في اللغة
« 1. مُعَلِّم .
2. لقب علمي جامعي .
3. لقب احترام يطلق عادة على المثقفين من كتاب وشعراء ومحامين وغيرهم .
4. ماهر في صناعة »(1) .
في القرآن الكريم
لم ترد في القرآن الكريم لفظة الأستاذ بهذه الصيغة ووردت ضمن الآيات الدالة على الولي المرشد كقوله تعالى : ( وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُرْشِداً ) (2) .
في الاصطلاح الصوفي
الشيخ محمد أبو المواهب الشاذلي يقول : « الأستاذ : من وهب المواهب ، وأراح من تعب المكاسب .
الأستاذ : أكمل من الشيخ في الأحوال ، وأعلى منه بالمعارف والأقوال .
الأستاذ : من جمع دين الأنبياء ، وتدبير الأطباء ، وسياسة الملوك ، وافتقر لغناه الغني والصعلوك .
الأستاذ : له تصريف التمكين ، وإيضاح النبيين .
الأستاذ : من كمل الدوائر وانطوى في نشره الأوائل والأواخر .
الأستاذ : عالم مطلق ، وسيد سند محقق .
الأستاذ : في الأخلاق حبيب الخلاّق ، فلهذا كل أستاذ شيخ ولا ينعكس »(3) .
في اصطلاح الكسنـزان
معنى الأستاذ في الاصطلاح الصوفي العام هو الشيخ المرشد الذي يربي المريدين على الاستقامة على نهج طريقة صوفية ، وأما عندنا فهي مرتبة روحية خاصة بالشيخ الكامل الذي ذاب بكليته ( ذاتاً وصفاتاً وأفعالاً ) في النور الأعظم فقيامه بالله ، وسمعه بالله ، ويبصر ويتكلم بالله ، ويتحرك ويسكن بالله ، حتى صار الناظر إليه ناظراً إلى النور المحمدي أو ناظراً إلى النور الإلهي أصله بلا فرق .
ومن كان بهذه المرتبة الروحية العظيمة كالشيخ عبد القادر الكيلاني والشيخ عبد الكريم شاه الكسنـزان كان المنبع الروحي لجميع الأنوار والعلوم والأسرار المحمدية والإلهية التي تمد جميع مشايخ الطرق الصوفية في وقته ، فالأستاذ هو شيخ مشايخ الطرق الصوفية أي رئيس الدولة الروحية ، وهو الوحيد في عصره القادر على استنباط طرق صوفية جديدة توصل سالكيها إلى الله تعالى بما يراه مناسباً لزمانه ، كما أنه الوحيد القادر على إيقاف امتداد سلسلة صوفية (قطعها) تبعاً للحكمة الإلهية ، وعلى الجملة فأن الأستاذ هو المتصرف الأعظم بالجانب الروحي في الإسلام سواء عُلِمَ من هو أم لم يُعْلَمْ . ولقد كان أول أستاذ في الطريق إلى الله تعالى هو مولانا الإمام علي الذي كان باباً لمدينة العلم الروحي المحمدي ( الظاهري والباطني ) ، ثم تلاه في الظهور بهذه المرتبة العظيمة حضرة الغوث الأعظم الشيخ عبد القادر الكيلاني الذي لُقب في وقته بمؤسس الدولة الروحية ، أي : المظهر لأنظمتها وترتيبها ظاهراً وباطناً فسمي بمحي الدين ، وعادت الأستاذية بعده إلى البطون حتى جاء الغوث الأعظم حضرة السيد الشيخ عبد الكريم الملقب بشاه الكسنـزان ، واستمرت في أحفاده الى يومنا هذا . إن الأستاذ في الطريقة الكسنـزانية هو نفسه الطريق إلى الله ، فمن تقرب إليه فقد تقرب إلى الله ورسوله ﷺ ، ومن احبه فقد احب الله ورسوله ﷺ، ومن أطاعه فقد أطاع الله ورسوله ﷺ ومن فنى في نوره وذاب فقد فنى في نور الله تعالى ورسوله ﷺ وذاب ، وعلى الجملة فمن وصل إليه فقد إتصل وتأصل وتحقق .
الهوامش:
[1] – المعجم العربي الأساسي – ص 86 .
[2] – الكهف : 17 .
[3]- الشيخ أبو المواهب الشاذلي – قوانين حكم الإشراق – ص 115 .
المصدر : السيد الشيخ محمد الكسنزان الحسيني – موسوعة الكسنزان فيما اصطلح عليه اهل التصوف والعرفان – مادة (ا س ت ا ذ) .