الشيخ : هو وكيل الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم ، ووكيل القرآن الكريم ، ووكيل الشريعة والطريقة ، وهو معنى خلافة الله في الأرض .
الشيخ : هو يمثل الشريعة والطريقة في توجيه وتسيير المريدين إلى الله تعالى .
الشيخ بين المريدين كالنبي بين أصحابه أو الشيخ في قلوب المريدين كالنبي صلى الله تعالى عليه وسلم في قلوب الصحابة .
الشيخ : هو الأب الروحي للمريد .
واجبات الشيخ في الطريقة
واجب الشيخ مع المريد هو تنوير طرق الله تعالى له ، ومن ثم إمداده بالقوة الروحية التي تعينه على العلم والعمل في ذلك الطريق .
الشيخ : خادم الطريقة ، خادم الفقراء ، وهي خدمة تتمثل بإعانة المريد للوصول إلى الله تعالى .
إن مثل الشيخ في خدمته للمريد كمثل من يرى مسافر في الصحراء يريد الحج وزيارة الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم ، فيمده بما يحتاج إلى الزاد والماء والراحلة والمال والهداية . فالشيخ يخدم المريد ، لأنه مسافر إلى الله ، إلى الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم ، إلى القرآن ، إلى المشايخ .
كلام الشيخ
ينبغي على المريد أن يعتقد أنه : إذا قال الشيخ قال الله ( هذا بالوكالة طبعاً ) .
رؤيا الشيخ بدل الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم
جاء دراويش الشيخ عبد الكريم الكسنـزان قدس سره فقالوا له : يا شيخ ، نحن نتوسل وندعوا كي نرى الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم في المنام ، وفي كل مرة نراك ولا نراه .
فقال حضرته : من يرى الشيخ فكأنما رأى الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم .
اختصاص كل شيخ برائحة خاصة
إن كل شيخ له رائحة خاصة مميزة ، والمريد الواعي الذي يجتاز التجربة الروحية يستشعر رائحة شيخه إذا حضر روحياً بقربه ، ويميزها من روائح بقية المشايخ حين يحضرون .
ثمرة المشايخ
لكل شيء ثمرة ، وثمرة الشيخ الدراويش .
روحانية الشيخ وكونه حاضراً وناضراً
سألوا شاه الكسنـزان قدس سره ، فقالوا : هل يحضر الشيخ عند المريد حتى في النوم ويكون معينه إذا أراد أن يتحرك ؟ هل هذا صحيح ؟
فقال : إن الشيخ أكبر من ذلك ، فالشيخ الحقيقي هو الذي تمتد روحانيته مع روح المريد حتى يكون حاضراً معه في كل لمحة ونفس .
اختيار الشيخ لطريقة خاصة
كل غوث عندما يصل ويصبح شيخاً فإنه يختار طريقاً خاصاً يوصل من خلاله المريدين إلى الله تعالى .
الشيخ في قومه كالنبي في أمته
في هذا البحث الموجز سنحاول تسليط النور على المعاني والدلالات الروحية لعبارة طالما ترددت على ألسنة مشايخ الطريقة ( قدست أسرارهم ) وهي قولهم : ( الشيخ في قومه كالنبي في أمته ) . وقولهم ( الشيخ بين مريديه كالنبي في أمته ) :
ماذا تعني هذه الكلمة ؟ وهل تجوز في الشريعة الإسلامية ؟ و ما أصلها الروحي عند الصوفية ؟ وماذا يترتب عليها من آداب اتجاه الشيخ ؟ وكل ما يتعلق بهذه الكلمة المباركة مما يتناسب ومقامها عند أهل الطريقة . والله ولي التوفيق .
ما معنى هذه الكلمة الطيبة ؟
إن هذه الكلمة تعني أن الشيخ مثل النبي صلى الله تعالى عليه وسلم في كل شيء إلا النبوة ، لأنه نائبه ووكيله والوكيل كالأصيل ، أي أنه مثله ولكن بما يتناسب ومرتبة الولاية التي اختص بها .
يقول الشيخ عبد الوهاب الشعراني : « الأشياخ ورثته صلى الله تعالى عليه وسلم في مقام الأدب معهم ، وإن تفاوت المقام »(1) .
– فكما أن النبي داع إلى الله بإذنه ، فكذلك الشيخ ولكنه داع إلى الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم الداعي إلى الله تعالى .
