هل هناك علاقة لغوية بين ( التكية ) والفعل ( اتكأ ) من حيث الاشتقاق نود أن نشير إلى الخطأ الشائع الذي لازم كل من تعامل مع مصطلح ( التكية ) فالأغلب الذين ذهبوا إلى أن هذه المصطلح مأخوذ من الفعل ( اتكأ – يتكئ – اتكاءً ) وقالوا : محل الموضع منه ( تكية ) !
إن القول في أن اسم المكان أوالمحل من الفعل ( اتكأ ) هو ( تكية ) غلط لغوي كبير ، إذ أن المحل أوالموضع من الفعل ( اتكأ ) هو ( المُتَكأ ) وهو موضع ( الاتكاء ) ، قال تعـــالى : ( وَأَعْــتَدَتْ لَــهُنَّ مُــتَّكَأً)(1) ، وبهذا يتبين أن لا علاقة ( للمتكأ ) من حيث الاشتقاق اللغوي بمصطلح ( التكية ) .
إن محاولة ربط كلمة ( التكية ) بالاشتقاق من ( المتكأ ) لهو تجاهل وتدليس له جذور عميقة من المتحاملين على التصوف وأهله بغية نعت الصوفية بما لا يليق ، فعند حملهم معنى ( التكية ) على ( الاتكاء ) فإنهم يرومون بهذا التكييف اللغوي أن يقولوا : أن المتصوفين هم أهل الكسل والســبات والتـــواكل ، لأن المتكأ مكان الراحة الجسدية .
والحقيقة خلاف هذا القول تماماً ، إذ أن التكية مكان المشقة الجسدية ، مكان مخالفة كل ما تتوق إليه النفس البشرية ، مكان المجاهدات والرياضات والعبادات المتواصلة آناء الليل وأطراف النهار ، مكان مراقبة النفس في كل المواطن لا مكان الغفلة والسبات وتضييع الأوقات كما يزعمون .
وإذا كان ذلك كذلك ، أي إذا تبين إن المراد بكلمة التكية هو ( مكان التوحيد ) ننتقل لنطلع على الأصول القرآنية والنبوية لهذه الكلمة.
الهوامش :
[1] يوسف : 31 .
المصدر:
السيد الشيخ محمد الكسنزان -موسوعة الكسنزان فيما اصطلح عليه اهل التصوف والعرفان ج4 مادة(ت ك ي ة).