بسم الله الرحمن الرحيم
الَّلهُمَّ صَلِّ عَلى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ الوَصفِ وَٱلوَحْيِ وَالرِّسَالَةِ وَالحِكْمَةِ وَعَلى آلِهِ وَصَحبِهِ وَسَلِّمْ تَسليماً
إعداد علاء الكاتب
اجتمع لها من الشرف ما لم ولن يجتمع لأحدٍ من النساء ، أبوها النبي (صلى الله تعالى عليه وسلم)، وزوجها علي وما أدراك ما علي ، وهي أم الحسنين عليهما السلام ، سيدة نساء العالمين سيدة نساء أهل الجنة ، أشبه الناس برسول الله (صلى الله تعالى عليه وسلم) التي كانت إذا دخلت عليه (صلى الله تعالى عليه وسلم)قام إليها فقبَّلها وأجلسها في مجلسه ، فيا محب قم فتوضأ وصلي على الحبيب (صلى الله تعالى عليه وسلم)قبل أن تقرأ عنها . سماها النبي (صلى الله تعالى عليه وسلم) ( فاطمة ) بإلهام من الله سبحانه وتعالى ؛ لأن الله فطمها عن النار ، فقد روى الديلمي عن أبي هريرة والحاكم عن علي كرم الله وجهه أنه قال : إنما سُميت فاطمة لأن الله فطمها وحجبها عن النار واشتقاقها من الفَطْم وهو القطع ، كما قال ابن دريد ، ومنه فُطِمَ الصبيُّ إذا قُطِعَ عنه اللبن ، ويقال : لأفطمنك عن كذا : أي لأمنعك عنه . ولقبت سيدتنا فاطمة بعدة ألقاب نذكر منها : ( المباركة ) و ( الزكية ) و ( الصديقة ) و ( الراضية ) و ( المرضية ) و ( المحدّثة ) و ( الزهراء ) و ( الطاهرة ) و ( الصادقة ) و ( الحوراء ) و ( ومريم الكبرى ) و ( أم الحسنين ) و ( البتول ) وكان يطلق عليها أم النبي أو أم أبيها (عليها السلام))([1]). سميت بالزهراء ؛ لأنها زهرةُ المصطفى (صلى الله تعالى عليه وسلم)، وقيل لأنها كانت بيضاء اللون ، مشربة بحمرة زهرية ، إذ كانت العرب تسمي المشرب بالحمرة بالأزهر ، ومؤنثه الزهراء . وعن الإمام جعفر بن علي عليهما السلام عن أبيه قال : سألت أبا عبد الله عن فاطمة ، لم سميت بالزهراء ؟ فقال : لأنها كانت إذا قامت في محرابها يزهر نورها لأهل السماء كما يزهر نور الكوكب لأهل الأرض . ( قال الراوي لما أراد الله عز وجل أن يظهر نور سيدة النساء البضعة الزهراء أم الأئمة النجباء السيدة التقية الصفية الصائمة المتصدقة الوفية الراضية المرضية الحوراء الإنسية والطاهرة المهدية التحفة الهدية من الحضرة القدسية إلى خير البرية العالمة الفاخرة سيدة نساء أهل الدنيا والآخرة الكريمة الأنساب الشريفة الاحساب طاهرة الميلاد بإجماع أهل السداد التي من نورها تلألأت الشمس والقمر بنت خير البشر (صلى الله تعالى عليه وسلم)، أم الأئمة الغرر الحالية بجواهر في أعلام مراتب الكلام على النساء والرجال وفي شأنها الناظم قال :
ست النساء درة الفخر التي ظهرت
من ظهر خير البرايا خاتم الرسل
شمس التقى عرش أفق الفخر فاطمة
عرس الوصي أمير المؤمنين علي
المذكورة بالإحسان ، الممدوحة في القرآن ، النورية بالشهادة ، السماوية بالعبادة ، العذراء بالولادة ، سيدة النسوان وحبيبة حبيب الرحمن وفيها الشاعر يقول :
خجلاً من نور بهجتها
تتوارى الشمس بالشفق
وحياء من شمائلها
يتغطى الغصن بالورق
