السائل : مرتضى عبد الباقي
البلد : العراق
السؤال :
الورود العامة والورود الخاصة والتي تؤدى بعد كل صلاة ، الى اي حديث استندتم عليه من أحاديث الرسول محمد صلى الله تعالى عليه وسلم حيث ان ذلك لم يذكر في السنة النبوية وقد قال النبي محمد ( من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد) وفي حديث اخر( ان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار).؟
الجواب :
قبل الإجابة عليه نود أن نصحح لفظة ( الورد ) الواردة في سؤاله لان الورود جمع وردة والصواب أوراد ، فهو جمع ورد ، والعبارة الصحيحة هي ( الأوراد العامة والأوراد اليومية ) وليس (الورود العامة والورود الخاصة ) ، وما يؤدى بعد الصلاة هو بعض الأوراد اليومية فقط .
ومعنى الأوراد هو صيغ من التسابيح والأذكار يرددها العبد في الليل والنهار تكون بمثابة المورد له في ساحة الرحمن يبتغي منها القرب والرضوان ، ويؤدي بها أكثر من مائة امر الهي بذكره تعالى آناء الليل وأطراف والنهار .
واما بخصوص المصدر لهذه الأوراد والأعداد ودليل مشروعيتها فنرجو التلطف بالانتقال إلى الرابط ادناه :
سؤال حول ( النظام العددي في الأذكار والأوراد )
واما فيما يتعلق في الحديثين الشريفين فنقول : قال الحافظ ابن رجب الحنبلي في كتاب جامع العلوم والحكم : « المراد بالبدعة ما أحدث مما لا أصل له في الشريعة يدل عليه وأما ما كان له أصل من الشرع يدل عليه فليس ببدعة شرعا وإن كان بدعة لغة »(1). وذكر الحافظ ان المحدثات اذا كانت تستند إلى قواعد الأصول أو مردود إليها فليس ببدعة ولا ضلالة ، وقد اشار إلى قول عمر في التراويح والتي لم تكن على زمن رسول الله وأذان الجمعة الذي زاده عثمان لحاجة الناس إليه واستمر عمل المسلمين عليه (2).
ولو تمعنت جيدا في كل الأوراد والأذكار لما وجدت فيها لفظ او صيغة مما لم يذكر في القرآن الكريم او السنة المطهرة تصريحا او تلويحا .
ان البدعة الموصوفة بالضلالة هي تلك التي تتطاول على ثوابت الدين وفرائضه وواجباته زيادة او نقصا او تحريفا ، واما فيما يتعلق بفضائل الأعمال والآداب والأذكار وسائر فرعيات الدين فلا علاقة لها بمضمون الحديث المذكور .
الهوامش:
[1] – محمد شمس الحق – عون المعبود – دار الكتب العلمية – بيروت – ط2 – 1415 هـ – ج: 12 ص: 235.
[2] – محمد شمس الحق – عون المعبود – دار الكتب العلمية – بيروت – ط2 – 1415 هـ – ج: 12 ص: 235.