يقول الشيخ الأكبر ابن عربي قدس الله سره :
« العارفون عرفوا أن لله وجهاً خاصاً في كل موجود ، فهم لا ينظرون أبداً إلى شيء من حيث أسبابه ، وإنما ينظرون فيه من الوجه الذي لهم من الحق ، فينظر بعين حق فلا يخطئ أبداً »(1) .
ويقول الشيخ عبد القادر الجزائري :
« لكل صورة وجه إلهي ، أي : إسم إلهي توجه به الحق تعالى على إيجاد تلك الصورة ، وهو الوجه الخاص بتلك الصورة دون سائر الصور ، وهو سر الله تعالى بينه تعالى وبين كل مخلوق ، وهو الذي طلب من الاسم الجامع إيجاد تلك العين والصورة . وإلى هذا الإشارة بما ورد في الصحيح قوله تعالى : مرضت فلم تعدني وظمئت فلم تسقني (2) الحديث بطوله . ووجه الشيء ذاته ، فافهم واحذر أن تتوهم حلولاً أو اتحاداً أو نحو هذا . وهذا الوجه هو المسمى عند الطائفة العلية : بالوجه الخاص ، أي : الخاص بتلك الصورة وتلك العين ، لا يشاركه فيها غيره من الأسماء من حيث الصورة لا من حيث العوارض العارضة لحقيقة الصورة »(3) .
____________
الهوامش :ـ
(1) ـ الشيخ ابن عربي – الفتوحات المكية – ج 3 ص 30 .
(2) ـ صحيح مسلم ج 4 ص 1990 .
(3) ـ الشيخ عبد القادر الجزائري – المواقف في التصوف والوعظ والإرشاد – ج 3 ص 1135 .