطان غركم بعد أن جهزتم له أنفسكم بما سبق فوجدكم لقمه سائغه هل يمكن أن تقول إن أي متطاول على أهل البيت والأولياء لا دخل للشيطان بما يفعل ؟ وهل يمكن أن نقول إن النفس تفتن صاحبها أما المنافق فإنه يفتن نفسه ؟ ربما والله أعلم .
نعود إلى الآيات : بعد ذلك يقول الذين آمنوا للمنافقين بعد أن أسمعوهم حيثيات الحكم إسمعوا إلى الحكم ” فاليوم لا يؤخذ منكم فديه ولا الذين كفروا مأواكم النار هى مثواكم وبئس المصير ” .
ومن هنا يلاحظ الآتى :
1-إن من فتن نفسه فهو منافق يحرم من النظرة يوم القيامة .
2-إن من تربص الشر بالذين آمنوا فهو منافق يحرم من النظرة يوم القيامة.
3-إن من يرتاب فى أى خبر يورده القرآن عن يوم القيامه فهو منافق محروم من النظرة يوم القيامة .
4-إن من غرته أمانيه فحسب ما له ولم يحسب ما عليه فهو منافق محروم من النظرة يوم القيامة .
5-إن من فتح الباب وهيأ نفسه لعبث الشيطان فهو منافق محروم من النظرة يوم القيامة .
6-يلاحظ أن الحوار كله الوارد فى الآيات كان بين المنافقين والمنافقات من جهه , وبين الذين آمنوا من جهه أخرى , طرف يقول وطرف يرد عليه و الحكم على المنافقين سمعوه من الذين آمنوا ! !
ثم قال المشايخ بعد ذلك إن هذا الكلام فيه الإشارات الكثيره وسوف يتولى كل شيخ شرحها لأولاده فى الطريقه , ونكتفى بهذا القرار ثم قرأ الجميع الفاتحه بختام اللقاء . ثم قال رئيس التحرير لسماحة شيخ المشايخ
مولانا : هناك بعض الملاحظات .
قال سماحته : ماهى ؟
قال رئيس التحرير : أولا ً قلتم إن للآيات بقيه سنعود ليها .
قال سماحته : لقد وردت فى السياق قال تعالى:فاليوم لا يؤخذ منكم فديه ولا من الذين كفروا .
قال رئيس التحرير : ما علاقة المنافقين بالذين كفروا ؟
قال الشيخ : عندما أمر الله الرسول ألا يصلى على أحد المنافقين قال :ولا تصل على أحد منهم مات أبداً ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون . وهناك آيه أخرى توضح إشتراك المنافقين والكافرين المجرمين فى عمل واحد وهو إتخاذ الأولياء هزواً والتطاول عليهم , قال تعالى :إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون وإذا مروا بهم يتغامزون , وإذا أنقلبوا إلى أهلهم إنقلبوا فاكهين , وإذا رأوهم قالوا : إن هولاء لضالون . فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون على الآرائك ينظرون هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون .
هذا هو وجه الشبه بين المنافقين والكفار فى علاقتهم بالأولياء .
قال رئيس التحرير : إسمح لى بسؤال لا تجاوز فيه , فالقرآن يتكلم عن الذين آمنوا وأنتم تتكلمون عن الأولياء .
قال سماحته : ليس كل الأولياء فهناك أولياء الرحمن وهناك أولياء الشيطان .قال رئيس التحرير : أقصد أولياء الله .
قال الشيخ :ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى فى الحياة الدنيا وفى الآخره لا تبديل لكلمات الله .
فلو تتبعت الآيات السابقه مع هذه لعرفت أن أولياء الله هم الذين آمنوا بالأصالة ويضاف إليهم الأخرون
ثم عاد المجلس للإنعقاد التلقائى وهم منصتون إلى سماحة الشيخ ومحاوره.
ثم قال رئيس التحرير : أرجوا ألا يضيق صدر الحاضرين بأسئلتى أما صاحب السماحه فأنا على ثقه من سعة صدرسماحته .
فقال الشيوخ : أكمل فإن حسن الختام غايه .
