أدب الصحابة مع النبي صلى الله تعالى عليه وسلم
كان من توقير الصحابة رضي الله عنهم للنبي صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم وتعظيمهم له : أنهم يلتزمون الأدب بحضرته ، ولا يتكلمون أو يفعلون الفعل إلا بإذنه ، ومن أمثلة ذلك :
قال البراء بن عازب رضي الله عنه يصف حضورهم جنازة يجهز لحدها : فانتهينا إلى القبر ولما يلحد ، فجلس رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم وجلسنا حوله وكأن على رؤوسنا الطير . لم تكن سكينتهم تلك حال حضور الجنازة فحسب ، أو لمكان القبر من القلب ؛ إذ كان ذلك حالهم حتى في مجلسهم معه أثناء تحديثهم وتعليمهم أمور دينهم , قال أسامة بن شريك رضي الله عنه : كنا عند النبي صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم كأن على رؤوسنا الرَخَم ، ما يتكلم منا متكلم إذ جاءه ناس من الأعراب ، فقالوا : يا رسول الله أفتنا في كذا ، أفتنا في كذا .
بلغ من أدب الصحابة رضي الله عنهم مع النبي عليه الصلاة والسلام أنهم يقرعون بابه إن أرادوه بالأظافر .
أنهم رضي الله عنهم ما كانوا يرفعون أصواتهم بحضرته عليه الصلاة والسلام ، ومن كان جهوري الصوت منهم جاهد نفسه على خفض صوته بعد نزول آية الحجرات : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ } قال ابن الزبير : فما كان عمر يسمع رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم بعد هذه الآية حتى يستفهمه خشية حبوط العمل .
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم افتقد ثابت بن قيس ، فقال رجل : يا رسول الله أنا أعلم لك علمه ، فأتاه فوجده جالساً في بيته منكساً رأسه ، فقال له : ما شأنك ؟ فقال : شرٌ كان يرفع صوته فوق صوت النبي صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم ، فقد حبط عمله وهو من أهل النار ، فأتى الرجل النبي صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم فأخبره أنه قال كذا وكذا ، فرجع إليه المرة الآخرة ببشارة عظيمة ، فقال : اذهب إليه ، فقل له : ( إنك لست من أهل النار ، ولكنك من أهل الجنة ) .
عدم إفشاء سر الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم
كان حذيفة رضي الله عنه صاحب سر رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم قال له « يوماً إني مسراً إليك سراً فلا تذكرنه إني نهيت أن أصلي على فلان وفلان » وعد جماعة من المنافقين ولما انتقل رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه في خلافته إذا مات الرجل ممن يظن أنه من أولئك أخذ بيد حذيفة فناداه إلى الصلاة عليه ، فإن مشى معه حذيفة صلى عليه عمر وإن انتزع يده من يده ترك الصلاة عليه .
عن عائشة رضي اللَّه عنها قالت : أقبلت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشي النبيِّ صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم ، فقال النبي صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم : ( مرحباً بِابْنَتِي ) ، ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله ثم أسر إليها حديثاً فبكت ، فقلت لها : لم تبكين ؟ ثم أسر إليها حديثاً فضحكت ، فقلت : ما رأيت كاليوم فرحاً أَقرب من حزنٍ ، فسألتها عما قال ، فقالت : ما كنت لأفشي سرَّ رسول اللَّه صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم حتى قُبِضَ النَّبي صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم فسألتُها ، فقالت : أَسرَّ إليَّ إن جبريل كان يعارضني القرآن كل سنة مرة وإنه عارضني العام مرتين ولا أراه إلا حضر أجلي وإنك أول أهل بيتي لحاقاً بِي ، فبكيت ، فقال : أَما ترضين أَن تكوني سيدة نساء أَهل الجنة أو نساء المؤمنين ، فَضَحِكْتُ لذلك .