– وكما أن النبي الواسطة بين الخلق والحق ، فكذلك الشيخ ، لكنه واسطة بين المريد والرسول صلى الله تعالى عليه وسلم .
– وكما أن النبي يدعو بالحكمة التي هي المعجزة ، فكذلك الشيخ يدعو بالحكمة ولكنها الكرامة .
– وكما أن النبي معصوم في أقواله وأفعاله وأحواله ، فكذلك الشيخ ولكنه محفوظ في ذلك .
– وكما أن النبي أمين الوحي ، فكذلك الشيخ ولكنه أمين الإلهام .
– وكما أن الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم لا ينطق عن الهوى ، فكذلك الشيخ ولكنه في الاقتداء به ظاهراً وباطناً .
ويلخص الشيخ عبد الوهاب الشعراني حقيقة المراد بهذه الكلمة فيقول : « إن الشيوخ ( رضي الله عنهم ) نواب الشارع صلى الله تعالى عليه وسلم في إرشاد جميع الناس ، بل هم ورثة الرسل على الحقيقة ، ورثوا علوم شرائعهم غير أنهم لا يشرعون ، فلهم حفظ الشريعة في العموم ، وما لهم التشريع ، ولهم حفظ القلوب من الميل إلى غير مرضاة الله ، ومراعاة الآداب الخاصة بأهل الحضرة الإلهية »(2) .
فهذا بعض ما تعنيه هذه الكلمة الطيبة .
التشبيه في الشريعة الإسلامية
قد يتساءل البعض عن التشبيه الوارد فيها ، فيقول :
هل يجوز أن نشبه الشيخ بالنبي ؟
وهل ورد مثل هذا التشبيه في الكتاب الكريم والسنة المطهرة ؟
فنقول نعم ، إن التشبيه جائز في شريعتنا الإسلامية ومن وجوه متعددة :
منها : تشبيه الأعلى بالأدنى .
ومنها : تشبيه الأدنى بالأعلى .
ومنها تشبيه عام .
فمن حيث الوجه الأول ورد الكثير من النصوص القرآنية والقدسية والنبوية التي تدل على مشروعية تشبيه الأعلى وجوازه ، وهو الحق تعالى بالأدنى وهو عالم الخلق ، ومنها تشبيه نوره تعالى بالمشكاة ، كما في قوله سبحانه وتعالى :{اللَّهُ نورُ السَّماواتِ والْأَرْضِ مَثَلُ نورِهِ كَمِشْكاةٍ فيها مِصْباحٌ } ( النور : 35 ) .
ومنها إطلاقه تعالى صفات متعددة على ذاته العلية لها وجه من الشبه بما هو موجود في عالم الخلق ، كقوله سبحانه وتعالى : { وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذو الْجَلالِ والْأِكْرامِ }( الرحمن : 27 ) وقوله تعالى : { يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْديهِمْ }( الفتح : 10 ) وقوله تعالى : { الرَّحْمَنُ عَلى الْعَرْشِ اسْتَوى} ( طه : 5 ) ، وغيرها من النصوص التي توحي بتشبيه الأعلى بالأدنى ، ولا شك أن هذا التشبيه لا يعني المرتبة الفرق التام بين الخالق والمخلوق ، فلا وجهه تعالى ولا يده ولا استواءه كوجوه الخلق أو أيديهم أو استوائهم ، وقد تكلم العلماء بالتفصيل في بيان المراد بهذا التشبيه مما لا يتسع هذا البحث لذكره ، وما يهمنا هو أنه تعالى أطلق على نفسه صفات تشبه الصفات التي عند خلقه ، وهو ما يعني جواز تشبيه الأعلى نفسه بالأدنى .
ومن النصوص القدسية الدالة على جواز هذا النوع من التشبيه ما رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم أنه قال : إن الله تعالى قال : {من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب اليّ عبدي بشيء أحب اليّ مما افترضته عليه ، وما زال عبدي يتقرب اليّ بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها }(3) .
وهنا يشبه الحق تعالى نفسه بسمع العبد وبصره ويده ورجله ، بحسب علمه تعالى بحقيقة هذا التشبيه .
ومن النصوص النبوية الشريفة قوله صلى الله تعالى عليه وسلم :
إن الله عز وجل يقول يوم القيامة :
يا ابن آدم ، مرضت فلم تعدني .
قال : يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين ؟
قال : أما علمت ان عبدي فلان مرض فلم تعده ، أما علمت إنك لو عدته لوجدتني عنده .
