عبد السلام حسين المحمدي
دعـني أتيـهُ بغربتي وهـيـــامي
فالقلبُ قلبي والسـهام سـِـهامي
ياصاحبي طِـفْ بي منازلَ أحمدٍ
نطوي الزمان بوقعـه المترامي
إنـّي رأيت اللـــه أســــبغ نعمة ً
للعالمين بغـــايـــــة الاكــــــرام ِ
ليبث في رحم الوجود مواهـــباً
تلد الهدى في ظلمـة الارحـــام ِ
حتى إذا إنبلج الصباح تـفـتّحـتْ
عينُ الوجود بوجهها البسـّـــام ِ
ألـَقٌ يفيض بـنوره متجسـِّـــــداً
وبشــــائرٌ مرفوعـة الاعــــلام ِ
هــو رحمة وهـدايــة ومحبـَّــة ٌ
هــو رقـَّة ببريقهــــا المتسامي
ومحمد أصل العلـــوم لانــَّـــــه
لوحُ الالــــه ومحـبـر الاقــــلام ِ
ما إنْ تلفـَّتَ عاشــقٌ حتى يــرا
ه ُحـقـيـقـة ً لا رؤية الاحـــــلام ِ
لولاه ما فاح الاريج بروضــــة ٍ
والاقحــوان مـُفـتـّح الاكـمــــام ِ
لولاه ما صدحتْ قريحة شـاعر ٍ
رغـم الطـغـــاةِ ولومة اللــوام ِ
وبذكره رئة الزمان تـنـفـّســتْ
لـتـنـث َّ عطراً طـِّيـبَ الانســـام ِ
طافت به الافلاك وأنجذبت لـــه
كالـواحة الخـضراء في الآكــام ِ
ولأهـل طـيـبة في العراق منازلٌ
فـهـم التقـاة وعترة الاســـــلام ِ
وهم الشموس على البرية كلها
وعميدُهم ذاك الفتى الصمصام ِ
فهجرتُ رَكبي والتحقتُ بركبهم
ونصبت في أرض الفلاة خيامي
ماذا أقـــــول وأيَّ شئ ٍ أبـتـدي
وَهَجُ النـوى لايسعـفـنّ مرامي
فعبارة ترنو بصوت حروفـــها
وعبـــارة أخرى بغـيـر كـــــلام ِ
اُيني وأيـنـك ياحـبـيـبُ وأينـنــا
لم يـبـقَ إلا ّ مهجتي وحُطامــي
لم يـبـقَ إلا ّ أن أجـَنَّ بـحـبـِّــــه
أو أن يطول على الديـار مُقامي
فهــو الكتاب بنوره وســطوره
وهـو المحمَّـدُ ماحِقُ الاوهــــام ِ
وبشاشــة لمّا تـعتـَّقَ خمرُهــــا
بكؤوسـهـا دارت على الايــــام ِ
وكأنـّما نبضُ الدفوفِ ووقعُـهـا
نغمُ المفـوَّهِ في صدى الانغـــام ِ
وتتيه في حبّ الحبيب كأنــّهـــا
موجٌ يضـارع وجهتي وغرامي
ومحمدٌ قـلْ ما تشـاء بوصفــــه
روح القلوب ومنبــع الالهــــام ِ