هل حقا ما يقال ان المرء بين شيخين كالمرأة بين رجلين و لماذا ؟
ما الخطأ ان يتعلم المرء من اكثر من مصدر ؟! أفيدوني افادكم الله ؟
الجواب :
هذه المقولة هي للتعبير عن رأي بعض مشايخ الطرق الصوفية في شروط السير والسلوك في الطريق إلى الله تعالى ، وصيغتها من باب التشبيه فقط . والمقولة صحيحة وقد وردت على لسان عدد من المشايخ منهم الشيخ الأكبر ابن عربي قدس الله سره في الفتوحات المكية ج2 ص 366.
ولتوضيحها نقول : ان الصوفية لا يمنعون اخذ العلوم العقلية من أي عدد من العلماء او المذاهب فكلها عندهم اجتهادات تستند إلى المصادر الشرعية المعروفة ، ولكن في مجال علم القلوب وطب النفوس فينبغي على المريد ان يلتزم بصحبة شيخ واحد وذلك لأن الشيخ للمريد كالطبيب للمريض ، وكما لا يصح اخذ أدواية مختلفة من عدد من الأطباء كذلك لا يصح تربية النفس في اكثر من منهج صوفي تربوي وان صح الجميع .
ولهذا قال الشيخ اكبر ابن عربي قدس الله سره : ( الأصل أنه كما لم يكن وجود العالم بين إلهين ولا مكلف بين رسولين مختلفي الشرائع ولا امرأة بين زوجين , كذلك لا يكون المريد بين شيخين إذا كان مريد تربية , فإن كان صحبة بلا تربية فلا يبالي بصحبة الشيوخ كلهم لأنه ليس تحت حكمهم, وهذه الصحبة تسمي صحبة البركة غير أنه لا يجيء منه رجل في طريق الله فالحرمة أصل الفلاح ) .