يقول الشيخ عبد القادر الكيلاني قدس سره : « يا غلام : إذا دخلت عندي فاطوِ عملك ورؤية نفسك . أدخل بلا شيء مفلساً … من أراد الصلاح فليصر أرضاً تحت أقدام الشيوخ ، ما صفة هؤلاء الشيوخ التاركين للدنيا والخلق ، المودّعين لها من تحت العرش إلى تحت الثرى ، السموات وما فيهن ، والأرضين وما فيهن ، الذين تركوا الأشياء وودعوها وداع من لا يعود إليها قط ، ودعوا الخلق كلهم ونفوسهم من جملتهم ، لوجودهم مع ربهم عز وجل في جميع أحوالهم ،… يا صاحب المال ، إنسَ مالك وتعالَ بين الفقراء وذلّ لله عز وجل ولهم (1).
إن سر وجوب طاعة المريد التامة لشيخه كما أطاع الصحابة رضي الله عنهم النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قبل انتقاله هو أن المريد كالمريض أمام شيخه الذي هو طبيبه ، وكذلك كان الصحابة ، والشيخ لا يأمر المريد أو ينهاه إلا بما فيه خيره وعلاجه من أمراضه الروحية بما ورثه من نور الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم ، كما كان حضرته قدس سره يطبب قلوب أصحابه بما أمده الله تعالى من نوره .
إن الطاعة المفترضة هنا هي طاعة ولي الأمر الروحي للمريد وهي واجبة وجوبها للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم ، وذلك لقوله تعالى : يا أَيُّها الَّذينَ آمَنوا أَطيعوا اللَّهَ وَأَطيعوا الرَّسولَ وَأولي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (2) ، فمن يطع الشيخ فقد أطاع الرسول لأنه وارثه ، و مَنْ يُطِعِ الرَّسولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ (3) .
فعلى المريد أن تكون طاعته لشيخه كطاعة سيدنا إسماعيل عليه السلام لوالده عندما قال له : يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (4) ، وان ينفذ أمر الشيخ ، فالشيخ هو الأب الروحي للمُريدين جميعاً وأستاذهم في السلوك .
- على المريد في الطريقة الكسنزانية ان يطيع الوكيل العام لرئيس الطريقة كطاعته لشيخه طاعة تامة ، لأن طاعة الوكيل العام هي عين الطاعة لشيخ الطريقة ، وطاعة الشيخ هي الامتداد الحي لطاعة حضرة الرسول الأعظم صلى الله تعالى عليه وسلم والى الله تعالى في سلسلة متصلة غير منفصلة .
ولشيخ الطريقة في هذا الأمر أسوة حسنة برسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم في مواطن عديدة ، ومنها حين أمَّر حضرة الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم أسامة بن زيد وهو في سن مبكرة ، لم يتجاوز العشرين على جيش فيه من أكابر الصحابة بين أفراده وجنوده منهم الصحابيان الجليلان أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما فقاموا بواجب السمع والطاعة على أكمل وجه ، حتى أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه ومع انه صار خليفة رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فقد كان يستأذن من أسامة في من يريده أن يبقى معه (5).
هكذا كانوا أصحاب رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يطيعون من يوكلهم رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ومن يأمر بطاعتهم ، وعلى هذه السيرة العطرة والنهج القويم ينبغي على المريدين ان يحثوا الخطى في السير والسلوك .
- على المريد كلما أشكل عليه شيء من حال الشيخ أن يذكر قصة موسى مع الخضر عليهما السلام… فما ينكره المريد لقلة علمه بحقيقة ما يوجد من الشيخ ، فللشيخ في كل شيء حق بلسان العلم والحكمة .
- على المريد أن يستمع لشيخه فيما يقول ويسجل في ذهنه وقلبه ذلك ولا يعترض ولا يعلق ولا يحاول أن يضيف (6).
- على المريد أن يصبر على مواقف شيخ الطريقة التربوية كجفوته وإعراضه وأن لا يعترض على شيخه في طريقة تربيته له ، لأنه مجتهد في هذا الباب عن علم واختصاص وخبرة، كما لا ينبغي أن يفتح المريد على نفسه باب النقد لكل تصرف من تصرفات شيخه ؛ فهذا من شأنه أن يُضْعِفَ ثقته به ويَحجُبَ عنه خيراً كثيراً ، ويَقطعَ الصلة القلبية والمدد الروحي بينه وبين شيخه (7) .