بنت خير الأنبياء (صلى الله تعالى عليه وسلم)، سيدة النساء ، المخصوصة بالكساء ريحانة الرسول الأمين (صلى الله تعالى عليه وسلم)، أم الأئمة الميامين ، السيدة السنية والشمس المضيئة ، قرة عين الرسول الطاهرة ، المطهرة البتول ، الشريفة الكريمة ، الدرة اليتيمة ، درة صدف المفاخر والمآثر ، التي أنارت السموات من نورها وابتهج الكون بظهورها ، البضعة النبوية السلالة المصطفوية ، آية التطهير على عصمتها ، المخبرة سورة هل أتى عن صدق طويتها ، واسطة العقدين ، سيدة نساء الثقلين أم الحسن والحسين عليهما السلام الصادقة بلا مين ، غرة النبوة وزهرة فؤاد شفيع الأمة ، وارثة سيدة الأنبياء راحة روح المصطفى (صلى الله تعالى عليه وسلم)، صاحبة شجرة طوبى ومن انزله الله في شأنها هَلْ أَتَى ، بنت النبي (صلى الله تعالى عليه وسلم) الوصي ، جدها الخليل عليه السلام وخادمها جبرائيل ، أم السبطين ، الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء صلوات الله عليها وآلها وذلك في يوم العشرين من جمادي الثاني الذي ظهر فضله في كل قاص وداني ، وكان في باطن علمه تعالى أنها تخرج من ذات الكرم والعفاف والمروءة والإنصاف خديجة الكبرى عليها السلام )([2]).
صلوا على سيدة النساء
بنت النبي فاطم الزهراء
شمس التقى والفخر والبهاء
اشرف أهل الأرض والسماء
الصفوة الطاهرة الحوراء
البضعة العالمة العذراء
كنز الوفاء والصون والحياء
بحر الندى شمس سما العلاء
خير النسا نيرة النساء
عفيفة الذيل عن الخناء ([3]).
فَاطِمَةُ بِضْعَةٌ مِنِّي :
قال الباحث محمود شلبي : ( لو رُكبت عقول الخلق أجمعين في عقل واحد ، فكانت عقلي ، ما استطعت أن اكتب عن الزهراء ، ولكن أحاول إشارة لا عبارة ، لماذا ؟ !! الجواب إنها أشبه الناس بأبيها ، مشيتها ، حديثها ، بلاغتها ، التفاتتها ، هيئتها . فما معنى هذا ؟ معناه قضية كبرى ، أن موجتها هي موجة أبيها ، من أبوها ؟ هل تعرفه ، هل سمعت عنه ، ومن في الأرض أو في السماء لا يعرفه إنه محمد (صلى الله تعالى عليه وسلم)، مَن محمد ، يا دمع تكلم !! خاتم النبيين وسيد المرسلين أفضل الخلق أجمعين (صلى الله تعالى عليه وسلم). أرقى كائن ، كان أو يكون ، ذلكم أبوها ، ومِن موجه كانت ، فكيف كانت ، أجاب أبوها فاطمة بضعة مني فهل فهمت الإشارة ، فاطمة موجة مني ، فلما تخلَّقَت وخرجت إلى الدنيا ، جاءت صورتها على صورة أبيها وأشبهته في كل شيء ، هل فهمت ؟ ما لك لا تفهم ؟ ومن هنا كانت أحب الناس إليه ، لأن موجها من موجه ، نورها من نوره ، ومن هنا كذلك كان مَن آذاها فقد آذاني لأن فاطمة مرآة أبيها ، لأن موجها من موجه ، ومن هنا كذلك كان إن الله ليرضى لرضاكِ ويغضب لغضبكِ لأنها بضعة منه ، موجة من موجه (صلى الله تعالى عليه وسلم))([4]).
حبيبة رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم :
( حين ولدت السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام جاءت صورة مصغرة من أبيها (صلى الله تعالى عليه وسلم)، وإلى هذا الإشارة في قوله (صلى الله تعالى عليه وسلم): فاطمة بضعة مني ورثت عن أبيها صورته وورثت عن أبيها من صفاته ، فاجتمع لها الجمال من طرفيه ، وهذا أقصى مراتب الجمال ، وهذا هو سر حبّ أبيها لها ، لأن الأنبياء إذا أحبوا ، أحبوا لله ، وإذا أبغضوا ، أبغضوا لله .
