بقلم رانيا أحمد
كثيرة هى سلبيات مجتمعنا وعديدة هى عيوبنا، ولكى ينصلح حالنا ونتقدم إلى الأمام ونكون قادرين على التمييز بين ما يصلح لنا وين ما يضرنا، ينبغى أولاً أن نكون قادرين على اصلاح عيوب أنفسنا التى تعيقنا عن التقدم وتجعلنا عاجزين عن العمل السوى واتخاذ القرارت بطريقة منطقية أو على الأقل أن نكون على قدر من المسؤولية تجاه تلك القرارات .
فالجميع يتكلم عن الاصلاح والتنمية والاتجاهات والطرق التى ينبغى اتباعها فى ذلك، إلا الكلام فى اصلاح الإنسان نفسه، من عيوبه وادراك قيمة هويته ومبادئه وقواعده التى يجب أن يمشى عليها ليصل الى تلك التنمية والاصلاح للمجتمع .
الجميع من حولنا عرف قيمة الانسان وتنميته للأفضل لكى تكون النتيجة الطبيعية منعكسة على مجتمعه. فنمت بلدان كثيرة حولنا ونحن نصر على الغوص إلى القاع .
والغريب فى الأمر أننا نملك فى حضاراتنا التى تسبق تلك البلدان بآلاف السنين، تلك القواعد والمبادئ واسس الحضارة الناجحة (وكم من أمثلة ماضية عليها) التى تمكننا من الوصول إلى ما وصلوا إليه هم .
أين كنا وكيف أصبحنا؟
اين هى هويتنا أو هدفنا الواضح وسط تلك الأمم؟
ماذا يريد شبابنا؟
أو قادتنا؟
هل لنا سياسة واضحة المعالم نُعرف بها وسط الشعوب المتقدمة؟
بماذا نشتهر؟
بماذا نتميز عن الآخرين؟
يقال أن الشجرة تعرف من ثمارها، فأين هى الشجرة وأين هى ثمارنا؟
قال شوقى مرة: باطن الأمة من ظاهرها إنما السائل من لون الإناء .
فأين باطننا وأين ظاهرنا الذى نعرف به؟
وماهو لوننا الذى نتميز به؟
أيها السادة إنه لون كالح باهت لا مثيل له حقا بين الألوان .
لا أقصد احباطاً، فالقلة من البعض الذى يهتم بحالنا يتساءل مثلى عن إجابات لهذه الإسئلة، فقيمتنا عالية جدا ونحن ندرك ذلك، ولكن علاها فقط تراب السنين، ونحتاج إلى الإرادة والقوة والعزم لكى ننهض من تحت الردم أكثر اشراقا وسمواً بل أكثر قوة عن ذى قبل .
هدفنا البحث عن العلل الآفات التى أصابت نفوسنا ونعالجها، وبهذا نكون هيأنا التربة الصالحة لكى نزرع تلك الشجرة الشهيرة لتنمو ثمارها وبالتالى، نُعرف نحن من ثمار تلك الشجرة.
وللحديث بقية…