قال سيدنا الشيخ عبد القادر الكيلاني قدس سره : دع عنك رياستك وتعالَ اقعد هاهنا كواحدٍ من الجماعة حتى ينزرع كلامي في أرض قلبك ، لو كان لك عقل لقعدت في صحبتي ، وقنعتَ مني كل يوم بلقمة ، وصبرت على خشونة كلامي . كل من كان له إيمان ثبت ونبت ، ومن ليس له إيمان هرب مني (8) .
وقال أبو عثمان : صحبت أبا حفص وأنا غلام حدث ، فطردني وقال :
لا تجلس عندي ، فلم أجعل مكافأتي له على كلامه أن أولي ظهري إليه ، فانصرفت أمشي إلى خلف ووجهي مقابل له حتى غبت عنه واعتقدت أن أحفر لنفسي بئراً على بابه وأنزل وأقعد فيه ولا أخرج منه إلا بإذنه ، فلما رأى ذلك مني قربني وقبلني وصيرني من خواص أصحابه إلى أن مات رحمه الله .
وقال ابن حجر الهيتمي : « كثير من النفوس التي يراد لها عدم التوفيق إذا رأت من أستاذ شدة في التربية تنفر عنه ، وترميه بالقبائح والنقائص مما هو عنه بريء ، فليحذر الموفق من ذلك ، لأن النفس لا تريد إلا هلاك صاحبها ، فلا يطعها في الإعراض عن شيخه »(9) .
- على المريد أن يراعي خطرات الشيخ في جزئيات الأمور وكلياتها ، ولا يستحقر كراهة الشيخ ليسير حركاته معتمداً على حسن خلق الشيخ وكمال حلمه ومداراته .
قال إبراهيم بن شيبان : كنا نصحب أبا عبد الله المغربـي ونحن شبان يسافر بنا في البراري والفلوات ، وكان معه شيخ اسمه حسن وقد صحبه سبعين سنة ، فكان إذا جرى من أحدنا خطأ وتغير عليه الشيخ نتشفع إليه بهذا الشيخ حتى يرجع لنا إلى ما كان.
- عليه أن يكون مسلوب الاختيار لا يتصرف في نفسه وماله إلا بمراجعة الشيخ وأمره 10 ) .
- على المريد أن لا يتكلم في مجلس الشيخ حتى يبادئه الشيخ بالكلام ، وأن لا يلتفت إلى غيره أثناء كلامه مع الشيخ .
يقول الشيخ عمر السهروردي : « أحسن أدب المريد مع الشيخ : السكوت والخمود والجمود حتى يبادئه الشيخ بما له فيه من الصلاح قولاً وفعلاً » (11) .
- وشأن المريد في الاستماع في حضرة الشيخ كمن هو قاعد على ساحل بحر ينتظر رزقاً يساق إليه ، فتطلعه إلى الاستماع وما يرزق من طريق كلام الشيخ يحقق مقام إرادته وطلبه واستزادته من فضل الله ، وتطلعه إلى القول يرده عن مقام الطلب والاستزادة إلى إثبات شيء لنفسه وذلك جناية المريد .
- على المريد أن لا يكثر الأسئلة وان لا يثقل عليه بالكلام إلا إذا كان في موضوع الشرع ولا يتعجل الجواب (12).
- يجب أن لا يتحدث لأحد أو مع أحد في مجلس الشيخ ، إلا إجابة لشيخه إذا خاطبه ، إتباعاً لكون الشيخ وارثاً للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم قال : اتْرُكُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ فَإِذَا حَدَّثْتُكُمْ فَخُذُوا عَنِّي فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ وَاخْتِلافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ (13).
- وإذا سأل الشيخ المريد فعليه أن يرد بصوتٍ واضحٍ وخفيضٍ على قدر ما يتطلب جواب السؤال ، عملا بقوله تعالى : يا أَيُّها الَّذينَ آمَنوا لا تَرْفَعوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَروا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرونَ (14) ، فان غير ذلك يؤثر سلباً في حال المريد .
