منذ ان بدا المفكرون والفلاسفة يعيرون اهمية للدراسات النفسية فصلوا الروح عن النفس ودرسوا كل واحد منها على حدة ونسبوا اعمالا خاصة بالنفس واخرى للروح واعطوا تعريفات لكل من الروح والنفس على اساس الاختلاف بينهما ، ولما كان القران الكريم هو الفاصل الحق وجب ان نسمع ما يقول في هذا المجال قال تعالى : ( يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية)(1) فالرجوع خطاب للنفس وهو امر من الله سبحانه تعالى دل بذلك على ان النفس تخرج من البدن بالموت ، وقال تعالى : (واذا النفوس زوجت)(2) ، وهذا يدل على عودة النفس الى البدن يوم البعث وبذالك فقد ثبت ان للنفس حركات مشابهة تماما للحركات التي جعلها العلماء من صفات الروح .
وعن الرسول ﷺ انه لما كان يقسم يقول: (والذي نفس محمد بيده) ، أي المالك لها المسيطر عليها القادر على اخراجها متى شاء وهذه صفة اخرى من صفات الروح جاءت في الحديث تعبيرا عن النفس . ولم يرد عند الاقدمين ولا التابعين ان النفس تبعث الحراكة في الجسد انما كانوا يقولون الروح ، مات فلان أي خرجت روحه من جسده .
وربما ان الايات القرانية والحديث النبوي قد اظهر ان النفس تخرج وتعود الى الجسد وتشابهت صفات الروح مع صفات النفس في القران والحديث اذا فالنفس هي الروح لا فرق عندنا بينما وهما جوهر واحد اذا اتجه نحو العلويات فهو قابل للتنوير والاستيعاب وان اتجه نحو السفليات فهو فاعل بتحريك الاعضاء والحواس نحو الشهوات .
الهوامش:
(1) الفجر : 27- 28 .
(2) التكوير : 7 .
المصدر: السيد الشيخ محمد الكسنزان الحسيني – كتاب الطريقة العلية القادرية الكسنزانية – ص106-107 .