سر الأسرار ، ومشرق الأنوار ، المهندس في الغيوب اللاهوتية ، أنموذج الواقع ، شخص الإطلاق المنطبع في مرايا الأنفس والآفاق ، سر الأنبياء والمرسلين ، سيد الأوصياء والصديقين ، الصورة الإلهية ، مادة العلوم الغير المتناهية ، الظاهر البرهان الباطن بالقدر والشان ، بسملة كتاب الموجود ، حقيقة النقطة البائية المتحقق بالمراتب الإنسانية ، حيدر آجام الإبداع ، الكرار في معارك الاختراع ، السر الجلي والنجم الثاقب وأمام الأئمة .
اسمـه
علي بن ابي طالب عبد مناف بن عبد المطلب .
لقبـه
له الكثير من الألقاب منها : أسد الله ، باب مدينة العلم ، الكرار ، وحيدرة ، والمرتضى ، وداح باب خيبر ، ذو الفقار .
كنيته
( أبا الحسن ) و ( أبا الحسين ) و ( أبا الحسنين ) و ( أبا تراب ) .
ولادته
ولد سنة 23 قبل الهجرة . أولاده
الحسن ، الحسين ، زينب الكبرى ، ام كلثوم الكبرى ( أمهم سيدتنا فاطمة الزهراء البتول ).
محمد الأكبر ابن الحنفية ( أمه خولة ) .
عبيد الله ، وابو بكر ( أمهما ليلى ) .
العباس الأكبر ، وعثمان ، وجعفر الأكبر وعبدالله ( أمهم أم البنين ) .
محمد الأصغر ( أمه أم ولد ) .
يحيى وعون ( أمهما أسماء بنت عميس ) .
عمر الأكبر ورقية ( امهما الصهباء ) .
محمد الأوسط ( أمه أمامة ) .
أم الحسن ورملة الكبرى ( أمهما أم سعيد ) .
أم هانىء ، ميمونة ، زينب الصغرى ، رملة الصغرى ، ام كلثوم الصغرى ، فاطمة ، امامة ، خديجة ، ام الكرام ، ام سلمة ، ام جعفر ، جمانة ، نفيسة ، وابنة لم تسم (امها محياة ) .
صفاته
قال ضرار بن ضمرة : كان كرم الله وجهه ، يقول فصلاً ويحكم عدلاً ، يتفجر العلم من جوانبه ، وينطق بالحكمة من نواحيه ، يستوحش من الدنيا وزهرتها ، ويستأنس بالليل وظلمته ، كان والله غزير الدمعة ، طويل الفكرة ، يقلب كفه ويخاطب نفسه ، يعجبه من اللباس ما خشن ، ومن الطعام ما جَشُبَ ،كان والله كأحدنا يجيبنا إذا سألناه ، ويبتدئنا إذا أتيناه ، ويأتينا إذا دعوناه ، ونحن والله مع تقريبه لنا وقربه منا لانكلمه لهيبته ، ولا نبتديه لعظمته ، فإن تبسم فعن ثغرٍ مثل اللؤلؤ المنظوم ، يعظم أهل الدين ، ويحب المساكين ، لايطمع القوي في باطله ولاييأس الضعيف من عدله ، وقد أرضى الليل سُجوفه وغارب نجومه ، وقد مثل في محرابه قابظاً على لحيته يتململ تململ السليم ، ويبكي بكاء الحزين .
هو يقول : يادنيا يادنيا أبي تعرضت أم لي تشوقت ؟
هيهات هيهات غُري غيري ، قد بتَـتُّكِ ثلاثاً لارجعة لي فيك ، فعمرك قصير ، وعيشك حقير ، وخطرك كبير . آه من قلة الزاد وبُعد السفر ، ووحشة الطريق .
مسكنه
مكة ثم المدينة ثم الكوفة .
حياته
هو سيد القوم ، محب المشهود ، ومحبوب المعبود ، باب مدينة العلم والعلوم ، ورأس المخاطبات ، ومستنبط الأشارات ، وراية المهتدين ، ونور المطيعين ، وولي المتقين ، وأمام العادلين ، اقدمهم إجابة وإيماناً واقومهم قضية وايقاناًواعظمهم حلماً ، واوفرهم علماً ، علي بن ابي طالب كرم الله وجهه قدوة المتقين ، وزين العارفين ، المنبىء عن حقائق التوحيد ، المشير إلى لوامع علم التفريد ، صاحب القلب العقول واللسان السؤول والأذن الواعي ، والعهد الوافي ، فقاء عيون الفتن ووقي من فنون المحن ، فدفع الناكثين ووضع القاسطين ، ودمغ المارقين ، الأخيشن في دين الله ، الممسوس في ذات الله .
