الشيخ الكبير ، العارف الخطير ، ذو الفضل الجلي .
اسمه
أبوبكر دلف بن حجدر، وقيل (جعفر) الشبلي، ولد سنة 247 هـ تقريبا، وهو خرساني في الاصل، بغدادي المولد والمنشأ. ويقال إن مولده في سامراء. كان واليا في دنباوند وهي ناحية من رسناق الري في الجبال، تاب في مجلس خير النساج ومضى الى أهلها وقال: كنت والي بلدكم فاجعلوني في حل. صحب ابا القاسم الجنيد شيخ الطريقة الصوفية ومن في عصره من الصلحاء. وهو أول من سمى التصوف بعلم الخرق، في مقابل علم الورق (اي الفقه والعلم الظاهر)، وقد ورد ذلك في ابيات شعر منسوبة الى الشبلي، ذكرها علي بن مهدي، حيث وقف في بغداد على حلقة الشبلي فنظر اليه فوجد معه محبرة فأنشأ الشبلي يقول:
تسربلتُ للحرب ثوب الغرق وهمتُ البلاد لوجد القلق
ففيك هتكت قناع الغـوى وعنك نطقتُ لدى من نطق
اذا خاطبوني بعلم الـورق برزت عليهم بعلم الخـرق
معاصريه : صحب الجنيد وأقرانه ، ومن اصحابه الحسين بن محمد وابو الحسن الحصري ومحمد بن احمد بن حمدون الفراء وبندار بن الحسين وابو سهل الصعلوكي .
مسكنه : بغداد .
حياته : كان في علم التصوف والتحقبق كالبحر العميق وفي علم الحديث والفقه بالغ مبالغ التحقيق ورتبة الاجتهاد .
كان في ملاحظة نظر الجنيدمتدرعاً بالرياضات له اقوال معتبرة .
وكلام الجنيد في حقه : لاتنظروا إلى ابي بكر الشبلي بالعين التي ينظر بعضكم إلى بعض فأنه عين من عيون الله .
وقال : لكل قوم تاج ، وتاج هذا القوم الشبلي ، وذاك الشارب رحيق المعرفة .
أشتهر بمجاهداته في أول امره وكان يكتحل بالملح ليعتاد السهر وكان يبالغ في تعظيم الشرع المكرم .
من اقواله :
قال عن التصوف: (هو ترويح القلوب، وتجليل الخواطر بأردية الوفاء، والتخلق بالسخاء والبشر في اللقاء، وهو الجلوس مع الله بلا هم) .
وعن حالات الخطف الصوفي تحدث الشبلي قائلاً : (ان التصوف برقة محدقة)، وهي البرقة التي تقوده الى وحدة الشهود، فالصوفي من لا يرى في الدارين مع الله غير الله، فالله هو الواحد الأحد القادر المهيمن. وكانت مناجاته للهتستولي على فكره وجوارحه وتبعده عن الانتباه الى حاجات نفسه.
وقال الشبلي : ( وتحسبني حياً وإني لَميتٌ وبعضي من الهجران يبكي على بعض )
ويرى الشبلي انه (ليس للمريد فترة ولا لعارف معرفة ولا للمعرفة علاقة ولا للمحب سكون ولا للصادق دعوى ولا للخائف قرار ولا للخلق من الله فرار) .
ومن كراماته :
قال : أعتقدت وقتاً ان لا اكل إلا من الحلال فكنت ادور في البراري فرأيت شجرة فمددت يدي اليها لآكل فنادتني الشجرة أحفظ عليك عقدك لاتاكل مني فاني ليهودي .
وكان يأخذه الوله فيغيب ويرد في اوقات الصلوات إلى حسه حتى لايفوته شيء مما يتوجب عليه منه التكاليف فإذا فرغ من صلاته أخذه الوله وصار لايعقل .
وفاتـه : انتقل في ذي الحجة سنة 334 هـ عن عمر بلغ 87 عام ، وقبره في قصبة الإمام الاعظم ظاهراً يزار .المصادر :
– ابن الملقن – طبقات الأولياء – ص 126 .
– تذكرة الأولياء – مرتضى بن محمد آل نظمي البغدادي – ص173 – 176 .
– عبد الرؤوف المناوي- الكواكب الدرية ج1 – ص 213 – 217 .
– ابن الملقن – طبقات الأولياء – ص204 .
– ابي عبد الرحمن السلمي – طبقات الصوفية – ص337.
– يوسف النبهان – جامع كرامات الأولياء ج2 – ص8.
– تذكرة الأولياء – مرتضى بن محمد آل نظمي البغدادي – ص 183 – 186 .