يا ابن آدم ، استطعمتك فلم تطعمني .
قال : يا رب ، كيف أطعمك وأنت رب العالمين .
قال : أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه ، أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي .
يا ابن آدم استسقيتك فلم تسقني .
قال : يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين .
قال : استسقاك عبدي فلان فلم تسقه ، أما إنك لو سقيته وجدت ذلك
عندي (4) .
وهو نص صريح بجواز تشبيه الحق تعالى نفسه بصفات خلقه من حيث علمه تعالى بحقيقة ذلك التشبيه .
وأما الأدلة التي تنص على جواز تشبيه الأدنى بالأعلى ، فمنها : قوله تعالى :{ إِنَّ الَّذينَ يُبايِعونَكَ إِنَّما يُبايِعونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْديهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيؤْتيهِ أَجْراً عَظيماً } ( الفتح : 10 ) ، فقوله تعالى :{ إِنَّما يُبايِعونَ اللَّهَ }تشبيه منه تعالى لحضرة الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم بذاته العلية ، وهي تعني ( كأنما تبايعون الله ) ، وإنما شبهه تعالى بذاته العلية في هذا المقام لكونه صلى الله تعالى عليه وسلم « قد فنى تماماً عن ذاته وصفاته وأفعاله ، في ذات الله وصفاته وأفعاله ، بحيث لم يبق منه اسم ولا رسم ،كما يقولون ، ولا أثر ولا عين ولا أين ، فكان ناطقاً بنطق الحق لا بنطق البشرية .
ومنها قوله تعالى : { وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمى } ( الأنفال : 17 ) « وكأنه صلى الله تعالى عليه وسلم لم يكن حاضراً في ساحة المعركة ، ولم يرم .
ومنها قوله تعالى :{ قُلْ يا عِبادِيَ الَّذينَ أَسْرَفوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنوبَ جَميعاً }( الزمر : 53 ) ، لم يقل له : ( قل لعبادي ) ، ولم يقل : ( قل يا عباد الله ) إذ هم في الحقيقة عباد الله » ، وذلك لأن شأنه صلى الله تعالى عليه وسلم هو شأن الله ، وأمره أمر الله ، ومراده هو مراد الله ، وكلامه هو كلام الله ، وسمعه هو سمع الله ، وبصره هو بصر الله ، ويده يد الله ، ورجله رجل الله ، فهو ليس له من نفسه شيء ، بل هو دائماً في حالة الجمع ، بل في حالة جمع الجمع ، بلا حلول ولا اتحاد ، حاشا لله الخالق المتعالي وحاشا لرسوله المخلوق المتعشق والمجبول في عين العبودية الكاملة الشاملة لله … [فـقوله] صلى الله تعالى عليه وسلم هو قول الله بالأصالة من أمر أزلي منذ خلقه من نوره ، وخلق الأكوان والأفلاك والأملاك والخلائق من نور حبيبه صلى الله تعالى عليه وسلم .
ومن حيث التشبيه العام ورد الكثير من النصوص الدالة على جوازه ، ومنها قوله
تعالى : { مُحَمَّدٌ رَسولُ اللَّهِ والَّذينَ مَعَهُ أَشِدّاءُ عَلى الْكُفّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ إلى قوله تعالى : ذَلِكَ مَثَلُهُمْ في التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ في الْأِنْجيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ }( الفتح : 29 ) الآية . فشبه الصحابة الكرام بالزرع …
ومنها قوله صلى الله تعالى عليه وسلم : { أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم }(5) .
ومنها قوله صلى الله تعالى عليه وسلم : {مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى }(6) .
ومنها قوله صلى الله تعالى عليه وسلم : { مثل ما بعثني الله به من العلم والهدى كمثل الغيث الكثير الذي أصاب أرضاً …}(7) الحديث .
فعموم النصوص الوارد الآنفة الذكر وخصوصها يؤكد على قطيعة الجواز بالتشبيه على اختلاف صوره ، ومن هنا ذهب المشايخ الكرام إلى القول بتشبيههم في أقوامهم بالأنبياء ، ونود ان نعطر هذه الأدلة بمسك الحديث النبوي الشريف الذي يصرح بجواز تشبيه العلماء العارفين بالأنبياء ( عليهم السلام ) ، وهو قوله صلى الله تعالى عليه وسلم : {علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل }(8) ، ومن في مرتبة العلم مثل مشايخ الطريقة ( قدس الله أسرارهم ) الذين جمعوا بالوهب الإلهي العلمين الظاهري والروحي ؟
فإذا كانت كلمة ( العالم ) تقال لأهل العلم الكسبي ، فالمشايخ ( علماء العلماء ) ، لأنهم جمعوا العلم الكسبي مع العلم اللدني الوهبي ، فهم العلماء على التحقيق ، وهم في مريديهم وأقوامهم كالأنبياء في أممهم .
