إن المراد بأولي الأمر في قوله تعالى : { أَطيعوا اللَّهَ وَأَطيعوا الرَّسولَ وَأولي الْأَمْرِ مِنْكُمْ }( النساء : 59 ) هم المشار إليهم في قوله :{كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته}(1) . فكل راع من مستوى مسؤوليته هو والٍ مفترض الطاعة على اتباعه أو رعيته ضمن حدود تلك المسؤولية فقط ، فالحاكم أو الرئيس السياسي هو وال الأمر في السياسة والقانون وهو مطاع ضمن هذه الأمور ، والوالدان وليا أمر بالنسبة لأبنائهم ضمن حدود ما رسمه الشرع من برهما وطاعتهما ، والمسؤول في العمل هو والٍ تجب طاعته ضمن حدود العمل وهكذا حتى أن الإمام في الصلاة والٍ أوجب الشرع اتباعه في القراءة والحركات . وقد اشترط القانون الإلهي إن لا تقترن طاعة أولي الأمر بمعصية لله أو رسوله فـ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق (2) ، من هذا يتضح أن لكل أمر من أوامر الحياة المادية والٍ لذلك الأمر ، وكذلك هناك ولاة أمر للجانب الروحي في الحياة هم مشايخ الطريقة ( قدس الله أسرارهم ) حيث يفترض على المريدين طاعتهم الطاعة الكاملة ظاهراً وباطناً لكي يساعدوهم روحياً على التقرب من الله تعالى .
_________
الهوامش :
(1) – صحيح البخاري ج: 1 ص: 304 . ورد بصيغة اخرى ، انظر فهرس الأحاديث .
(2) – مصنف ابن أبي شيبة ج: 6 ص: 545 .