قال رئيس التحرير : لو سمحت يا سيدى لقد سمعت ما قيل وعرفنا أن كل هذا يجرى بين المنافقين والمنافقات من جهة , وبين الذين آمنوا من جهه آخرى فقد يقول قائل : إن هذا الأمر يحدث مع المنافقين فما دخلنا نحن .
فضحك سماحة الشيخ وقال : ليس هناك مجال لقد قيل من الكثيرين إن هذا الأمر يخص المنافقين وأقول إن هذا الأمر وهو من طلب النظرة من آخر يوم القيامه فهو منافق وأن الله يقول لنا هذه العبرة لا كقصة بغير هدف , ولكن يقول إن البعض إستهان بذلك فأضطره الله إليه يوم القيامة , وأن هذا الأمر إذا ترك فى الدنيا لا ينال يوم القيامه بأى حال من الأحوال , ومن طلبه فى الدنيا فهو مؤمن ومن أخره ليوم القيامة حتى يطلبه وهو مضطر فهو منافق .
ثم قال أحد المشايخ : هذا ما عرفناه عن النظرة فماذا عن المدد ؟
قال سماحة الشيخ : يا أخى العزيز إن النظره عباره عن نور يقذفه الله فى قلب من يشاء , فإذا أخذنا نظره ووجد لها فى قلبه راحه وفى نفسه سكينة وفى جوارحه طمأنينة فإنه سوف يطلب أخرى ثم أخرى , ولا يشبع فهذا هو معنى المدد أى التكرار من نفس العطية أوالزيادة منها أو الإضافه إليها .
قال أحد الحضور : لماذا لا نقول : نظرة يا رب ومدد يا رب ؟
قال صاحب السماحه : ومن منعك ؟ فما قلناه لا يعنى طلب النظرة والمدد من الله , ولكن لا يمنع طلب النظرة والمدد من أهل الله أما علمت قوله تعالى ” قل كل من عند الله ” والمدد هم من عند الله لا يختص به الصالحون , ولكن المدد الإلهى للصالحين وغير الصالحين , قال تعالى ” من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموماً مدحوراً ” هذان نوعان : مريد الدنيا ومريد الآخرة , أنظر إلى النتيجه ” كلاً نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظوراً ” .
فالماء إذا شربته من النيل مباشره فهو من عند الله , وإذا شربته من الثلاجه فهو أيضاً من النيل وهو من عند الله فالله يوم القيامه يمد أهل الجنه بما يتنعمون به . ويمد أهل النار بما يعذبون فيه و:إن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوى الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقاً .
فما عند الله يصلح لإمداد إبليس ومن إبليس يستمد أعوانه .
وما عند أهل الله يصلح لإمداد الأنبياء والأولياء ومما عندهم يستمد أحبابهم .
فالبديهى هو ما تقول أن المدد من الله وكذلك النظرة , ولكن العجيب أن جعل المنافقين يستهينون بطلبها من الأولياء فألجأهم الله إليها دون جدوى , لأن الدنيا عمل وحساب , والآخرة حساب ولا عمل وفى النهاية إذا يسر الله لك ذلك تجده يسيراً , وإذا عسره عليك فإنك تحس بإحتكاك هذا المعنى بالعقيدة فتخشى فسادها فمن حقك أن تقول ومن حق غيرك أن يقول ومن حقك ألا تقول ولا تلزم ولا نلزم , وفى النهايه فهى كلمه يعرف الصالحون لها قدرها والمنافقون لا يرون إلا ما يراه المستهزئون والله يقول للرسول الكريمإنا كفيناك المستهزئين .
هذا وكان يمكن أن يستمر الملتقى أكثر من ذلك الوقت لولا أن صاحب السماحه أمر برفع الجلسه وقراءة الفاتحه مره أخرى للختام حتى يتمكن الحاضرون لصلاة المغرب والإفطار فى ضيافة الشيخ الشبراوى , وذلك لأن الملتقى عقد بعد صلاة العصر , وهذا ما فتح الله به على الساده مشايخ الطرق وهم صائمون .
المصدر : موقع النور .