في اللغة
« الحَجٌّ : أحد أركان الإسلام الخمسة ، وهو القصد إلى البيت الحرام للنسك والعبادة في أشهر معلومات »(1) .
في القرآن الكريم
وردت هذه اللفظة في القرآن الكريم (12) مرة بصيغ مختلفة ، منها قوله تعالى :{الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلوماتٌ فَمَنْ فَرَضَ فيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسوقَ وَلا جِدالَ في الْحَجِّ }(2) .
في الاصطلاح الصوفي
الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه يقول : « الحج : هو جهاد كل ضعيف »(3) .
الشيخ الحكيم الترمذي يقول : « الحج : هو ميل إلى موضع مأمول هناك ، رحمته ، طالباً لمعروفه ، راجيا لغفرانه والنجاة من عقوبته ، متعوذاً بالبقعة التي شرفها على سائر البقاع »(4) .
الشيخ الأكبر ابن عربي يقول : « الحج : هو البلوغ إلى مقام الوحدة الذاتية ، ودخول الحضرة الإلهية بالفناء الذاتي الكلي »(5) .
ويقول : « الحج : هو صورة الجمع ، والإحاطة ، وحقيقة الوصول إلى جد الله وحده
( تعالى وتقدس ) ، وإلى صفات وجهه ، مثل العين واليد والنظر والبطش »(6) .
ويقول : « الحج : معناه تكرار القصد إلى الواحد الفرد »(7) .
الشيخ عبد الغني النابلسي الحج : كناية عن القصد إلى الحضرة الإلهية ، والتوجه القلبي إلى التحقق بالوجود الحق الحقيقي المتجلي بالأعيان الكونية بعد الإحرام ، والتجرد بالفناء الأصلي عن نسبة الوجود للتقادير العدمية (8) .
الشيخ أحمد بن علوية المستغانمي الحج عند القوم : هو القصد إلى مقام لا يمكن المزيد عليه ، ولا يساعد التلفظ بكنهه وحقيقته لعدم وجود الألفاظ المساعدة في التعبير على ماهيته ، فمن أجل هذا قلَّ من يتكلم عليه كما قلَّ من يصل إليه من عامة القوم لفقد الاستطاعة ، ولهذا كان واجباً مرة واحدة في العمر(9) .
السيد محمود أبو الفيض المنوفي يقول : « الحج : هو طاعة مبنية على المشقة . فأجره عند الله جامع لأجور الطاعات ، ولا سيما أنه جامع لصنوف الطاعات المتوزعة في الصلاة والطهارة والزكاة وصبر الصوم ومشقته »(10) .
الباحث سعيد حوى يقول : « الحج : تعويد للنفس على معان : من استسلام وتسليم ، ومن بذل الجهد والمال في سبيل الله ، ومن تعاون وتعارف ، ومن قيام لله بشعائر العبودية »(11) .
الهوامش :
[1] – المعجم العربي الأساسي – ص 291 – 292 .
[2] – البقرة : 197 .
[3] – الشيخ محمد عبده – نهج البلاغة – ج 4 ص 34 .
[4] – الحكيم الترمذي – الصلاة ومقاصدها – ص 79 .
[5] – الشيخ ابن عربي – تفسير القرآن الكريم – ج 1 ص 100
[6] – الشيخ ابن عربي – مخطوطة مراتب القرة في عيون القدرة – ورقة 34 أ .
[7] – الشيخ ابن عربي – عنقا مغرب في ختم الأولياء وشمس المغرب – ص 8 .
[8] – الشيخان حسن البوريني والشيخ عبد الغني النابلسي – شرح ديوان ابن الفارض – ج 2 ص 21 ( بتصرف ) .
[9] – الشيخ ابن علوية المستغانمي – المنح القدوسية في شرح المرشد المعين بطريق الصوفية -ص 265 (بتصرف) .
[10] – السيد محمود ابو الفيض المنوفي – معالم الطريق إلى الله – ص 218 .
[11] – سعيد حوى – المستخلص في تزكية الأنفس – ص 73
المصدر : السيد الشيخ محمد الكسنزان الحسيني – موسوعة الكسنزان فيما اصطلح عليه اهل التصوف والعرفان – ج5 – مادة ( ح ج ج ) .