الحقيقة أن لمصطلح ( التكية ) في السنة النبوية المطهرة أصولاً كثيرة يمكن إرجاعها إليها واستنباطها منها اخترنا منها قوله ﷺ : (إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا )، قالوا : وما رياض الجنة ؟ قال : (حلق الذكر)(1) .
ومعلوم أن المشهور بحلق الذكر في الإسلام هي بيوت الذكر وهي التكايا ، فهي رياض الجنة في الأرض .
وإشارة أخرى قوله ﷺ حاكياً عن ربه : (لا إله إلا الله حصني فمن دخله أمن عذابي)(2) . فلما كان التوحيد الخالص يمثل حصن الله الحصين لقوله ﷺ ، ولما كانت التكايا هي أماكن إقامة هذا التوحيد ، كان هذا أصلاً آخر لمشروعية التكية في الإسلام . فإن العبد السالك الذي يريد وجه الله تبارك وتعالى إذا ما اعتكف ولازم رحاب التكية بقلب وجل وهمة عالية لا تثنيها الخطوب العاتية ، سيكون في حصن الله وفي حضن رحمة الله الواسعة وفي عين رعاية الله التي لا تنام .
الهوامش :
[1] سنن الترمذي ج: 5 ص: 532 .
[2] ورد بصيغة أخرى في مسند الشهاب ج: 2 ص: 323 .
المصادر :
السيد الشيخ محمد الكسنزان – موسوعة الكسنزان فيما اصطلح عليه اهل التصوف والعرفان ج4 المادة(ت ك ي ة).