يقول الشيخ محمد مهدي الرواس : الحقيقة المباركة المحمدية صلى الله تعالى عليه وسلم : هي مبدأ طرز الحكم الموضوعة ، وأول شكل الهياكل المصنوعة ، بل السبب الأعظم القائم في مادة الوجود ، والعلة الغائية لخلق كل موجود ، والحبل الطويل الكافل وصلة كل واصل ، والباب العريض العالي الضامن كفاية كل داخل ، والكنـز الجامع لنكات الكائنات ، والكوكب اللامع في مطالع سماوات الموجودات … والنقطة الشاملة المطلسمة بحل كل رصد ورصد كل مدد … والنعمة العظمى التي تشبث بأذيال إحسانها عيسى ، والقاموس المترجم بلسان القدم في مدارس العدم ، والناموس الأعظم المحكم سلطانه فوق كل هام وقدم ، والقبضة الأصلية التي جمعت بطي مضمونها هيكل الأمر والإبداع والخلق ، والنشأة الأزلية المتوجة بتاج البرهان والإحسان والحق ، مقتدى كل إمام في كل دائرة إلهية ، وقبلة كل مقتدى في كل حضرة لاهوتية ، وارد الإرادات ومهبط أمر تصريفها ، ومظهر المشيئات وواسطة تدويرها في تنميق ثقيلها وخفيفها ، لوح العلم المطرز بكل علم خفي مكتوم ، وقلم السر الكاتب بأمر الله كل ما اندرج في صحيفة وهب الحي القيوم ، وحجاب العناية القديمة القائم بالأمر الأزلي بين الملك والعبيد ، وبرزخ الشرف الرفيع الممدود للفرق بين المراد والمريد ، حرم الله الأمين المحفوف بعساكر الغيوب ، وسلطان البرهان الديمومي الساري سريان سر قدرته في جميع القلوب ، أمين الحضرة المقدسة على سر كل خزانة غيبية ، وواسطة التجلي في الحضيرة الأبدية لكل زمرة معظمة خفية وجلية ، وآدم آدم ، وأصل العالم ، والحيطة الجامعة الكبرى ، واللمعة البارعة الزهرا ، والعالم الأكبر الشامل ، والعَلَم الأعظم الطائل ، والنوع المتضمن كل الأنواع ، والنَّفَس الساري في القلوب والأبصار والأسماع ، عروس خلوة الواحدية ، ومحبوب جلوة الأحدية ، البرق المتلوي في زوايا الجبروت ، والقمر المتلألئ تحت أستار الرحموت ، مصباح مدار الجلال ، وفجر قبة الجمال ، وجامع مدينة الوصال ، ومحراب مملكة الإيصال ، ونتيجة كل المقال ، وزبدة كل مآل ، غضنفر غاب القدس الأعلى ، وعنبر مجلس الأنس الأجلى ، تاج عروس المعالي ، وقرة عين دور الأيام والليالي ، عيد كل طالع سعيد ، وروح كل مظهر إلهي حميد ، القائم بأمر الله ، والمؤيد بعناية الله ، والضارب بسيف الله ، والمتكلم بلسان الله ، والظاهر بحول الله ، والباطن بسر الله ، أمين الله على خزائن علوم الله ، وسر الله السرياني المنشور في ملك الله وملكوت الله ، السبب والبرزخ والحبل ، والقول والقوة والفعل ، ميم المدد المعقود ، وحاء حل عقدة الوجود ، المدد الأعظم الذي لا انقطاع له ، والفيض المطلسم الذي ما خاب من أمّله ، وأمّ له ، النفحة السرمدية القديمة ، والنظرة الأزلية العظيمة ، الحقيقة الأولى والضِئْضئ الأقدم ، والهيكل الأعلى والمظهر الأعم ، حقيقة الحضرة المعظمة في كل المحاضر ، والدولة الآمرة على كل باد وحاضر ، فالمعرفة بها حصن الأمان والنجاح ، وباب البركة والفلاح ، وطريق الستر و السيادة ، وحرم السلامة والسعادة ، ومنشور الترقيات في الدارين لأحسن وأشرف المراتب ، وهيكل العنايات والقوة والنصرة والعلو على كل مظاهر ومغالب ، وعدو وحاسد ومحارب ، وهي ميزاب رحمة الله ، وسحاب فيض كرم الله إن شاء الله .
_____________
الهوامش :- الشيخ محمد مهدي الرواس – رفرف العناية – ص 51 – 53 .