المهندس عمر الحريري
أقسم المولى الجليل في كتابه العزيز قسما عظيما فقال : بسم الله الرحمن الرحيم :
فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس ..ومن عظمة القرآن الكريم أن هناك حقائق علمية وإلباسات متعددة للآية الواحدة …وبغض النظر عن التفاسير السابقة لذلك القسم العظيم ..فإن الحقيقة العلمية للثقوب السوداء تنطبق بشكل كلي وكامل مع معنى القسم الإلهي …هذا القسم الذي يحمل معه أغمض الأشياء في الكون حتى الآن …وقد لا يمتلك البشر التقانة الكافية لإرسال رواد الفضاء إلى مسافات مئات السنين الضوئيةلاستكشاف الثقوب السوداء و من المحتمل اذا حدث ذلك في يوم من الأيام فإنهم سيموتون ميتة مخيفة و لكن بفرض ؟أن سفينة فضائية مجهزة بطاقم استطاعت أن تدور حول ثقب أسود على مسافة آمنة عبر أفق الحدث ماذا يحدث جراء ذلك؟!
إن الثقب الأسود الأجدر اكتشافه قد يكون من ذلك النوع العملاق الذي يسيطرعلى مراكز المجرات و الذي يزن 10 بليون مرة كتلة الشمس و يمكن لرائد الفضاء أن يكتشفه داخل أفق الحدث لمثل هذا الثقب الضخم قبل أن يختفي ببضع ساعات.
و قبل أن يسقط رائد الفضاء في الأفق سوف يرى النجوم تدؤم فوقه بطريقة غريبة جدا و يبدو الأمر و كأن هناك رؤية نفقية فكل المجرات والنجوم ستبدو محتشدة في بقعة ساطعة فوق رأسه عندما تحني ثقالة الثقب الأسود الضوء الصادر من النجوم البعيدة لتدخله في فضاء أصغر بكثير .
و ستصبح أيضا النجوم الصفر ذات لون أزرق تدريجيا بسبب وجود تأثير يدعى الانزياح الأزرق الذي يزيد من طاقة و تواتر الضوء الوارد الى الثقب تقوم الثقالة بعصر الأمواج بشكل فعال بحيث تدفع أطوالها الموجية الى الطرف الأزرق من الطيف و بصورة عكسية اذا كان لدى رائد الفضاء مشعل و اضاءه في الخارج ووجهه نحو زملائه في المركبة الفضائية فإنهم سوف يرون التأثير المعاكس و سينتشر الضوء الوارد من المشعل عند محاولته الهروب من الثقب فاقدا الطاقة ومتحولا الى الأحمر .
و بعد ذلك سيراه زملائه في المركبة و هو يتلاشى عندما يقترب من أفق الحدث لأن الضوء المنعكس عنه سيكون منزاحا للأحمر ليدخل في التواترات غير المرئية بالنسبة للعين المجردة فإذا كانو يستخدمون آلات تصوير حساسة لهذة التواترات فان صورته مع ذلك سوف تبدو مجمدة في الفضاء و الى الأبد و هذا يعود الى أن العملية سوف تستغرق وقتا أطول بأطول لكي يصل كل فوتون الى المراقب عندما يسقط , و بالنهاية تستفرق وقتا لا محدودا نحو الأحمر .
وفي غضون ذلك سيعبر رائد الفضاء أفق الحدث و لا يلاحظ أي شيء غير اعتيادي و بدون أن يدرك يمضي الوقت أبطأ فأبطأ بينما يقترب أكثر فأكثر من النقطة المنفردة ,و خلال بضع ساعات يبدأ يشعر بعدم الارتياح بسبب قوى المد والجزر و نظرا لازدياد القوة الثقالية قرب الثقب الأسود بسرعة كبيرة عندما تقترب من النقطة المنفردة فان السحب عند قدميه سيكون أكبربكثير منه عند رأسه (ويفترض أنه قفز على أقدامه أولا ) و يمكن للبالغ النموذجي أن يقاوم الاختلاف في التسارع من الرأس حتى القدمين بحوالي 12 ضعف التسارع الناتج بسبب الثقالة على الأرض .لكن بالقرب من الثقب الأسود تصبح قوى المد و الجزر أكبر من تلك .لذلك خلال ساعات من عبور أفق الحدث سيمتد رائد الفضاء طولا و يعصر من الجانبين و يتمزق الى قطع صفيرة في عملية تدعى تقطيع السباكيتي و بعد يومين تقريبا ستندفع بقايا رائد الفضاء الميت تماما و الطويل والنحيف جدا الى النقطة المفردة المركزية .
المصدر: مشاركة من الكاتب