السيد الحسيب والشريف النسيب ذو الكرامات الباهرة والفيوضات الطاهرة والقدر الشامخ العارف الرباني والهيكل الصمداني والقنديل النوراني منبع دائرة الولاية محي السنة والدين جامع الأسرار والمعاني شيخ الإنس والجان منبع العلم والعرفان .
اسمه
السيد عبد الكريم بن السيد حسين بن السيد حسن بن السيد عبد الكريم بن السيد إسماعيل الولياني بن السيد محمد النودهي بن بابا علي الوندرينة بن السيد بابا رسول الكبير بن السيد عبد السيد بن السيد عبد الرسول بن السيد قلندر بن السيد عبد السيد بن السيد عيسى الأحدب بن السيد حسين بن السيد با يزيد بن السيد عبد الكريم الأول بن السيد عيسى البر زنجي بن السيد بابا علي الهمداني بن السيد يوسف الهمداني بن السيد محمد المنصور بن السيد عبد العزيز بن السيد عبد الله بن السيد إسماعيل المحدث بن الإمام موسى الكاظم بن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام علي زين العابدين بن الإمام الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وسيدة نساء العالمين البتول الطاهرة فاطمة الزهراء ﷺ بنت الحبيب المصطفىﷺ .
لقبه
شاه الكسنزان : وتعني (سلطان الغيب) .
ولادته
ولد السيد الشيخ قدس الله سره العزيز في عام (1235هـ) في قرية كسنزان التابعة لناحية (قره داغ) في محافظة السليمانية .
طريقته
الطريقة العلية القادرية، أخذها من يد خاله السيد الشيخ عبد القادر قازان قاية وسميت بعد ذلك بالكسنزانية نسبة إليه .
بداياته
ظهرت بداية سلوكه ومجاهداته في شبابه حيث اعتكف بخلوة في جبل (سه ركرمة) اختفى عن أنظار الناس ولم يعلم احد مكانه طيلة مكوثه في خلوته مدة أربع سنوات وكان يقتات من ورق النباتات وقطع الطين النقية جالسا نهاره يذكر الله عز وجل قائما ليله وجل القلب، راكعا ساجدا متقربا إلى ربه .
ولقد أميط اللثام عن السر المكتوم، سر اختفاء هذا الغوث الذي اعتقد كل الناس آنذاك بأنه قد مات ولكن لله في خلقه شؤون حيث انعم الله عز وجل على أخيه برؤية عرف منها مكان اختفائه وخلوته، فنهض الأخ مسرعا متلهفا لرؤيته إلى أن انتهى إليه فعجب من حاله وسأله عن طعامه طيلة هذه المدة فناوله قس الله سره العزيز قطعة من الطين الأحمر مخلوطة بقطع من ورق الأشجار فأشار إليه أن يأكلها فما أن أكلها حتى أحس بحلاوة ولذة ما بعدهما شيء وبقى مدة أسبوعين مكتفيا من الأكل لا يشعر بجوع ورمق .
كراماته
وللشيخ قدس الله سره العزيز كرامات باهرة لا يمكن حصرها نقتبس منها مايلي:
وقع قحط شديد في إحدى السنين وكان الناس يتضورون جوعا، فذهب الشيخ قدس الله سره ومعه ابن أخته إلى قرية مجاورة ليشتري حاجته من الشعير .
فقال له ابن أخته : يا خالي لا شك انك من أقطاب دهرك فلم لا تطلب من الله أن يغنينا ويعطينا مالا في هذه السنة التي يموت فيها الناس من الجوع ؟
فلما سمع الشيخ كلامه أشار بعصاه إلى حجر كبير في الطريق فانشق الحجر وخرجت منه مجموعة من الليرات الذهبية .
فقال ابن أخته : كفانا يا خالي لقد أصبحنا أغنياء .
عندئذ ضحك الشيخ وأشار ثانية إلى الحجر فاختفت الليرات الذهبية .
وقال: ( يابني ، تكفينا حقة من الشعير ولا يكفينا الذهب فانه لأهله وطلابه ) .
وفي احد المرات توجه الشيخ قدس الله سره إلى برزنجة لزيارة أجداده وعند مشارفها استقبله عدد كبير من أهلها بما فيهم العلماء ورجال الدين فقال احد العلماء الحاضرين في نفسه: كيف يكون شيخا مثل الشيخ عبد الكريم قدس سره وهو بلا لحية ؟
وما انتهى الشيخ من زيارة الأضرحة وهو محاط بعدد من المريدين والزوار توجه بنظره إلى ذلك العالم .
وقال له : ( يا ملا إن اللحية ليست هي اصل العبادات وعمدتها بل العبادة في إخلاص النية لله عز وجل والعمل والتقوى والجهاد في سبيل الله عز وجل ) .
وكان عند الشيخ قدس الله سره درويش زاهد فطلب من الشيخ ان يرى حضرة الرسول ﷺ في المنام لأنه في غاية التشوق لرؤيته فقال له الشيخ : (إن الوصول إلى حضرة المصطفىﷺ ليس بيسير ) فطلب منه ان يذهب معه إلى كهف في الجبل فلما دخلا الى الكهف رأى هذا الدرويش الكهف مليئا بالمال والذهب .
فقال الشيخقدس الله سره له : ( اعلم انك فقير فخذ من هذا المال وأصلح به شانك وتنجو من الفقر ) .
فقال الدرويش: إني اشتغل بالتصوف ومجاهدة النفس مدة عشرين عاما فلم أبدل الآخرة بالدنيا وأرضى بالفقر ولا اطلب الغنى .
فقال له الشيخ قدس الله سره : ( نجحت في الامتحان فنم هذه الليلة فتتشرف بحضور سيد الكائنات ﷺ ) .
فلما بات الدرويش ليلته حتى تشرف برؤية الرسول الأعظمﷺ فيقول له: ادن مني انتخبك ابني كريم لزيارتي .
وفاته
انتقل الشيخ عبد الكريم الكسنزان قدس الله سره إلى عالم الشهود والحق سنة (1317 هـ) ومقامه في (كربجنة) بشمال العراق .
المصدر : الشيخ محمد الكسنزان – كتاب الطريقة القادرية الكسنزانية – ص341 .