قال الشيخ زروق : ثم إن طلب أحدهم بالكلام فإن كان الكلام عادياً أتى به منخفضاً وإن كان في العلوم والحقائق نظر فإن حضرته نفسه ترك ، وإلا تكلم بأقل ما يمكن من الكلام في ذلك لأن الكلام في حضرة الأستاذ مقت .
ثم قال : ومن أعجب ما شهدته في بعض الناس أنهم يدخلون على رجال من أهل الكمال لقصد الانتفاع بهم ثم يبسطون ألسنتهم بالكلام في وجوه من صور الحقائق ويظنون أنهم بذلك متقربون لقلوبهم ومتحببون لهم ولا أدري هل ذلك لظنهم خلوهم مما يألونه أو لرؤيتهم إن ذلك مما يقربهم إليهم أو ليروهم أنهم يفهمون ويذوقون ، هذه كلها جهالات أعاذنا الله منها (15) .
- إن لم يفهم المريد كلام الشيخ أو رآه مخالفاً لرأيه أو لما عند غيره فعليه أن لا يعارضه ، بل يقول : يا شيخ أو يا أستاذ ، لم أفهم على وجه الاستفهام لا على وجه التعارض فإن ظهر خلاف ما ظهر للشيخ فليسكت .
وقد ذكر أن بعض أصحاب الجنيد قدس سره أنه سأله مسألة فأجابه ، فعارضه فقال الجنيد قدس سره : فإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون (16).
وقال العلامة ابن حجر الهيتمي : ومَنْ فتح باب الاعتراض على المشايخ والنظر في أحوالهم وأفعالهم والبحث عنها فإن ذلك علامة حرمانه وسوء عاقبته ، وأنه لا يَنْتُج قط ، ومن ثَمَّ قالوا : من قال لشيخه لِمَ ؟ لَمْ يفلح أبداً (17)، وقال أبو العباس المرسي: « تَتَبَّعْنا أحوال القوم فما رأينا أحداً أنكر عليهم ومات بخير »(18) .
- أن لا ينقل من كلام الشيخ إلى الناس إلا بقدر أَفهامهم وعقولهم لئلا يسيء إلى نفسه وشيخه، وقد قال سيدنا علي كرم الله وجهه : « حدثوا الناس بما يعرفون ، أتحبون أن يُكذَّبَ الله ورسولُهُ ؟ » (19) .
- إنَّ المريد إذا كان له كلام مع الشيخ في شيء من أمر دينه أو أمر دنياه لا يستعجل بالإقدام على مكالمة الشيخ والهجوم عليه حتى يتبـين له من حال الشيخ أنه مستعد لسماع كلامه ، فكما أن للدعاء أوقاتاً وآداباً وشروطاً لأنه مخاطبة الله تعالى ، فللحديث مع الشيخ أيضاً آداب وشروط ، لأنه من معاملة الله تعالى ، ويسأل الله تعالى قبل الكلام مع الشيخ التوفيق لما يحب من الأدب .
وقد نبه الحق سبحانه وتعالى على ذلك فيما أمر به أصحاب رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم في مخاطبته فقال: يَا أيُّها الَّذِينَ آمنُوا إذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَـيْنَ يَديْ نَجْواكُمْ صَدَقةً (20)يعني أمام مناجاتكم.
قال عبد الله بن عباس : سأل الناس رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فأكثروا حتى شقوا عليه وأحفوه بالمسألة ، فأدبهم الله تعالى وفطمهم عن ذلك وأمرهم أن لا يناجوه حتى يقدموا صدقة .
وقيل : كان الأغنياء يأتون النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ويغلبون الفقراء على المجلس حتى كره النبي صلى الله تعالى عليه وسلم طول حديثهم ومناجاتهم ، فأمر اللهُ تعالى بالصدقة عند المناجاة ، فلما رأوا ذلك انتهوا عن مناجاته .
فأما أهل العسرة فلأنهم لم يجدوا شيئاً، وأما أهل اليسرة فبخلوا ومنعوا ، فاشتد ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ونزلت الرخصة وقال الله تعالى : أَأَشْفَقْتُمْ أنْ تُقَدِّمُوا بَـيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ (21).