سُئلت السيدة عائشة رضي الله عنها : أي الناس كان أحبُ إلى رسول الله (صلى الله تعالى عليه وسلم)؟ قالت : ( فاطمة ) قيل : ومن الرجال ، قالت : ( زوجها ) إن كان ما علمتُ صواماً قواماً .
ففاطمة أحب الناس إلى رسول الله (صلى الله تعالى عليه وسلم)، لماذا هذا ؟؟ الجواب على المستوى اللائق بالأنبياء ، فكيف وهو سيد الأنبياء ؟ الجواب لأنها أشبه الناس به ظاهراً وباطناً ، أي أقرب الناس إلى صفاته العليا ، ليست مثله سواء بسواء ، لأنه لا مِثل له قط ، ولكن أقرب الناس إلى صفاته ، هذا هو سرّ حبه الشديد لها ، لأن الأنبياء يحبون ما هو أعلى ، فكلما كان المرء أعلى كان أحب أليهم ، وكلما كان أسفل كان ابغض إليهم ، هذا هو ناموس حب الأنبياء ، وهو نفس الناموس الذي أراد رسول الله (صلى الله تعالى عليه وسلم)أن يرفع مستوى حبّنا إليه (صلى الله تعالى عليه وسلم)، فكان توجيهه لنا : وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره المرء لا يكرهه إلا لله ، أو كما قال هو الناموس الذي أحبّ على أساسه أحد الأنبياء اسمه يعقوب أحد بنيه أكثر من أخوته واسمه يوسف عليهما السلام : إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ ([5]) . في منطقهم ، لماذا يحب هذا اليوسف أكثر منا جميعاً ، وما هو إلا جثة مثلنا يأكل مما نأكل منه ويشرب مما نشرب ؟ جهلوا السر ، والسر أن صفات يوسف أعلى من صفاتهم التي هي أدنى ، صفات يوسف صفات نبي فهو أعلى وأعلى ، ولا يفهم النبي إلا نبي مثله ففهمها يعقوب وأحبّ يوسف لهذا ، وجهلها هؤلاء ، وقد أثبتت الحوادث بعد ذلك وعلى مدى أربعين سنة ، ما هي صفات يوسف ؟ وما هي صفاتهم ؟ كل تصرفات يوسف كانت من الأفق الأعلى وكل تصرفاتهم كانت من الأفق الأدنى ونطقوا بها قَالُواْ تَاللّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ ([6]) آثره بالنبوة لما علم منه من صفات عليا اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ([7]) هذه مقاييس حب الأنبياء ، فحب حضرة النبي الأعظم (صلى الله تعالى عليه وسلم)لابنته الصغرى فاطمة عليها السلام مصدره أن صفاتها أعلى فكانت أحبّ إليه .. قال الإمام علي كرم الله وجهه ( يا رسول الله : أيما أحبّ أليك أنا أم فاطمة ؟ قال (صلى الله تعالى عليه وسلم) فاطمة أحبُّ أليَّ منكَ وأنت اعزُّ عليّ منها ، حُكم مُحكَم ، نطق به من لا ينطق عن الهوى ، وإياك إياك ، أن يسوِّل لك وهمك ، إن النبي (صلى الله تعالى عليه وسلم) يجيب متأثراً بعاطفة الأبوة نحو بنته ، كلا ثم كلا ، إن الأنبياء لا هوى لهم وإنما هو يقرر حقيقة مجردة ( فاطمة .. أحبّ .. أليَّ .. منك ؟ ) لأن صفاتها أعلى صفات ، فهي اقرب الصفات إلى صفاتي !! كما أحب يعقوب ، يوسفَ لأن صفاته أعلى . أحبّ سيدنا محمد (صلى الله تعالى عليه وسلم)فاطمة لأن صفاتها أعلى ، إن حب الأنبياء منزه عن العواطف الدنيا ، وعن الهوى ، فليعلم الذين لا يفقهون حين يحاولون تبرير حب النبي (صلى الله تعالى عليه وسلم) لبنته فاطمة تبريراً عقلياً ويقولون أن هذا بحُكم عاطفة الأبوة نحو الابنة الأصغر ، وحاشاهم سادتي أنبياء الله عما يظنون بهم وعما يتوهمون . عن ابن جريج قال لي غير واحد كانت فاطمة اصغر بنات النبي (صلى الله تعالى عليه وسلم) وأحبهن إليه ، لماذا ؟ لان صفاتها أعلى ، فإن قيل : ألسن كلهن بناته ؟ قلنا : أو ليس كل أبناء يعقوب أولاده ، ولكن يختص برحمته من يشاء ، فسرّ الحب هو أن صفاتها أعلى ، وسر هذا الامتياز هو أنها جاءت صورة من أبيها ، وسر هذه الصورة أن صفاتها الباطنة من صفات أبيها وسر اختصاصها بذلك ، أن الله أعدها لينبثق عنها الريحانتان الحسن والحسين فتنتقل صفات النبي العليا أليهما فتتوزع بينهما عليهما السلام إِنَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ هُمَا رَيْحَانَتَايَ مِنْ الدُّنْيَا ([8]) وهذا هو ميراثها ، أشرف وأعلى ميراث ، أن يرثا من صفات النبي (صلى الله تعالى عليه وسلم)العليا بل أعلى الأعالي .
عن السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام إنها أتت بالحسن والحسين إلى رسول الله (صلى الله تعالى عليه وسلم) في شكواه التي انتقل بها إلى الرفيق الأعلى ، فقال : يا رسول الله ، هذان ابناكَ ، فورِّثهما شيئاً ، فقال (صلى الله تعالى عليه وسلم) أما حسنٌ فله هيبتي وسُؤدَدِي ، وأما حسينٌ فله جَرأتي وجُودي الله أكبر ، صلى الله عليك يا أبا الحسنين ، هذا هو الميراث ، ميراث الصفات العليا وهو أعلى ميراث ، وهو ما يورِّثه الأنبياء ، أما الدنيا ، فإنهم لا يورثون درهماً ولا ديناراً نحن معاشر الأنبياء لا نُورث ما تركناه صدقة سبحانك ما أعظم هذا !! ثم نعود فنبدأ ونعيد ، إن حبّ النبي (صلى الله تعالى عليه وسلم) لفاطمة مصدره ، علمه ، بأن صفاتها أعلى وإنها أشبه الناس به ، فهي أحب إليه لأنهم أقربهم إلى صفاته العليا ، سجَّلت هذا الأحاديث الصحاح : عن انس بن مالك قال : ( لم يكُن أحدٌ أشبهَ برسول الله (صلى الله تعالى عليه وسلم) مِن الحسنِ بن علي وفاطمة صلوات الله عليهم أجمعين )([9]) بل ما هو أوضح من ذلك تسجله أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت : ( ما رأيتُ أحداً أشبهَ سَمتاً ودلاّ برسول الله (صلى الله تعالى عليه وسلم) في قيامها وقعودها من فاطمة بنت رسول (صلى الله تعالى عليه وسلم). وقالت : وكانت إذا دخلت على رسول الله (صلى الله تعالى عليه وسلم) قام إليها فقَبلها وأجلسها في مجلسه .. وكان النبي (صلى الله تعالى عليه وسلم) إذا دخل عليها قامت من مجلسها فقبلته وأجلسته في مجلسها )([10]) سَمْتاً ودَلاَّ وهدياً ، أي صورة وطريقة ، وإيماناً عملياً ، فماذا يبقى من الصفات العليا ، بعد هاتيك الجميلات الساميات الزهراوات ؟! مِن هنا أحبَّها ، لا لأنها ابنته من صُلبه وكفى ، ولكن لأنها مجمع الصفات العليا التي هي صفاته ، ومرآة صفاته الحُسنى التي تلألأت فيها ، حتى المِشية كانت مشيته (صلى الله تعالى عليه وسلم). عن عائشة قالت : ( اجتمع