الشاعر محمد السويدي
شَرِبْتُ هواكَ يا ميمَ الملاذَاتِ
ويا حاءً هي المعنى لِحاءاتي
ويا دالٌ لها تَشْتاقُ أدعيَتي
وتحبوْ نحوَهَا حبواً نِداءاتي
فإن غِيضَ المعينُ وجفتِ الدُنيا
تفيضُ يداكَ شيخي بالكراماتِ
أتُصغِ إليَّ والآثام تلبَسُني؟
وقد شحُبَتْ ملامحُ شكلِها ذاتي
فذا قلمُ السَماحِ بكفِّكمْ شيخي
متى تكتبْ بهِ عفواً لزلاتي
فأنتَ الرحمةُ المهداةُ في زمَنٍ
بهِ شُحٌ زماناً دونَ رَحماتِ
وجدْتُ الناسَ لا إيمانَ يسكنُهُمْ
فهم زيغٌ وإنَّكَ كُلُّ إثباتِ
فصارَ الناسُ فرعوناً وهاماناً
وأنتَ أتيتهمْ نورا بآياتِ
وأنتَ النورُ ما التمسوكَ عن عَمَهٍ
قد التمسوا لهمْ أشباهَ أمواتِ
فكيفَ أصوغُ شعراً دونَ ذِكْرِكُمُ
وذِكْرُكَ سيدي تَسْبيحُ أبياتي
فَدَيْتُ الحسنَ لا شرقاً ولا غرباً
رأى حُسناً كحُسنِكَ لا السماواتِ
فكمْ ألقاكَ في رَسمي وفي خزفي
جميلٌ أنتَ أجملَ كلَّ لوحاتي
فان أشقى أُعمِّقُ لونَ صورتِكم
فتشرح أنتَ صدري بالمسرَّاتِ
وإن هجراً طغى في لوحتي مِنُكم
اصبُّ بها دموعي وابتهالاتي
محبَّتُكمْ إمامي قد أتتْ فَرْضٌ
فقدْ فرُضتْ مودتُكُمْ بآياتِ
فإن قلباً خلتْ مِنهُ محبَّتُكُمْ
فذاكَ القلبُ قلباً دونَ نبْضَاتِ
أيا غوثاً لَهُ الاغواثُ خادمةٌ
أغثْ خَدَمَ الهوى يا خير ساداتي