الرابطة :
هي عبارة عن كثرة مراعاة صورة الشيخ في البال والاستمداد من روحانيته المباركة الفانية في الله تعالى ، فيتم للمريد بهذه الرابطة الحضور والنور ويترك بسببها سفاسف الأمور ، فيستفيد المريد من شيخه في غيبته كالحضور فتحصل للمريد العلاجات الروحية التي يقدمها الشيخ لصفاء ذات المريد المرابط .
هي أن تربط قلبك بقلب شيخك إلى قلب الرسول إلى الحضرة الإلهية ، ومن يفعل ذلك تتنـزل عليه الفيوضات الربانية والرحمانية ، وينال بركتي نور الذكر ونور الرسول ﷺ .
الرابطة مع الشيخ الكامل :
هي إكسير التطهر من الخواطر الرديئة ، والوساوس السيئة ، فبدل أن يتعبد المريد وفي خواطره صور الدنيا وزخارفها من الأموال والنساء والأولاد وما يزيد في حبها فتشغله عن ربه ، فإنه يتفكر في الشيخ الفاني في الله ، فيزيد في حبه لله وفي الشوق للقائه .
و تعني ربط قلب المريد إلى الوسيلة مع الله الفانية فيه الممدة منه سبحانه والممدة للمريد ، وهذه الوسيلة عندنا هي شيخ الطريقة .
و هي باب مدينة العلم الإلهي ، فمن دقّ عليها فُِتحَتْ أمامه حقائق الغيوب فارتقى عليها للقاء المحبوب .و هي سر بين الشيخ ومريده ، لا يطلع عليه إلا من يرابط . و هي تجسيد الروح الأقدس المقدس ، واستواءه على عرش الرحمن في المملكة الإنسانية ، أي تجسيد نور الشيخ وإنزاله في قلب المريد . و هي أن تغمض عينيك عن الدنيا ، وتنظر بداخلك إلى قلبك ، وقلبك ينظر إلى الشيخ .
في أن الرابطة تحقق الاتباع الكامل :
الرابطة هـي الجـانب الروحـي فـي الاتبـاع المشـار إليه في قوله تعالى : ( فاتَّبِعوني يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ) (1) ، فمن لم يتحقق بها فاتباعه غير كامل .
في سر الرابطة وعلاقتها بالحركة الروحية في الطريقة :
الرابطة هـي سر الطريقة ، أي سـر الارتبـاط مع الله تعــالى ، فإذا ما تعبد المـريد وهو مرابط روحـياً مع الشــيخ ، أي مجسداً له في عقله وقلبه ، سار روحياً مع الشيــخ في الطريق إلى الله ، على حـسب قوة ورده ورابطته ، أما إذا انقطعت الرابطة ، فإن المريد يتحرك بلا سيركالذي يراوح في محله لأن طريق الله تعالى شائك لا بد معه من الصحبة بعارف كي يأمن الانزلاق .
[1] آل عمران : 31 .