الأصل الروحي لهذه الكلمة الطيبة
إن الأصل الروحي الذي استنبطت منه هذه الكلمة المباركة يرجع إلى باب مدينة العلم المحمدي حضرة الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وطبيعة العلاقة الروحية التي تربطه بحضرة الرسول الأعظم سيدنا محمد صلى الله تعالى عليه وسلم .
فمن الثابت تاريخياً عند الجميع نقول : إن حضرة الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم كان قد اختص الإمام علي كرم الله وجهه من بين صحبه الكرام بأبواب من علومه الروحية القلبية الخاصة ، التي ما كان يمكن لأحد أن يتلقاها الا بأذن الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم ، وإلى هذه العلوم واختصاص الإمام بها أشار الكثير من الأحاديث النبوية المطهرة ، ومنها قوله صلى الله تعالى عليه وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها ، فمن أراد المدينة فليأت الباب (9) .
والإمام علي كرم الله وجهه نفسه أشار إلى الكثير من أقواله إلى العلوم الخاصة التي لقنه إياها أستاذه حضرة الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم ، ومنها قوله : « إن هاهنا لعلماً جماً – وأشار إلى صدره – لو وجدت له حملة »(10) .
إن هذا الميراث الروحي للعلوم الروحية كان عبارة عن زرع الأخلاق النبوية الزكية التي هي عين أخلاق القرآن في ذات الإمام كرم الله وجهه ، فجعل ذلك فيه صفات المرشد الرباني الذي يفيد كل من يصاحبه من غزير العلم والحال المحمدي الموروث ، وينـزل على قلب المصاحب من أحواله الزكية ما يزكيه بها وينقي نفسه . ومن الأحاديث الشريفة التي تبين حالة التزكية هذه والتأثير الروحي الذي جعله حضرة الرسول الأعظم صلى الله تعالى عليه وسلم في الإمام علي كرم الله وجهه قوله : النظر إلى وجه علي عبادة (11) .
ولكي يجعل حضرة الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم المسلمين على بينة من أمر الخلافة الروحية والمرشد الرباني الذي يحكم بكتاب الله العزيز ويهديهم الى الصراط المستقيم والذي يجب أن يسلكوا على يديه ، أبلغ حضرته وقبل انتقاله صلى الله تعالى عليه وسلم إلى عالم الشهود والحق بشهرين حشد المسلمين المجتمعين عند ( غدير خُم ) بأن الإمام علي كرم الله وجهه هو مرشدهم الروحي الذي سيقوم مقامه بينهم بعد أن يتركهم . فقال صلى الله تعالى عليه وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه (12) فكان هذا تبليغ عام من حضرة الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم بولاية الإمام علي كرم الله وجهه ولاية عامة ، شاملة ، مطلقة على كل المسلمين .
هذه الولاية هي ما أشار إليه حضرة الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم يوم معركة ( تبوك ) إذ قال لحضرة الإمام علي كرم الله وجهه : أما ترضى أن تكون مني بمنـزلة هارون من موسى ، إلا أنه لا نبي بعدي (13) ، فكما كان هارون الوارث الروحي لموسى والنبي من بعده ، صار حضرة الإمام بالنسبة لحضرة الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم باستثناء خصائص الرسالة والتشريع ، وذلك لختم النبوة بسيدنا محمد صلى الله تعالى عليه وسلم .
إن هذه المرتبة جعلت الإمام علي كرم الله وجهه في قومه كالنبي صلى الله تعالى عليه وسلم في صحابته من حيث الولاية المحمدية العامة في دعوة الخلق وإرشادهم إلى الحق بالحكمة والموعظة الحسنة .
ولم يقف التبليغ النبوي المطهر على حد جعل النيابة الروحية بيد الإمام علي كرم الله وجهه وإنما أشار حضرته الى حقيقة توارث هذه النيابة – التي عرفت فيما بعد باسم ( مشيخة الطريقة ) – في أولاد الإمام وأحفاده من آل بيت النبوة الأطهار ، يقول صلى الله تعالى عليه وسلم : إني أوشك أن ادعى فأجيب ، وإني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي ، وإن اللطيف اخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظر بما تخلفوني فيهما (14) .
