في اللغة
« أَمْرٌ : طلب .أَمَرَ الرجل أمراً : طلب منه فعله ، والآمر الناهي : من له سلطه غير محدودة . والأمير من يتولى إمارة »(1) .
في القرآن الكريم
وردت مادة ( أمر ) في القرآن الكريم ( 149 ) مرة بمشتقاتها المختلفة ، منها قوله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ والْأِحْسانِ وَإيتاءِ ذي الْقُرْبى )(2) .
في اصطلاح الكسنـزان
إن المشايخ ( قدس الله أسرارهم ) فُنيت أفعالهم في افعال الله تعالى ورسوله ، و فُنيت صفاتهم بصفات الله ورسوله ، و فُنيت ذواتهم بذات الله ورسوله ، فصاروا بالله ورسوله يسمعون ويبصرون ويبطشون ، وبهما يأمرون فهم حقاً : أمر الله ورسوله بين عباده . من أطاعهم فقد أطاع الله ورسوله ومن عصاهم فقد عصاهما .
إن المراد بأولي الأمر في قوله تعالى : ( أَطيعوا اللَّهَ وَأَطيعوا الرَّسولَ وَأولي الْأَمْرِ مِنْكُمْ )(3) ، هم المشار إليهم في قوله : ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته )(4) . فكل راع من مستوى مسؤوليته هو والٍ مفترض الطاعة على اتباعه أو رعيته ضمن حدود تلك المسؤولية فقط ، فالحاكم أو الرئيس السياسي هو وال الأمر في السياسة والقانون وهو مطاع ضمن هذه الأمور ، والوالدان وليا أمر بالنسبة لأبنائهم ضمن حدود ما رسمه الشرع من برهما وطاعتهما ، والمسؤول في العمل هو والٍ تجب طاعته ضمن حدود العمل وهكذا حتى أن الإمام في الصلاة والٍ أوجب الشرع اتباعه في القراءة والحركات . وقد اشترط القانون الإلهي إن لا تقترن طاعة أولي الأمر بمعصية لله أو رسوله فـ( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ) (5) ، من هذا يتضح أن لكل أمر من أوامر الحياة المادية والٍ لذلك الأمر ، وكذلك هناك ولاة أمر للجانب الروحي في الحياة هم مشايخ الطريقة ( قدس الله أسرارهم ) حيث يفترض على المريدين طاعتهم الطاعة الكاملة ظاهراً وباطناً لكي يساعدوهم روحياً على التقرب من الله تعالى .
الهوامش :
[1] – المعجم العربي الاساسي – ص105- 106.
[2] – النحل : 90 .
[3] – النساء : 59 .
[4] – صحيح البخاري ج: 1 ص: 304 . ورد بصيغة اخرى ، انظر فهرس الأحاديث .
[5] – مصنف ابن أبي شيبة ج: 6 ص: 545 .
المصدر : المصدر : السيد الشيخ محمد الكسنزان الحسيني – موسوعة الكسنزان فيما اصطلح عليه اهل التصوف والعرفان – مادة (ا م ر ) .