وعنه قال : انطلقت أنا والنبي ﷺ حتى أتينا الكعبة .
فقال لي رسول الله ﷺ : أجلس ، وصعد على منكبي .
فذهبت لأنهض به فرآى مني ضعفاً فنـزل وجلس لي ﷺ.
وقال لي : ( أصعد على منكبي ) .
فصعدت على منكبيه ﷺ .
قال : فنهض بي فإنه ليخيل إلي أني لو شئت لنلت أفق السماء ، حتى صعدت على البيت وعليه تمثال صفر أو نحاس ، فجعلت أزاوله عن يمينه وعن شماله ومن بين يديه ومن خلفه حتى استمكنت منه .
قال لي رسول الله ﷺ : ( أقذف به ، فقذفت به ، فتكسر كما تتكسر القوارير ) .
قال عنه رسول الله ﷺ في يوم خيبر : ( لأعطين هذه الراية غداً رجلاً يفتح الله عليه ، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ) .
كراماته
ويروى ان واحد من محبيه سرق وكان عبداً اسود فأتى به إلى الإمام علي كرم الله وجهه فقال له : أَسرقت ؟
قال : نعم . فقطع يده ، فانصرف من عنده ، فلقيه سلمان الفارسي وابن الكواء .
فقال ابن الكواء : من قطع يدك .
قال : امير المؤمنين ويعسوب المسلمين وختن الرسول وزوج البتول .
فقال : قطع يدك وتمدحه
فقال : ولم لا امدحه وقد قطع يدي بحق وقد خلصني من النار فسمع سلمان ذلك فاخبر به علياً فدعا الأسود ووضع يده على ساعده وغطاه بمنديل ودعا بدعوات فسمعنا صوتاً من السماء ارفع الرداء عن اليد فرفعناه فإذا اليد قد برأت بأذن الله وجميل صنعه .
وأخرج الملأ في سيرته انهكرم الله وجهه ارسل أبا ذر ينادي علياً فرأى رحى تطحن في بيته وليس معها أحد فأخبر النبي ﷺ ذلك .
فقال : ( يا أبا ذر أما علمت ان لله ملائكة سياحين في الارض قد وكلوا بمعاونة آل محمد ﷺ .
يروى ان في غزوة خيبر بمنـزل الصهباء وضع النبي ﷺ رأسه المبارك على ركبة الإمام علي كرم الله وجهه للاستراحة فاعتراه الوحي الالهي فامتد الوحي إلى ان غربت الشمس ، وكان الإمام غير مصل صلاة العصر ، فأحس النبي ﷺ اسفاً على فوات العصر .
فقال له : أصليت العصر ؟
قال : لا
فدعا ﷺ قائلاً : ( اللهم أنه كان في طاعتك وطاعة رسولك فأردد عليه الشمس).
فأستجيبت دعوة رسول الله ﷺ فردت الشمس من مغربها وارتفعت وصلى الإمام العصر أداء لا قضاء .
ونقل ايضاً : ان الإمام عليكرم الله وجهه عند سفره لصفين عطش جيشه لفقد الماء ، فألتمسوا الماء فلم يجدوا له أثراً وكان هناك ديرٌ فيه راهب ، فسألوه الماء فأمتنع
فقال : الماء قريب منكم .
فشكوا عطشهم للامامكرم الله وجهه ففاض بحر غيرته فأمرهم ان يحفروا بموضع أشار إليه فأخذوا بالحفر فخرجت صخرة عظيمة فعجز الجيش عن قلعها ، فأخبر بالأمر ، فترجل عن فرسه ومد يده تحت الصخرة ، فبأدنى إشارة قلع الصخرة العظيمة بأذن الله تعالى ، فسال من تحتها ماء عذب فرات ، فأكتفى الجيش شرباً ووضوءاً ثم وضع الصخرة مكانها . فلما شاهد الراهب هذا الامر الغريب أتى نحو الإمام وأسلم ولحق بأهل الهدى .
كتبـه
نهج البلاغة – جنة الأسماء – الحرز – خطبة البيان – فصل الخطاب – مفتاح النجاة في الأدعية .
انتقاله
انتقل إلى عالم الشهود والحق شهيداً في ليلة الجمعة من السابع عشر من رمضان سنة 40 هجرية وهو ابن 63سنة .
المصادر :
– جمهرة الأولياء – ج2 – ص32 .
– صفة الصفوة – ج1 – ص162 – 166 .
– جامع كرامات الأولياء – ج1 – ص92 – 93 .
– حلية الأولياء – ج1 – ص61- 62 .
– هدية العارفين – ج5 – ص667 .