في اللغة
« أمي : من لا يقرأ و يكتب ، والأمية : جهاله أو غفلة » (1) .
في القرآن الكريم
وردت هذه اللفظة في القرآن الكريم (6) مرات بصيغ مختلفة ، منها قوله تعالى : ( الَّذينَ يَتَّبِعونَ الرَّسولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذي يَجِدونَهُ مَكْتوباً عِنْدَهُمْ في التَّوْراةِ والْأِنْجيلِ )(2).
في السنة المطهرة
عن ابن عباس ان النبي ﷺ قال : ( نحن آخر الأمم وأول من يحاسب . يقال : أين الأمة الأمية ونبيها فنحن الآخرون الأولون )(3) .
في الاصطلاح الصوفي
الشيخ الأكبر ابن عربي يقول : « الأمية عندنا : من لم يتصرف بنظره الفكري وحكمه العقلي في استخراج ما تحوي عليه من المعاني والأسرار ، وما تعطيه من الأدلة العقلية في العلم بالإلهيات ، وما تعطيه للمجتهدين من الأدلة الفقهية والقياسات والتعليلات في الأحكام الشرعية . فإذا سلم القلب من علم النظر الفكري شرعاً وعقلا ، كان أميا ، وكان قابلا للفتح الإلهي على أكمل ما يكون بسرعة دون بطء ، ويرزق من العلم اللدني في كل شيء ما لا يعرف قدر ذلك إلا نبي أو من ذاقه من الأولياء »(4) .
في اصطلاح الكسنـزان
1. الأمية : هي الرجوع إلى الاصل الروحي والأخذ منه دون غيره ، وهذا ما كان عليه النور المحمدي أثناء انقطاعه في كهف النور أمياً ، أي : راجعاً إلى ربه آخذاً منه فهو أصله الذي منه صدر .
2. الأمية هي حال يرجع بواسطتها المريد إلى مرتبة الفطرة السليمة كيوم ولدته أمه من حيث العقيدة ، وفيه ترتبط روحه بروح الشيخ فتغترف من فيض معينه وترتشف من نبع سره ، وترضع منه العلوم الروحية والأسرار الربانية على قدر استعدادها وقابليتها ووعيها .
3. إن المريد في هذا الحال يرفض رفضاً ذاتياً أيةِ معلومات عقائدية عن طريق الفكر أو الحس ، فوقتها تكون محرمة عليه تماماً ، وإلى هذا الإشارة بقوله تعالى :
( وَحَرَّمْنا عَلَيْهِ الْمَراضِعَ ) (5) . فالأمية تعني : الأخذ من الأصل الروحي وترك ما سواه .
الهوامش :
[1] – ابن منظور – لسان العرب – ص105 .
[2] – الأعراف : 157 .
[3] -مصباح الزجاجة ج: 4 ص: 256 .
[4] – الشيخ ابن عربي – الفتوحات المكية – ج 2 ص 644 0
[5] – القصص : 12 .
المصدر : السيد الشيخ محمد الكسنزان الحسيني – موسوعة الكسنزان فيما اصطلح عليه اهل التصوف والعرفان – ج2 – مادة (ا م م) .