نساءُ النبي (صلى الله تعالى عليه وسلم)فلم يُغادر منهن امرأة ، فجاءت فاطمةُ تمشي كأن مِشيتَها مِشيَةُ رسول الله (صلى الله تعالى عليه وسلم)فقال (صلى الله تعالى عليه وسلم): مرحباً بابنتي ، فأجلسها عن يمينه أو عن شماله ، ثم إنه أسر إليها حديثاً فبكت فاطمة ، ثم إنه سارّها فضحكت أيضاً )([11]) كأنَّ مشيتها مشية رسول الله (صلى الله تعالى عليه وسلم) تمشي عليها السلام كما كان يمشي (صلى الله تعالى عليه وسلم) وهذا الشبه حتى في المشية ، هو الصورة الظاهرة للشبه في الصفات الباطنة الصفات العليا .. وإنه لأمر عظيم ، ومشهد بلغ من الجمال مبلغاً ليس كمثله جمال مشهد ، وكانت إذا دخلت على رسول الله (صلى الله تعالى عليه وسلم) قام إليها فقَبلها وأجلسها في مجلسه ؟!! من القائم هذا ؟!! إنه أحب الخلق إلى الله ، ولمن يقوم ؟!! إنها أحبّ الناس إليه ، مشهد نبوي رفيع .. رفيع .. رفيع ، إذا أقبلت قام إليها ، وقيام النبي شيء عظيم ، ليس ذاك وحده ، ولكن .. فقبّلها ؟!! وقُبلةُ النبي (صلى الله تعالى عليه وسلم)، بحرٌ لا يتناهى من أعلى أعالي العواطف الغوالي ، حين قبَّلها تدفق الروح والنور إلى قلبها ، فارتفعت في لحظة ما لم يرتفعه الخلق كلهم في قرون ! ثم يكرمها إكراماً فوق إكرام ، وإنه لرسول كريم ، وأجلسها في مجلسه ! هنيئاً لكِ يا سيدة نساء العالمين ، إكرام أبيك سيد العالمين (صلى الله تعالى عليه وسلم)، هذا هو الشق الأول من المشهد الكريم ، أما الثاني : فأنها عليها السلام كانت تبادله (صلى الله تعالى عليه وسلم) نفس المعاملة العليا ( وكان النبي (صلى الله تعالى عليه وسلم) إذا دخل عليها قامت من مجلسها فقبلته وأجلسته في مجلسها ) وما لها ألا تفعل وقد رأت أباها هكذا بها يفعل ؟ نفس الأسلوب ونفس المشهد سواء بسواء ( ما رأيتُ أحداً أشبهَ سَمتاً ودلاّ برسول الله (صلى الله تعالى عليه وسلم) في قيامها وقعودها من فاطمة بنت رسول (صلى الله تعالى عليه وسلم)) في قيامها وقعودها ، نعم ، نعم ، كما قام لها حين أقبلت عليه ، قامت له حين اقبل عليها ، وكما قبَّلها حين أقبلت عليه ، قبَّلته حين أقبل عليها ، وكما أجلسها في مجلسه ، أجلسته في مجلسها ، ما هذا ؟!! إنه رسول الله (صلى الله تعالى عليه وسلم)، وإنها بنت رسول الله (صلى الله تعالى عليه وسلم)، أشبه الناس به في كل شيء ، فَاطِمَةُ بِضْعَةٌ مِنِّي ([12]).
___________
الهوامش :
[1] – العلامة عبد الرءوف المناوي – إتحاف السائل بما لفاطمة من المناقب ص 24 .
[2] – الشيخ محمد أبو عزيز الخطى – مولد الصديقة فاطمة الزهراء ص 13 – 14 .
[3] – الشيخ محمد أبو عزيز الخطى – مولد الصديقة فاطمة الزهراء ص 30 .
[4] – محمود شلبي – حياة فاطمة عليها السلام ص 19 – 21 .
[5] – يوسف 8 .
[6] – يوسف 91 .
[7] – الأنعام 124 .
[8] – سنن الترمذي ج 21 ص 240 .
[9] – أخرجه الإمام احمد .
[10] – أخرجه الترمذي .
[11] – أخرجه الإمام مسلم .
[12] – محمود شلبي – حياة فاطمة ص 69 – 82 .