عن يحيى بن الجزَّار قال : دخل ناس من أصحاب رسول اللَّه صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم على أم سلمة ، فقالوا : يا أم المؤمنين حدثينا عن سر رسول اللَّه صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم قالت : كان سره وعلانيته سواء ، ثم ندمت ، فقلت : أَفْشَيْتُ سر رسول اللَّه صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم قالت : فلما دخل أَخبرته ، فقال : أَحْسَنْتِ .
ومن الذين اشتهروا بأمانة سر رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم عبد الله بن مسعود الذي أسلم قبل دخول رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم دار الأرقم ، وشهد بدراً وأحُداً والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم ، وهاجر الهجرتين ، وكان صاحب سر رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم ، وسواكه ، ونعله ، وطهوره .
عن أنس بن مالك قال : كان أول ما أوصاني به رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم أن قال : « يا بني ، اكتم سري تك مؤمناً » ، فكانت أمي وأزواج النبي صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم يسألنني عن سر رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم فلا أخبرهم به ، وما أنا بمخبر سر رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم أحداً أبداً .
عن أنس يحدّث ثابتاً ، قال : « كنت أخدم رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم فخدمته ذات يوم ، فلما فرغت من خدمتي ورجعت أريد أمي ، رأيت صبياناً يلعبون ، فقمت أنظر إلى لعبهم ، فانتهى إليهم رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم ، فسلم عليهم ، ثم دعاني فبعثني في حاجة له ، وجلس في فيء حتى أتيته ، فاحتبست عن أمي عن الوقت الذي كنت آتيها فيها » فقالت : أي بني ، ما حبسك ؟ فأخبرتها ، فقالت : فما هذا الذي بعثك ؟ فقلت : « يا أمه ، إنه سر رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم » فقالت : يا بني ، فاحفظ على رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم سره ، « فما أخبرت به أحداً من الناس ولو كنت مخبراً به أحداً أخبرتك به يا ثابت » .
عن أَيوب بن بُشَيْر عن فلان العنزي قال : قلت : يا أَبا ذر إني سائلك عن بعض أَمر رسول اللَّه صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم قال : إن كان سرّاً من سر رسول اللَّه صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم لم أحدثك ، قلت : ليس بسرٍّ ولكن كان إذا لقي الرجل يأخذ بيده يصافحه ، قال : على الخبير سقَطْتَّ ، لم يَلْقَني قَطُّ إلا أَخذ بيدي غير مرة واحدة وكانت تلك آخرهن ، أَرسل إلي فأتيته في مرضه الذي تُوفِّي فيه ، فوجدته مضطجعاً فأَكببتُ عليه ، فرفع يده فالتزمني .
وهكذا يجب أن يكون المريد حافظاً لسر شيخه ، وإذا أسره بشيء يجب ألا يحدث به أحداً من الناس حتى لو كان من المقربين ، لأن الشيخ لو أراد أن يذيع السر لقاله للجميع ولم يخص به ذلك المريد ، أو يختص به أكثر من واحد ، وسواء كان هذا السر سر عمل أو سر طريقة أو سر يتعلق به أو بغيره من المريدين أو الخلفاء ، ومن فشى سر شيخه فسوف لا يأتمنه على سر بعدئذ .
التضحية بالنفس والقرابة من أجل رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم
من شدة محبتهم رضي الله عنهم للرسول الأعظم صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم ، فإنهم قدّموه على أنفسهم وآبائهم وأمهاتهم وأزواجهم وأولادهم ، ومن أمثلة ذلك :
كان أبو طالب إذا أخذ الناس مضاجعهم أمر رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم فأتى فراشه , حتى يراه من أراد به مكراً أو غائلة فإذا نام الناس أخذ أحد بنيه أو إخوانه أو بني عمه , فاضطجع على فراش رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم , وأمر رسول الله أن يأتي بعض فرشهم فيرقد عليها .
