اعتاد الناس على تسمية كل أمر خارق بالسحر ونسبه إلى أعمال شيطانية ، والواقع أن السحر نوعان :
الأول : هو الألعاب البهلوانية ممثلة بالحيل والخداع البصري كالذي يقوم به أصحاب السيرك ، وهذا النوع من السحر لا يمكن وصفه بالخارق لأنه أصلاً لم يخرق الطبيعة ، بل اعتمد فيه على قواعد فيزيائية وكيميائية وخفة يد لخداع البصر وعوامل مساعدة أخرى ، هذا لا يمت إلى الخوارق بصلة من قريب أو بعيد .
الثاني : هو ما يعتمد على تعاويذ شيطانية وهذا بكل قوته وتأثيره لا يتجاوز الوسوسة الشديدة في صدور الناس ، وهو يعتمد على التخويف والترهيب ، يقول تعــالى : ( سَحَروا أَعْيُنَ النّــاسِ واسْــتَرْهَــبوهُم )(1) ، وهو لا يجاوز كونه خيالاً لقوله تعـالى : ( يُخَـيَّلُ إِلَيْـهِ مِنْ سِـحْرِهِمْ )(2) ، فلا يعد من الخوارق للطبيعة لأنه ليس شيئاً حسياً ملموساً .
وأما فعاليات الدروشة فلا تعتمد على أي شيء من وسائل الخفة ، ويمكن لأي واحد أن يــتأكد مــن ذلك بنفــسه ، أما بأن يضرب الدرويش بيده أو أن ينـزع الآلة الجارحة من جسم الدرويش أو بأي وسيلة علمية يراها مناسبة ، علماً أن صور الأشعة التي قام بإجرائها عدد كبير من العلماء والباحثين أثبتت للجميع أن الحراب تخترق الأكباد وأن الخناجر تدخل في الرؤوس حقاً وحقيقةً .
الهوامش :
[1] الأعراف : 116 .
[2] طه : 66 .
المصدر:
السيد الشيخ محمد الكسنزان – موسوعة الكسنزان فيما اصطلح عليه اهل التصوف والعرفان – ج7 مادة(خ ر ق) .