طُف بالقلوب إليك الناس تنعطفُ
شأن المحب إلى الأحباب ينصرفُ
طُف بالقلوب وداو جرح غُربتها
إن الغريب مع الأغراب يأتلفُ
طف بالقلوب وعاين أيها كلفاً
يا ساكن القلب قلبي فيكم كلفُ
يمشي إليكم إذا تمشون في وله
ويبدأ النبض منصاعا إذا تقفُ
يا ساكن القلب الق عنده أثرا
على الفؤاد بما ألقيت يعتكفُ
يا أيها الشيخُ المدلُ الى التُقى
ما عِشتُ قبلك لا والله أعترفُ
قد تاه في أمره من ليس يصحبكُم
لا تبصر النور عين شأنها الصلفُ
قد قيل ما قيل من لغو ومن خرف
من سب اهل التقى عاق منحرفُ
نزداد تقوى بما قالوا وزادهم
حقد القلوب ويأتي أثره الصلفُ
لا نسمع اللغو في آذان صاغية
إنا ابتلينا كما قد حورب السلفُ
من ذا يقول على العباد ينعتهم
أهل الكلام بما حادوا وما سخفوا
قد كان ما كان من قول ومن أسفٍ
والجاهلون لنا في شأنهم أسفُ
كرامة الله بالشعر الطويل نَعَم
نِعمَ الدراويش نِعمَ الدمع ما ذرفوا
نعم القلوب جلال الذكر يطربها
هي القلوب يذكر الله تأتلفُ
كل القلوب إلى أهوائها انحرفت
والسالكون طريق الله ما انحرفوا
يا سيدي محض أفكار تراودني
أستغفر اله لا والله ما أصفُ
فان عمر الاماني ليس في يدنا
والأمر لله جار الناس او نصفوا
شاراتكم سيدي صارت لنا قبسا
والسالكون لهم في قربكم شرفُ
من فيض علمك زكى الله معدنهم
حنوا على الآثار وارتشفوا
فلتهنأ الدوحة العلياء ما فتأت
أنت العميد بها والغوث والخلفُ
بحر من الجود لا حد لساحله
من بعض جودك كل الجود يغترفُ
أن تقبلونا ففي الدارين فرحتنا
أو ترفضونا فأنتم خير من لطفوا
———————————————————
الشاعر الشهيد علي فايز ( أبو طيبة )