هذا أبو دجانة رضي الله عنه في غزوة أحد ، السهام تصوّب ناحية النبي صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم من كل مكان ، فيأتي أبو دجانة ويؤثر رسول الله ويحتضنه لينقذه من السهام ، يقول أبو بكر رضي الله عنه نظرت إلى ظهر أبو دجانة فهي كالقنفذ من كثرة السهام ، هو مجروح وما زال يؤثر النبي صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم على نفسه ، ويحدثنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن وفاته فقال : قمت من جوف الليل ، وأنا مع رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم في غزوة تبوك ، فرأيت شعلة من نار في ناحية العسكر ، فاتبعتها أنظر إليها ، فإذا رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم وأبو بكر وعمر ، وإذا عبد الله ذو البجادين المزني قد مات ، وإذا هم قد حفروا له ، ورسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم في حضرته ، وأبو بكر وعمر يدليانه إليه ، وهو يقول : « أدنيا إليَّ أخاكما » فدلّياه إليه ، فلما هيأه بشقه ، قال : « اللهم إني أمسيت راضياً عنه ، فارض عنه » قال ( الراوي عن ابن مسعود ) : قال عبد الله بن مسعود : يا ليتني كنت صاحب الحفرة . وإنما سمي ذا البجادين ؛ لأنه كان ينازع إلى الإسلام فيمنعه قومه من ذلك يضيقون عليه حتى تركوه في بجاد ليس عليه غيره , فهرب منهم إلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم , فلما كان قريباً منه ، شق بجاده باثنين ، فاتزر بواحد واشتمل بالآخر ، ثم أتى رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم ، فقيل له : ذو البجادين ، لذلك .
كان أبو طلحة الأنصاري رضي الله عنه رجلاً رامياً شديد النزع كسر في أحد قوسين أو ثلاثاً وكان الرجل يمر معه بجعبة من النبل فيقول النبي صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم : ( انثرها لأبي طلحة ) ، ويشرف النبي صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم ينظر إلى القوم وأبو طلحة يحميه ويدرأ عنه المشركين بالنبال ، فيقول أبو طلحة : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، لا تشرف يصيبك سهم من سهام القوم ، نحري دون نحرك .
هذا أنس بن النضر رضي الله عنه يسمع في غزوة أحد أن رسول الله قد مات ، وأن رسول الله قد قتل ، فيمر على قوم من المسلمين قد ألقوا السلاح من أيديهم ، فيقول لهم : ما بالكم قد ألقيتم السلاح ؟! فقالوا : قتل رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم ، فقال أنس : فما تصنعون بالحياة بعد رسول الله ؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم واندفع أنس بن النضر في صفوف القتال ، فلقي سعد بن معاذ ، فقال أنس : يا سعد والله إني لأجد ريح الجنة دون أحد ، وانطلق في صفوف القتال فقاتل حتى قتل ، وما عرفته إلا أخته ببنانه ، وبه بضع وثمانون ما بين طعنة برمح وضربة بسيف ورمية بسهم .
وللصحابيات الأخريات رضي الله عنهن حظهن من محبة النبي صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم ، وتقديمه على الآباء والأزواج والأبناء والإخوان ؛ كما فعلت إحدى الأنصاريات لما قتل أقرب الناس إليها في أحد فما سألت إلا عن النبي صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم ، قال أنس : لما كان يوم أحد حاص أهل المدينة حيصة قالوا : قتل محمد حتى كثرت الصوارخ في ناحية المدينة فخرجت امرأة من الأنصار متحزمة فاستُقبلِت بابنها وأبيها وزوجها وأخيها لا أدري أيهم استقبلت به أول ، فلما مرت على آخرهم قالت : من هذا ؟ قالوا : أبوك أخوك زوجك ابنك ، وهي تقول : ما فعل رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم ؟ فيقولون : أمامك ، حتى دفعت إلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم فأخذت بناحية ثوبه ثم قالت : بأبي أنت وأمي يا رسول الله لا أبالي إذ سلمت من عطب .