- أن لا يحاول المريد الجلوس في مجلس الشيخ مع أهل الدنيا وأن لا يقترب ليسمع من كلامه معهم أو كلامهم معه فربما يؤذي ذلك قلبه ويخرجه من حاله .
- على المريد أن لا يطلب من الشيخ أن يعامله كما يعامل الضيوف أو أبناء الدنيا لان علاقة المريد بالشيخ علاقة قلبية وروحية .
يقول الشيخ عبد القادر الكيلاني قدس سره : الفقير رابطتنا معه رابطة قلبية وهو أهل وليس عنده أجنبية فنكتفي معه بموافقة القلوب ونقنع بها عن ملاقاة الظاهر بهذا القدر، وأما من هو من غير جنس الفقراء فهو واقف مع العادات والظاهر، فمتى لم يوف حقه من الظاهر استوحش ، فحق المريد عمارة الظاهر والباطن بالأدب مع الشيخ (22) .
- أن لا يخطر على باله وهو في مجلس الشيخ خاطر دنيا من مال أو ولد أو نساء أو غير ذلك بل يحفظ قلبه عن مثل هذه الخواطر والوساوس بطردها إذا ما وجدت بالاستغفار والرابطة مع الشيخ .
- إذا كان المريد يقرأ القرآن وحضر الشيخ فعليه أن يكمل الآية ثم ينهض احتراما لشيخه .
- على المريد أن لا يخرج مسبَحَتَه في مجلس الشيخ ويعمل بورده ، فسكون ظاهره وباطنه في مجلس الشيخ أفضل وعليه أن يكون مقتدياً بالصحب الكرام حين كانوا يجلسون في مجلس حضرة الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم كما قيل : وكأن على رؤوسهم الطير .
- وعلى المُريد أن يحترم هدية الشيخ ويضعها في مكان لائق بمقامها ويحتفظ بها فأنه لا يدري أي سر وضعه الشيخ فيها ، وقد ورد عن الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم إنه طوى سراً في ثوب وأعطاه لأبي هريرة فصار قلبه حياً ولم ينس أي شيء بعد ذلك ، يقول الشيخ السهروردي : كنت ذات يوم في البـيت خالياً وهناك منديل وهبه لي الشيخ وكان يتعمم به، فوقع قدمي على المنديل اتفاقاً ، فتألم باطني من ذلك ، وهالني الوطء بالقدم على منديل الشيخ ، وانبعث من باطني من الاحترام ما أرجو بركته (23) .
- عليه أن أن يجلب السرور للشيخ دائماً ولا يخبره بأخبار تزعجه ، وعليه أن لا يغضب الشيخ لأن الله سبحانه وتعالى يغضب لغضبه (24).
- على المريد أن يدافع عن الشيخ بكل ما يستطيع من يدٍ ولسانٍ وقلبٍ وان يكرم نسل الشيخ وأهله إكرامه للشيخ .
- على المريد أن يقوم إذا قام الشيخ ولا يجلس إلا بأذنه (25).
- على المريد أن لا يذكر اسم الشيخ وهو يخاطبه بل يقول : يا شيخ ، يا أستاذ ، قربان(26) ، أو ما إلى ذلك .
- على المريد أن لا يأكل ولا يشرب ولا يتكلم مع أحد في مجلس الشيخ فان ذلك يُشتت قلبه ويفقد وارده القلبي الفائض عليه من قبل الشيخ (27).
- كما يجب على المُريد أن لا يتقدم على الشيخ بالسير إلا للضرورة كحمل مصباح أو إزالة العوائق من الطريق وغيرها (28).
- على المريد أن لا يصاحب من يكره شيخه ويحرضه على تركه ولا يسمع فيه شك المنافقين (29).
- على المريد أن لا يدير ظهره نحو الشيخ إذا خرج من عنده (30).
- عليه أن لا يبخل عليه بشيء أراده مهما غلا .
فهذه جملة من الآداب التي يجب على السالك مراعاتها والمحافظة عليها فإن الطريق كلها آداب ، حتى قال بعضهم : اجعل عملك ملحاً وأدبك دقيقاً .