فما دام القرآن باقياً فإن الوارث الروحي المحمدي من آل بيت النبوة باق ، وكل واحد من هؤلاء الورثة ( المشايخ ) يقوم بين المسلمين في زمانه مقام النبي صلى الله تعالى عليه وسلم في صحابته ، لأنه حامل أنواره وأسراره وأحواله والمطبق لأقواله وأفعاله على الوجه التام . وإلى هذا أشار صلى الله تعالى عليه وسلم بقوله : حسين مني وأنا من حسين ، أحب الله من أحب حسيناً (15) . فالحسين عليه السلام وهو أحد الذرية الطاهرة يمثل حضرة الرسول محمد صلى الله تعالى عليه وسلم في زمانه ، الآخذ منه آخذ من حضرة الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم والراد عليه راد على الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم .
وكل شيخ في زمانه متشبع بالأنوار المحمدية صلى الله تعالى عليه وسلم وكأنه صورة محمدية مشعةً بالنور والبركة بإذن الله ، فيزرع نور الجانب الروحي في قلوب المريدين من الإنس والجن .
إن انتقال الأنوار المحمدية صلى الله تعالى عليه وسلم روحياً من شيخ إلى شيخ يربط اللاحق بالسابق ارتباطاً روحانياً يجعل السلسلة كلها وكأنها شيخ واحد ، وكل مريد يرتبط بأحد مشايخ السلسلة في زمنه فكأنه مرتبط بالسلسلة كلها ، وبهذا فإن مشايخ الطريقة يمثلون المسار الروحي للسيل النوراني المحمدي صلى الله تعالى عليه وسلم الذي هو القوة الروحية أو الهمة العلية ، الجامعة في ذاتها لكل الأسرار والعلوم والنفحات والقدرات التي بها يستطيع الوارث المحمدي ( الشيخ ) أن يحيي الدين في قلوب المريدين . يقول الشيخ الأكبر ابن عربي في أول الباب ( المئة والثمانين ) من الفتوحات المكية منشداً :
ما حرمة الشيخ إلا حرمة الله فقـم بهـا أدبـاً لله بالله
هم الأدلاء والقربى تؤيدهـم على الدلالة تأييداً على الله
كالأنبياء تراهـم في محاربهـم لا يسألون من الله سوى الله
ولهذا ذهب مشايخ الصوفية إلى القول بما يأتي :
يقول الإمام أبو حامد الغزالي : « الشيخ في قومه كالنبي في أمته ، ومن ليس له شيخ فالشيطان شيخه . قال أهل التحقيق : ( ومن مات بغير شيخ فقد مات ميتة الجاهلية ) ، لأنه يعلمه ويدله ويعرفه طريق الوصول إلى الله تعالى »(16) .
ويقول الشيخ أحمد الرفاعي الكبير قدس الله سره : « الشيخ في قومه كالنبي في أمته ، والشيخ سلم الفقير يصل به إلى معالي الأمور »(17)
يقول الشيخ قطب الدين الدمشقي : « قال النبي صلى الله تعالى عليه وسلم : الشيخ في قومه كالنبي في أمته و : علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل ، فكما أن الشيطان لا يمكنه التمثل بصورة النبي صلى الله تعالى عليه وسلم … فإن الشيطان لا يمكنه التصور بصورة الشيخ المتابع للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم فيبقى المريد محفوظاً »(18) .
وما قولهم بذلك إلا تلخيصاً لحقيقة علاقتين روحيتين ، البرزخ الوسط بينهما شيخ الطريقة وهما : العلاقة الروحية بين الشيخ وحضرة الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم من جهة والعلاقة الروحية بين الشيخ وقومه من جهة أخرى .
ففي العلاقة الأولى : يكون الشيخ وارثاً روحياً لأقوال الحضرة المحمدية المطهرة وأفعاله وأحواله ، فانياً في نوره صلى الله تعالى عليه وسلم .
