نور حديقة النبي ﷺ ، نور حدقة علي الولي كرم الله وجهه ، العارف بأسرار الفرقان ، الكاشف لرموز التبيان ، قدوة الأئمة الأعاظم ، زبدة السادة الأكارم .
ولادته
ولد الإمام عليه السلام سنة (129 هـ ) ما بين مكة والمدينة في قرية تسمى الأبواء .
عمره
وكان مقامه عليه السلام مع أبيه عشرين سنة، ويقال تسع عشرة سنة وبعد أبيه الصادق عليه السلام أيام إمامته خمس وثلاثون سنة وقام بالأمر وله عشرون سنة.
القابه
الكاظم ، باب الحوائج ، الترياق المجرب .
نسبه وأهل بيته
واما أبوه عليه السلام فهو الصادق المصدق جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وأما أمه عليه السلام تسمى حميدة المصفاة إبنة صاعد البربري ويقال أنها أندلسية أم ولد وتكنى لؤلؤة ، وكانت حميدة من أشراف الأعاجم كما في البحار عن الصادق عليه السلام .
قال: حميدة مصفاة من الأدناس كسبيكة الذهب ما زالت الأملاك تحرسها حتى أديت لي كرامة من الله لي والحجة من بعدي وحلفت حميدة أنها رأت في منامها أنها نظرت إلى القمر وقع في حجرها فقال أبو عبدالله عليه السلام أنها تلد مولوداً ليس بينه وبين الله حجاب .
صفته
وصفه إبن الصباغ بقوله : (هو الإمام الحبر الساهر ليله قائماً، القاطع نهاره صائماً، المسمى لفرط حلمه وتجاوزه عن المعتدين كاظماً ) …. وكان إذا بلغه عن رجل أنهُ يؤذيه بعث إليه بمال.
وهو موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين إبن الحسين السبط بن علي بن أبي طالب، مولده بالأبواء، حيث دفنت آمنة بنت وهب أم النبي ﷺ وذلك سنة 128 هـ، وأمه أم ولد تسمى حميدة البربرية (من البربر من شمال إفريقية) .
كنيته
أبو علي ، أبو إبراهيم ، أبو الحسن .
اوصافه
كان عليه السلام أسمر اللون، وكان أعبد أهل زمانه وأعلمهم وأسخاهم كفاً وأكرمهم نفساً، وكان يتفقد الفقراء في المدينة ويحمل إليهم نفقاتهم إلى بيوتهم لئلا يعرفوه ، فلما مات انقطع ذلك عنهم … وتلك كانت صفة آبائه وخاصة علي زين العابدين عليه السلام . وكان أحلم أهل زمانه.. وقد جمع بينه ذات يوم .
وقال لهم: إذا أتاكم آت فأسمع أحدكم في أذنه اليمنى مكروهاً ثم تحول إلى الأذن اليسرى فاعتذر فأقبلوا عذره .
حياته
كان عليه السلام يسكن المدينة المنورة فأقدمه المهدي بغداد فحبسه ، فرأى في النوم الإمام علي بن ابي طالب وهو يقول : يامحمد فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في الأرض وتقطعوا ارحامكم فارسل إليه ثم اطلق سراحه .
وحبسه الرشيد ايضاً في زمنه فرأى في المنام عبداً حبشياً ومعه حربة ، فقال له : ان خليت عن موسى بن جعفر الساعة وإلا نحرتك بهذه ، فاذهب فخل عنه فنهض مرعوباً وامر رئيس شرطته باطلاق سراحه ويخيره بين البقاء أو المقام فلما قدم عليه رئيس الشرطة فاطلق سراحه وهو متعجب من حاله .
فقال له الامام : لا تعجب ، فقد اتاني رسول الله ﷺ فقال لي : يا موسى ، حبست مظلوماً ، فقل هذه الكلمات فانك لا تبيت هذه الليلة في الحبس ، ( يا سامع كل صوت ، ويا سائق القوت وياكاسي العظام لحماً ومنشرها بعد الموت ، اسألك باسمائك الحسنى وباسمك الاعظم الاكبر المخزون المكنون الذي لم يطلع أحد من المخلوقين ، يا حليماً ذا أناة لايقوى على أناته ، يا ذا المعروف الذي لا ينقطع أبداً ولا يحصى عدداً ، فرج عني ) فكان ما ترى .
كراماته
روي عن شقيق البلخي ان في تاريخ (149 هـ ) رأى في طريق الحج رجلاً منفرداً بلا زادٍ وراحلة وقال في نفسه ان هذا جعل في نفسه كلاً على الناس والقاها في المهلكة فتقرب .
وقال لي : يا شقيق اجتنبوا كثيراً من الظن ان بعض الظن أثم ، وغاب .
ثم في المنزل الثاني رأيته في الصلاة وأعضاؤه تضطرب ودموعه تنسكب فإذا هو الذي رأيته وقلت في قلبي عليه ، فتقدمت إليه لاعتذر منه فتلا عليّ قوله : ( واني غفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ) فوصلنا المنـزل الآخر فرأيته أيضاً على حافة البئر وقد سقط الدلو منه إلى البئر فدعا فغاص الماء وحمل الدلو إليه فتناوله وتوضأ وصلى ركعتين ورفع يديه وشكر الله تعالى ووضع في الدلو مقداراً من التراب وتجرع فالتمست ان يناولني الدلو فناولني .
وقال : يا شقيق احسن ظنك فينا فتناولته وشربت ، واقسم بالله اني لم أذق ألذ طعاماً وأهنأ شرباً .
ملوك عصره
المنصور ، محمد المهدي ، موسى الهادي ، هارون الرشيد .
أصحابه
في إختيارالرجال عن الطوسي أنه اجتمع أصحابنا على تصديق ستة نفر من فقهاء الكاظم عليه السلام وهم يونس بن عبدالرحمن وصفوان بن يحيى بياع السابري ومحمد بن أبي عمير وعبدالله بن المغيرة والحسن بن محبوب السراد وأحمد بن محمد بن أبي نصر ومن ثقاته الحسن بن علي بن فضال الكوفي مولى لتيم الرباب وعثمان بن عيسى وداود بن كثير الرقي مولى بني أسد وعلي بن جعفر الصادق عليه السلام ومن خواص أصحابه علي بن يقطين مولى بني أسد وأبو الصلت عبد السلام ابن صالح الهروي واسماعيل بن مهران وعلي بن مهزيار من قرى فارس ثم سكن الأهواز والريان بن الصلت الخراساني وأحمد بن محمد الحلبي وموسى بن بكير الواسطي وابراهيم بن أبي البلاد الكوفي .
انتقاله
انتقل إلى عالم الشهود والحق سنة (183 هـ ) وقيل أنه توفي مسموماً .
المصادر :
– ابن خلكان – وفيات الاعيان – ج4 ص393 .
– تذكرة الأولياء – مرتضى بن محمد آل نظمي البغدادي – ص 118 .
– سيرة اهل البيت – ص82 .
– سيرة الأئمة الأثني عشر – ج2 ص334.