تعظيم الرسول صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم وحب ما يحب
تعظيم رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم وتوقيره كان حالا يسري بين جنبات الصحابة الكرام رضوان الله عليهم ، وآثار هذا التعظيم كانت تتجلى في طاعتهم المطلقة لكل ما يأمر به أو ينهى عنه صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم ، وكانت تتجلى في محبتهم له وإيثارهم إياه صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم على أنفسهم وأموالهم ، والمرآة التي كانت تنعكس فيها آثار ذلك التعظيم والتقديس هو الآداب الجمّة التي لم تعهد من قبل ، فكان أحدهم يجد في نفسه حاجة ملحة للتأدب مع الحضرة المحمدية المطهرة بطريقة تلقائية لا يستطيع معها أن يتمالك نفسه ..
إن دار أبو أيوب الأنصاري أول دار يسكنها الرسول الكريم صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم ، ولقد آثر الرسول صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم أن ينـزل في دورها الأول.. ولكن ما كاد أبو أيوب يصعد إلى غرفته في الدور العلوي حتى أخذته الرجفة ، ولم يستطع أن يتصوّر نفسه قائماً أو نائماً في مكان أعلى من المكان الذي يقوم فيه رسول الله وينام..!! وراح يلح على النبي صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم ويرجوه أن ينتقل إلى طابق الدور الأعلى فاستجاب النبي صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم لرجائه..
وهذا العمل أصبح من الآداب العامة ، إذ لا يجوز أن تقف أو تجلس أو تنام أعلى ممن تحترمه وتحبه سواء كان أب أو رجل صالح ، فكيف برسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم أو المشايخ الكرام قدست أسرارهم ، وفي الخبر أن رجلا من الصالحين سئل : كيف بر ابنك بك ؟ فقال : إذا مشيت في النهار مشى خلفي ، وإذا مشيت في الليل مشى أمامي ، ولا يرقى على سطح أنا تحته .
عن جابر بن عبد الله قال : لما قدم جعفر بن أبي طالب من أرض الحبشة تلقاه رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم ، فلما نظر جعفر إلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم حجل ، قال : يعني يمشي على رجل واحدة إعظاماً منه لرسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم ، فقبّل رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم بين عينيه .
ومن توقير الصحابة لرسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم وتعظيمهم له ، ما أخرجه الترمذي عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم كان يخرج على أصحابه من المهاجرين والأنصار وهم جلوس ، فيهم أبو بكر وعمر رضي الله عنهما فلا يرفع أحد منهم إليه بصره إلاّ أبو بكر وعمر فإنهما كانا ينظران إليه وينظر إليهما ، ويبتسمان إليه ويبتسم إليهما . وهذا أدب من آداب المريدين مع الشيخ إذ لا يستطيعون أن يحدوا النظر إليه مهابة منه .
عن أسامة بن شريك رضي الله عنه قال : كنا جلوساً عند النبي صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم كأنما على رؤوسنا الطير ، ما يتكلم منا متكلم إذ جاءه ناس فقالوا : من أحب عباد الله إلى الله تعالى ؟ قال « أحسنهم خلقاً » ، فأنت ترى أن الصحابة يهابون أن يسألوا رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم ، فكانوا ينتظرون أن يأتي أعرابي فيسأل : فيُسَرّون بذلك .
عن أنس رضي الله عنه : أن خياطاً دعا رسول اللَّه صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم فَقرَّب إليه خبزاً من شعير ومَرَقاً فيه دُبَّاء وقديد ، قال أنس : فرأيت رسول اللَّه صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم يَتتبَّع الدُّبَّاء من حوالَي الصَّحْفَة ، فلم أَزل أحب الدُّبَّاء من يومئذ .
عن جابر بن عبد لله رضي الله عنه حين سمع النبي صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم يقول عن الخل : « إن الخل نعم الأدم هو » قال جابر : فما زلت أحب الخل منذ سمعتها من نبي الله . صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم ..