جواب : من الضروري أولاً معرفة من هو خليفة الشيخ ، وبالتالي ما يترتب على هذا الخليفة من الأمور .
الخليفة في عُرف أهل الطريقة : هو من يخلف الشيخ ويخلف عنه في أداء بعض وظائف مرشده .
وهو مَنْ يعطيه شيخ الطريقة الوكالة بتبليغ الرسالة المحمدية إلى الناس .
وهو العالم بمنهج الطريقة ، المطبق لها ، ومسير المريدين عليها .
وهو الممثل عن الشيخ بين المريدين في حالة غيابه من الناحية الظاهرية .
وكذلك يعني الابن الكبير للشيخ .
أما واجبات الخليفة : فأول واجب للخليفة هو ربط المريد بالشيخ بواسطة البيعة ، ودوره في هذا الربط كعامل الكهرباء الذي يربط أي جهاز بمصدر الطاقة . فلا يوجد ربط بالخليفة إلا من الناحية الظاهرية ، الخليفة يمثل الشيخ ظاهرياً فقط ، يوجه المريد ، يعلمه ، ويبلغه واجبات الطريقة ظاهرياً .
وبعد أن يعطي الخليفة البيعة للمريد يسأله عن الشهادة أولاً ثم الطهارة والغسل وكيفيته ثم الوضوء وترتيبه ، ثم شروط الصلاة وأركانها ، ويعلمُهُ التسبيحات ، وكل أمور الصلاة ، وبقية أمور العبادات ، ثم ينتقل معه إلى أمور الطريقة .
أما الشروط الواجب توفرها في الخليفة فلقد كانت الخلافة تعطى بدون شرط القراءة والكتابة ، وأما الآن فيجب على الخليفة أن على قدرٍ من العلمِ وأن يكون ملماً بالشريعة لكي يعلم المريد .
والخليفة يجب أن يكون عالماً لكي يعلم المريدين آداب وأخلاق الرسول .
والخليفة يجب أن يكون للمريد أباً ، أستاذاً ، معلماً يعلمه الدين ، ومنهج الطريقة .
الخليفة أب للمريد بعد الشيخ يعلمه أمور الشريعة والطريقة ويربطه مع الشيخ .
الخليفة أساس الشيخ ، والشيخ أساس الطريقة .
الخليفة الجاهل تسحب منه الخلافة لأنه غير مؤهل للإرشاد .
إذا كان الخليفة غير مثقف كيف يربي المريد ؟
أما إذا كان الخليفة عالما فإنه يستطيع أن يطبق حديث الرسول ﷺ : ( كلم الناس على قدر عقولهم ) فيعامل الناس بناءً على هذا الأساس .
والخليفة : يجب أن يكون قرآناً ناطقاً بين الناس .
والخليفة إنما هو خادم الدرويش ، يخدمه بأن يربيه التربية الشرعية والصوفية الصحيحة على وفق منهج الطريقة .
[ من وصايا الكسنزان ] :
يجب أن يصبح الخليفة مثل آلة التسجيل ينقل أفكار وآراء الشيخ إلى المريدين بلا زيادة أو نقصان .
يجب أن يصبح الخليفة من الأمانة بحيث يسمى ( خليفة الأمين ) .
لا يجوز لأي مريد أن يجعل الخليفة بينه وبين الشيخ في التلقي الروحي مدداً وغيرهُ .
لا يجوز لأي درويش أو خليفة أن يربط قلبه بقلب خليفة الشيخ ، فهذا لا يجوز في طريقتنا .
لا يجوز لأي مريد أن يطلب المدد من خليفته بحجة أن الخليفة مرتبط بالشيخ أو أن الخليفة واصل ، فهذا ممنوع في طريقتنا وهو يؤدي إلى فصل الدرويش والخليفة من الطريقة ، فليس بين المريد والشيخ وسيلة أو واسطة إلا المحبة والأوراد ، فهي ما يربط روح المريد بروح الشيخ .
يا خليفة : لما كلفت بحمل ( راية الكرار ) أي الطريقة ، فيجب أن تصبح عندك الثقافة الدينية ، الثقافة الصوفية .
الخليفة يجب أن يكون أتقى شخص ، وأنظف شخص .
يجب على الخليفة أن يطبق على نفسه أولاً ثم ينتقل إلى الأغيار .
المصدر : موسوعة الكسنزان فيما اصطلح عليه أهل التصوف والعرفان للسيد الشيخ محمد الكسنزان – ج7ص272