وفي العلاقة الثانية : يكون الشيخ ولياً مرشداً مربياً مأذوناً بالدعوة والإرشاد إلى الحق والحقيقة بالحكمة والموعظة الحسنة التي نزل بها النور المحمدي صلى الله تعالى عليه وسلم ، فيكون في قومه وكأنه نسخة ثانية من حضرة الرسول الأعظم صلى الله تعالى عليه وسلم ، آمراً بأمره ناهياً بنهيه في قاله وحاله ، وفي حله وترحاله . بمعنى أنه يكون متحققاً بالمرتبة الروحية التي وهبها حضرة الرسول الأعظم صلى الله تعالى عليه وسلم للإمام علي كرم الله وجهه من كونه منه بمنـزلة هارون من موسى إلا النبوة ، وهكذا المشايخ إنهم يمثلون بين أقوامهم حضرة النبي صلى الله تعالى عليه وسلم في كل شيء إلا النبوة .
ما يترتب من الآداب على كون الشيخ في قومه كالنبي في أمته
إن مما يترتب على كون المشايخ ( قدس الله أسرارهم ) في أقوامهم كالنبي في أمته ، وكونهم الدعاة إلى الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم ، إن ما يحق على المريد من أدب اتجاه الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم هو ما يحق عليه من الأدب اتجاه شيخه ، فهو بتأدبه هذا مع الشيخ يكون متأدباً مع الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم بالوساطة .
يقول الشيخ عمر السهروردي : « فليعتبر المريد الصادق ويعلم أن الشيخ عنده تذكرة من الله ورسوله صلى الله تعالى عليه وسلم ، وإن الذي يعتمده مع الشيخ عوض ما لو كان في زمن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم واعتمده مع رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم »(19) .
ويقول الشيخ أبو النجيب ضياء الدين السهروردي : « الشيخ في قومه كالنبي في أمته … أي : يكون المريد في صحبته للشيخ كالصحابة مع النبي صلى الله تعالى عليه وسلم في تأدبهم بآداب القرآن ، قال الله تعالى : يا أَيُّها الَّذينَ آمَنوا لا تُقَدِّموا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسولِهِ ( الحجرات : 1 ) ، وقال تعالى : لا تَرْفَعوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ ( الحجرات : 2 ) وقال تعالى : لا تَجْعَلوا دُعاءَ الرَّسولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً ( النور : 63 ) .. (20).
ومما يترتب على ذلك : أن تكون طاعة المريد للشيخ طاعة كاملة في كل ما يأمره به وينهاه عنه ، كما فرض الله عز وجل على المسلمين إطاعة الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم : وَما آتاكُمُ الرَّسولُ فَخُذوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فانْتَهوا ( الحشر : 7 ) إذ إن طاعة المريد لشيخه يدعوه إلى الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم ولن يأمره إلا بما فيه خيره ومصلحته . فيكون المريد بين يدي شيخه كالميت بين يدي الغاسل يقلبه كيف يشاء ، أو كالتراب في استسلامه التام تحت الأقدام التي تدوسه ، يقول الشيخ عبد القادر الكيلاني قدس سره : « من أراد الصلاح فليصر أرضاً تحت أقدام الشيوخ »(21) .
إن سر وجوب طاعة المريد التامة لشيخه كما أطاع الصحابة رضي الله عنهم النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قبل انتقاله هو أن المريد كالمريض أمام شيخه الذي هو طبيبه ، وكذلك كان الصحابة ، والشيخ لا يأمر المريد أو ينهاه إلا بما فيه خيره وعلاجه من أمراضه الروحية بما ورثه من نور الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم ، كما كان حضرته صلى الله تعالى عليه وسلم يطيب قلوب أصحابه بما أمده الله تعالى من نوره .
إن الطاعة المفترضة هنا هي طاعة ولي الأمر الروحي للمريد وهي واجبة وجوبها للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم ، وذلك لقوله تعالى : يا أَيُّها الَّذينَ آمَنوا أَطيعوا اللَّهَ وَأَطيعوا الرَّسولَ وَأولي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ( النساء : 59 ) فمن يطع الشيخ فقد أطاع الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم و مَنْ يُطِعِ الرَّسولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ ( النساء : 80 ) ، ومن يعص الشيخ فقد عصى الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم ومن يعص الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم فقد عصى الله .
