بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد الوصف والوحي والرسالة والحكمة وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
ما اختير وتعين حضرة الشيخ محمد الكسنزان قدس سره العزيز بالتعيين العلوي بأمر الله تبارك وتعالى وأمر سيدنا محمد رسول الله ﷺ لمرتبة المشيخة إلا ليكون دائماً موضع نظر الله تعالى ورعايته وعنايته فيفيض عليه ما يفيض من أنوار جده المصطفى ومدده وعونه ما يجعله وحيد عصره وفريد دهره وقطب زمانه في الإرشاد إلا لأمرين عظيمين وهما :
أولا : لتحقيق الأمانة العظمى وهي خلافة الله في الأرض قال تعالى : ( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ) ، ويقول نبينا الأعظم ورسولنا المفخم ﷺ: ( إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها ) .
ثانياً : لنشر الخير والنور والسلام والبركة والرحمة من خلال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهداية الناس إلى طريق الحق والإيمان والعدل والإحسان , والدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة ، وبحمله راية الطريقة والإرشاد في كل مكان لتثبيت مفاهيم الإسلام العظيم والدين القويم الذي ارتضاه الله تعالى للناس كافة والذي تتمثل مثله العليا جلية واضحة في الطريقة العلية القادرية الكسنـزانية حتى اهتدى بنورها ما شاء الله ومن شاء من الناس في كل أصقاع الأرض قال تعالى : ( نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) وهذا هو الغاية من خلافة الله في أرضه .
فالشيخ محمد الكسنزان قدس سره العزيز هو صاحب الإذن من سلسلة من مشايخ الطريقة متصلة غير منفصلة ومبتدئة برسول الله ﷺ وإلى حضرته في هذا الزمان وهو بهذا الإذن الإلهي يكون صاحب أعلى قوة روحية يحقق بها الأعاجيب من الأمور الخارقة والأسرار الغريبة وما لا يخطر على بال أحد , ذلك لأن القوة الروحية المرتبطة برتبة الوارث المحمدي خارجة عن حدود المادة – ميدان الطاقة البشرية – لأنها ليست منصباً دنيوياً مادياً ملموساً بحيث يمكن التزاحم عليه , وعلى هذا الأساس ومن هذا المنطلق نرى حضرة الشيخ محمد الكسنزان قدس سره العزيز باعتباره رئيساً للطريقة في العالم يدعو إلى الله على بصيرة هو ومن اتبعه في حله وترحاله وفي الصحة والمرض ، في الطريق والمحلات والمستشفيات ، وكل مكان يحل فيه لا يمنعه أي عارض من عوارض الدنيا عن غايته السامية ، وتوجهه لتحبيب الناس لله وتحبيب الله للناس ، فهو كالغيث أينما وقع نفع ، كما ورد في الحديث الشريف ، فنراه مثلا في إحدى أسفاره ورحلاته عبر المحيط الأطلسي وما فيها من مشقات الطريق وبعد السفر وهو على فراش المرض وفي إحدى المستشفيات لإجراء عملية كبرى ، يقوم بإرشاد أكثر من ثمانين دكتور ودكتوره ومن شتى الجنسيات عملا بقول الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ) وهذا ليس بالأمر البسيط لأن المرشد أو الداعية إذا لم يقم بإزالة الشبهات أو يحل المشكلات التي تكمن في صدور المسترشدين وإذا لم يكن يحدثهم بلغة عصرهم وثقافتهم ، ويخاطبهم على قدر عقولهم عملا بقوله تعالى : ( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) فلن يكون سهلا عليه ايصال رسالته الى قلوبهم وعقولهم ، مع ما يمتلك من القوة الروحية المتأتية عن طريق الإذن الإلهي والإجازة الروحية قال الله تعالى : ( وَدَاعِيًا إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا ).
وانطلاقا من أهمية الإرشاد ومكانته في ديننا الحنيف ، تجد حضرة الشيخ محمد الكسنزان قدس سره العزيز لا يألوا جهداً ولا يدخر وسعاً في سبيله، لهذا يقول:(بالإرشاد تفرض الفرائض) وبالإرشاد تقوى شوكة الإسلام ، حين تنجلي قلوب التائبين وتتزكى نفوسهم ويكونوا على أهدى صراط مستقيم، ولذلك يجب علينا التأسي والاقتداء بهؤلاء المرشدين والدعاة في تنوير طريق الحق للناس ، والذين لا يبتغون إلا الأجر من الحي القيوم.