وقال الشيخ أحمد بن عجيبة رضي الله عنه في قصيدته العينية في الآداب :
مـع الشيخ آداب إذا لم تكن لـه فإنـه في وادي القطيـعة راتـع خضوع وهيبة وصـدق ومحبـة وعـقل كمال فيـه انـه جامـع فلا ترفعن صوتاً إذا كان حاضراً ولا تضحكن فالضحك فيه فجائعُ ولا تعتـرض أصـلاً عليه فإنه بنـو شهـودٍ للبـصيرة تابـعُ ولا ترفعـن عيناً إلى مـاء غيره فترمى كسيراً في المعاطش ضائعُ ولا تخرجن من عش تربية غدت تمدك بالأنـوار منهـا تتابــعُ
وآداب المريد لا نهاية لها مع شيخه ، وقد أفردها المربون بالتآليف الكثيرة لما اعتبروها الركن الأعظم في الوصول والترقي . وهذه الآداب كلها إنما تُطلب من المريد الحقيقي الذي يريد الوصول للحضرة الإلهية ، وأما المريد المجازي فهو الذي ليس قصده من الدخول مع الصوفية إلا التزيي بزيهم ، والانتظام في سلك عقدهم ، وهذا لا يُلزَم بشروط الصحبة ولا بآدابها ، ليس منهم أصلاً.
________________________________
الهوامش :
(1) – السيد الشيخ محمد الكسنـزان – جلاء الخاطر من كلام الشيخ عبد القادر – ص 8 .
(2) – النساء : 59 .
(3) – النساء : 80 .
(4) – الصافات : 102 .
(5) – تاريخ الطبري – ج 2 ص 462 .
(6) – السيد الشيخ محمد الكسنـزان – الطريقة العلية القادرية الكسنـزانية – ص 307
(7) – عبد القادر عيسى – حقائق عن التصوف – ص 64 .
(8) – السيد الشيخ محمد الكسنـزان – جلاء الخاطر من كلام الشيخ عبد القادر – ص 8 .
(9) – عبد القادر عيسى – حقائق عن التصوف – ص 64 .
(10) – السهروردي – عوارف المعارف – ص198 – 199
(11) – المصدر السابق – ص 282 .
(12) – السيد الشيخ محمد الكسنـزان – الطريقة العلية القادرية الكسنـزانية – ص 307
(13) – سنن الترمذي – ج 5 ص 47 –رقم 2679 .
(14) – الحجرات : 2 .
(15) – السيد الشيخ محمد الكسنـزان – الأنوار الرحمانية في الطريقة العلية القادرية الكسنـزانية – ص 226.
(16) – السهروردي – عوارف المعارف – ص201 .
(17) – المقصود بهذا الأدب : هو مريد التربية والكمال والوصول إلى الله تعال ، أما التلميذ الذي يأخذ علمه عن العلماء فينبغي له مناقشتهم وسؤالهم حتى تتحقق له الفائدة العلمية (الفتاوى الحديثية” ص 55 للمحدث ابن حجر الهيتمي المكي المتوفى سنة 974هـ) .
(18) – عبد القادر عيسى – حقائق عن التصوف – ص 66 .
(19) – أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب العلم .
(20) – المجادلة : 12 .
(21) – المجادلة : 13 .
(22) – الشيخ إبراهيم حلمي القادري – مدارج الحقيقة في الرابطة عند أهل الطريقة – ص 35 .
(23) – السهروردي – عوارف المعارف – الباب الحادي والخمسون – أدب المريد في مجلس الشيخ .
(24) – السيد الشيخ محمد الكسنـزان – الطريقة العلية القادرية الكسنـزانية – ص 307 .
(25) – المصدر السابق – ص 307 .
(26) – قربان : كلمة كردية تعني : انا فداك ، وكان صحابة رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يقولون له : فداك
أبي وأمي يا رسول الله ، وورد في الحديث ( قال سلمة رآني رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وهو آخذ بيدي قال :
ما لك ؟ قلت له : فداك أبي وأمي … ) صحيح البخاري – ج 4 ص 1537 – رقم (3960 )
(27) – السيد الشيخ محمد الكسنـزان – الطريقة العلية القادرية الكسنـزانية – ص 307 .
(28) – المصدر نفسه – ص 307 .
(29) – المصدر نفسه – ص 307 .
(30) – المصدر نفسه – ص 307 .