ومما يترتب على ذلك هو أن لا يشارك المريد في محبة الشيخ غيره ولا في الاستمداد منه ولا في الانقطاع إليه بقلبه ، يقول الشيخ ابن أنبوجة التيشيتي : « ويتأمل [ المريد ] ذلك في شريعة نبيه صلى الله تعالى عليه وسلم فإن من ساوى رتبة نبيه صلى الله تعالى عليه وسلم مع رتبة غيره من النبيين والمرسلين في المحبة والتعظيم والاستمداد والانقطاع إليه بالقلب والتشريع فهو عنوان على أن يموت كافراً إلا أن تدركه عناية ربانية [يسبقها] محبة إلهية ، فإذا عرفت هذا فليكن المريد مع شيخه كما هو مع نبيه في التعظيم والمحبة والاستمداد والانقطاع إليه بالقلب ، فلا يعادل به غيره في هذه الأمور ولا يشرك معه غيره »(22) .
ومن الآداب التي تترتب على المريد مع شيخه : أن لا يسأل الشيخ ويلازم السكوت ويداوم عليه ، ولا يتحدث لأحد او مع أحد ، إلا إجابة لشيخه إذا خاطبه ، اتباعاً لكون الشيخ كالنبي صلى الله تعالى عليه وسلم الذي قال : اتركوني ما تركتكم ، وإذا حدثتكم فخذوا مني فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم (23) .
وإذا سأل الشيخ المريد فعليه أن يرد بصوت واضح وخفيض على قدر ما يتطلب جواب السؤال ، تطبيقاً لقوله تعالى : { يا أَيُّها الَّذينَ آمَنوا لا تَرْفَعوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَروا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرونَ } ( الحجرات : 2 ) ، إذ يؤثّر سلباً في قلب المريد حديثه من دون إذن أو بإفراط في حضور شيخه أو رفع الصوت في مجلسه .
يقول الشيخ عمر السهروردي : « أحسن أدب المريد مع الشيخ : السكوت والخمود والجمود حتى يبادئه الشيخ بما له فيه من الصلاح قولاً وفعلاً »(24) .
ومما يترتب عليه من الآداب أن لا ينشغل بأوراده في حضرة الشيخ ، وإنما عليه أن يكون ساكناً تماماً في حضرة شيخه مقتدياً بالصحب الكرام حين كانوا يجلسون في حضرة الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم .
وغير ذلك من الآداب في حالة حضور الشيخ التي يطول شرحها ، وهناك آداب أخرى تترتب على المريد في حالة غياب الشيخ ، ومنها اعتقاده بأن شيخه معه في كل وقت ومكان ، وأنه يتصرف في كل أموره من هذا المنطلق ، فالشيخ أولى بالمريدين من أنفسهم كما { النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ} ( الأحزاب : 6 ) .
من ثمار هذا الاعتقاد
من المحال حصر الثمار الروحية لهذا الاعتقاد الذي سنه حضرة الرسول الأعظم صلى الله تعالى عليه وسلم ولكن يمكن الإشارة الى مقتطفات من أقوال المشايخ الكرام في ذلك :
يقول الشيخ أحمد الرفاعي الكبير قدس الله سره : « المشايخ عند المريدين كالقِبلة ، والنظر الى وجه الشيخ عبادة تزيد في الدين والعقل والايمان ومن البلاء أمان »(25) .
ويقول : « إن المريد ينال من الله تبارك وتعالى بقدر ما تأدب وحفظ الحرمة وراقب السر »(26) .
ويقول : « من يذكر الله تعالى بلا شيخ ، لا الله له حصل ، ولا نبيه ولا شيخه » (27)
يقول الشيخ عبد الوهاب الشعراني : « إن فائدة الشيخ انما هي اختصار الطريق للمريد ، ومن سلك من غير شيخ تاه وقطع عمره ولم يصل الى مقصوده ، لأن مثال الشيخ مثال دليل الحجاج الى مكة في الليالي المظلمة » (28) .
ويقول الشيخ تاج الدين بن زكريا العثماني : « من تكن محبته لشيخه غالبة يكن منظوراً بالنظر الإلهي بواسطة المحبة لشيخه ، لأن الله تعالى ينظر بنظر الموهبة والمحبة إلى قلوب الأولياء ، فبواسطة الاستقرار وتمكن حبه في قلب الشيخ ينـزل الله تعالى عليه آثار الرحمة والفيض الرباني متواتراً ، وقبول الشيخ علامة قبول الله تعالى ورسوله صلى الله تعالى عليه وسلم » (29) .
من خلال هذا البحث تبينت الأمور الآتية :
إن المراد بهذه الكلمة أن شيخ الطريقة في كل زمان يمثل النبي صلى الله تعالى عليه وسلم في كل شيء إلا النبوة .
التشبيه جائز في الشريعة الإسلامية سواء كان تشبيه الأعلى بالأدنى أو بالعكس . ولهذا يجوز تشبيه الشيخ بالنبي صلى الله تعالى عليه وسلم .
الأصل الروحي لهذا التشبيه عند مشايخ الطريقة هو العلاقة الروحية التي كانت بين حضرة الرسول الأعظم صلى الله تعالى عليه وسلم والإمام علي كرم الله وجهه ، فقد صرح بخلافته الروحية ، ووكالته له ونيابته عنه في أمر الولاية والدعوة والإرشاد ، وأعطاه منـزلة من نفسه مثل منـزلة هارون من موسى ، ثم توارث هذه المرتبة وخلودها إلى الذرية الطاهرة إلى يوم القيامة . فهذه المنـزلة هي مرتبة الشيخ في قومه كالنبي في أمته .
ما يترتب على هذه المرتبة الروحية عند الشيخ هو أن يكون المريد بين يديه كالميت بين يدي الغاسل يقلبه كيف يشاء ، أو كالتراب في استسلامه لكل من يدوس عليه ، بمعنى أن يحب الشيخ ويطيعه ويتأدب في حضرته المحبة والطاعة والتأدب التام الكامل ، كما كان الصحابة يفعلون مع حضرة الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم ، فهذه المحبة والطاعة والمحبة هي بمثابة المحبة والطاعة لحضرة الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم نفسه .
__________________
الهوامش :
(1) – الشيخ عبد الوهاب الشعراني – الانوار القدسية في معرفة القواعد الصوفية – ج2ص 80 .
(2) – المصدر نفسه – ج1ص173 . (3) – صحيح البخاري ج 5 ص 2384 .
(4) – صحيح مسلم ج: 4 ص: 1990 .
(5) – تحفة الأحوذي ج : 10 ص : 155 .
(6) – صحيح مسلم ج: 4 ص: 1999 .
(7) – صحيح البخاري ج: 1 ص: 42 .
(8) – فيض القدير ج: 4 ص: 384 .
(9) – المستدرك على الصحيحين ج: 3 ص: 137برقم 4637 .
(10) – انظر : الطريق الى الطريقة – ص 38 .
(11) – المعجم الكبير ج 10 ص 76 برقم 10006 .
(12) – المستدرك على الصحيحين ج: 3 ص: 419 .
(13) – صحيح مسلم ج: 4 ص: 1871 .
(14) – صحيح ابن خزيمة : ج 4 ص 62 .
(15) – المصدر نفسه ج: 15 ص: 428 .
(16) – الإمام الغزالي – سر العالمين وكشف ما في الدارين – ص 144 .
(17) – السيد محمد أبو الهدى الصيادي الرفاعي – قلادة الجواهر في ذكر الغوث الرفاعي واتباعه الأكابر – ص 165 .
(18) – الشيخ قطب الدين البكري الدمشقي – مخطوطة الرسالة المكية في الطريقة السنية – ص 81 – 82 .
(19) – الشيخ عمر السهروردي – عوارف المعارف ( ملحق بكتاب أحياء علوم الدين للغزالي ج 5 ) – ص 285 .
(20) – الشيخ ضياء الدين السهروردي – مخطوطة آداب المريدين – ص 25 .
(21) – الناشر انظر كتابنا جلاء الخاطر من كلام الشيخ عبد القادر الكيلاني – ص 8 .
(22) – الشيخ ابن انبوجة التشيتي – ميزاب الرحمة الربانية في التربية بالطريقة التيجانية – ص 48 .
(23) – سنن الترمذي ج : 5 ص : 47 برقم : 2679 .
(24) – الشيخ عمر السهروردي – عوارف المعارف ( ملحق بكتاب أحياء علوم الدين للغزالي ج 5 ) – ص 282 .
(25) – السيد محمد ابي الهدى الرفاعي – قلائد الجواهر في ذكر الغوث الرفاعي واتبــاعه الاكــــابر – ص 177 .
(26) – المصدر نفسه – ص 177 .
(27) – المصدر نفسه – ص 177 .
(28) – الشيخ عبد الوهاب الشعراني – لطائف المنن والأخلاق – ص 151 .
(29) – الشيخ تاج الدين بن زكريا العثماني – مخطوطة آداب المريدين برقم ( 13723 ) – ص 27 .
المصدر :- موسوعة الكسنزان فيما اصطلح عليه أهل التصوف والعرفان – ج12 – مادة ( ش ي خ ) .